-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فرعون ج 3 بقلم ريناد - الفصل الرابع والعشرون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية فرعون ج 3 بقلم ريناد (رينووو) .

رواية فرعون ج 3 بقلم ريناد - الفصل الرابع والعشرون

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية فرعون ج 3 بقلم ريناد

رواية فرعون ج 3 بقلم ريناد - الفصل الرابع والعشرون

 يمان

ياناديه متكبريش الموضوع بقا وخليكى حلوه ..وبعدين انا حبيت اعملهالك مفاجأه ياروحى ...طب بذمتك مش مفاجأه تجنن ...يعنى ايه شعورك وعمى ماهر بيبلغك ان فرحنا بعد اسبوعين اوصفيلى كده .


ناديه :زفت ...شعورى كان زى الزفت ...يعنى ايه تتخطانى وتحدد ميعاد الفرح انتا وبابا من غير ماحد ياخد رأيى كانى رجل كنبه مش العروسه ؟ طيب على اساس ايه تحددو لوحدكم ؟ تعرفو انا ناقصنى ايه ...تعرفو هلحق اكمل جهازى فالمده دى ولا مش هلحق ؟ دا ايه هو دا ...بص ياحضرة الظابط ..نظام البرطشه والامر الواقع دا مش انا اللى اتحط فيه ...ومن هنا ورايح مفيش قرار فحياتنا او حياتك انتا هتاخده لوحدك من غير ماترجعلى ...حتى لو جيت تحلق دقنك قبل ماتحلقها تاخد رأيى ...


يمان :اخد رأيك وانا بحلق دقنى ! وافرض موافقتيش ؟

ناديه :تفضل على كده ...وبص بقا من غير لت وعجن كتير عشان انا فالشغل ووقتى مشغول ...مفيش فرح ولا جواز ولا اى حاجه الابعد شهر علم ؟


يمان بزعيق :لا يماما مش انا ...مش انا اللى مراتى تمشينى على مزاجها وتلغى ميعاد انا حددته ...وعند فيكى بقا الفرح مش هيتعمل بعد شهر ...هما تلاتين يوم مفيش غيرهم ياهانم ...وافقتى وافقتى موافقتيش انتى حره ...وقفل السكه


ناديه شالت التليفون من على ودنها وابتسمت وهى بتهز دماغها وتهمس لنفسها ..مجنون يمانى بس بحبك اووى يبن الايه ...

***************

فى الامارات


سميه :انا فرحانه اوى يانادر امتى بقا هنسافر ونروح لغريبى واخده فحضنى واقوله انا اسفه يبنى ياحبيبي سامحنى ياحته من قلبي عشان وجعت قلبك ومكونتش اد عشمك فيا ...نفسى أضمه واطبطب على قلبه واقوله معلش امسح كل عذابك فيا انا ....


نادر اتنهد بغلب :ومين سمعك ياامى ...والله انا ماعارف هقابل غريب بأنهى عين ...بصراحه كلنا طلعنا واطيين معاه ومديناهوش اقل فرصه يدافع فيها عن نفسه قدامنا ولا حتى يبرر ...هربنا من قدامه وجرينا وكأن الخيانه شيئ كان متوقع منه وان اللى عمله دا مكناش مستبعدين انه يعمله ...انا وليل طول الوقت كنا فاكرين ان غريب داس على قلبنا لكن فالحقيقه احنا اللى كنا دايسين على روحه ..

تفتكرى هيسامحنى ياماما ...تفتكرى هيرضى يفتحلى حضنه مره تانيه ونرجع زى زمان روح وحده وقلب واحد ؟


سميه :انا متاكده من دا يانادر ..

عارف ليه ..عشان قلب غريب غير قلوبنا كلنا ..سبحان الله ربنا وهب غريب قلب يقدر يكفى الكون كله حب وحنيه..

غريب اسم على مسمى حتى فطيبته وسماحة قلبه تلاقى غرابه من كتر ماهتلاقى الحجات دى عنده بوفره ....


وبينما هما بيتكلمو جالهم صوت شريف :نادر لو سمحت سيبلى مراتى وروح لمراتك كفايه عليك كده


نادر رفعله حاجب واحد وهو بيتكلم :ايوه بس دى امى لو كنت نسيت يعنى بفكرك ..


شريف :عارف انها امك بس كفايه عليك امومه لحد هنا ...شوف ليك كام سنه ابنها مشبعتش ؟

دلوقتى سمسمه بتاعتى انا ..ملكيه خاصه مش هسمحلها لا تكون ام ولا اخت ولا عمه ولا خاله ولا حتى تيته ...من هنا لحد مانموت سميه هتبقا زوجه وبس ...واى حد يطالبها بمشاعر من اى نوع يتخطانى انا الاول عشان انا مضيت عقد احتكار مع قلبها لباقى العمر مينتجش مشاعر غير ليا انا وعشانى وبسسس ....


نادر :طب قول الكلمتين دول قدامى مره تانيه وانا اوعدك اخطفها واخبيها منك ولا اخليك تشوف ضافرها بعد كده وابقا بل عقد الاحتكار بتاعك واشرب ميته بقا ....


شريف :ولا تقدر ولا بقيت بتهدد ولا باكل من الكلام دا خلاص سمسمه بقت ملكيه خاصه بشريف ومفيش بشر يقدر يقربلها ...


نادر كان بيسمع كلام شريف لكن طول الوقت عينه على امه سميه اللى لمعت الفرحه والحب منوره عنيها وهى باصه لشريف وابتسامتها مزينه وشها وهى بتسمع كلام طول عمرها محرومه منه ....


والغريبه انها عاشت طول حياتها تجرى ورا الفلوس والاملاك واستحملت عشانهم اللى محدش يستحمله ...لكن الصدمه كانت لما شريف حب يكتبلها فيلا باسمها ويحولها فلوس لحسابها رفضت رفض قاطع ...موقفها دا خلى نادر احتار ففهمه وفضل يسأل نفسه ...هل ياتري هى اتعلمت من اللى فات وعرفت ان الفلوس عمرها مابتجيب سعاده ...ولا لما لقت الحب استغنت عن كل حاجه حتى الفلوس اللى يمكن كانت طول الوقت كانت بتفكر بامتلاكها انها بتعوض النقص اللى فحياتها من ناحية ابوه ماهر وتحاول تسد بالفلوس فراغ قلبها الخاوى ...

ملقاش لاسئلته اجابه بس اللى متأكد منه انه شايف فعيونها قناعه ورضى عمره ماشافهم فعنيها قبل كده ...صحيح صدق اللى قال ..الحب بيعمل المعجزات .....


*******************

ليل :صوح ياخاله ؟ طب ديه والله احلى خبر الواحد سمعه من مده ...رابنا يتمم بخير ويجعل بختها فوق جريد النخل عالى ويرارى فالسما ...


وه وانى اقدر مجيشى ولا اكون معاكم فاليوم ديه ...طب وغلاوة رحاب محد يبل شرباتها غيرى ...


خلاص هقول لغريب واخد شوره وناجيكم انى ونجمه ...يارب ياخاله ربنا يخليكى لينا ويحفظك ويطول فعمرك لغاية ماتشوفى عيال عيال عيالها يارب ....طيب ياحبيبتى اشوفك بعافيه ...مع السلامه يااغلى الناس ...


غريب كان سامع المكالمه بتاعت ليل وعامل نفسه مشغول ومش معاها لكن الست فريال كانت كلمته وقالتله على العريس واستأذنته فان ليل ونجمه يحضرو بس لما ليل قالتله عمل نفسه اول مره يسمع بموضوع كتب كتاب رحاب ...


غريب وجه كلامه لنجمه وطنش ليل خالص :اكيد طبعا تروحى يانجمتى ومش محتاجه انك تاخدى الاذن منى فحاجه تخص تيته فريال او بيبو خالص ...

نجمه مشغوله فلعبها ومردتش عليه


ليل :طيب يانجمه قولى لابوكى اننا هنبيتو حداهم كام يوم اكده عشان متوحشينهم ...

غريب :لا يانجمه انتى مش هتباتى بعيد عن حضنى ساعه وحده اللى عايز يروح يروح لوحده ..

كل دا ونجمه مستمره فاللعب وبين فتره وفتره تديهم نظره جانبيه زى ماتكون بتقولهم بطلو هبل بقا واتكلمو مع بعض علطول


ليل رفعت حواجبها وفتحت بوقها بذهول وهو بيتمسك ببنته ورافض بعدها وهى بيفرط فيها عادى ومش مهم عنده تبات بعيد عنه ولا عنده اى اعتراض ...


دخل غريب اوضته ونسى محفظته على الطربيزه وليل اخدتها وشمت ريحته اللى فيها وفتحتها واتفاجأت بالخلخال جواها ...عنيها دمعت وهى بتسحبه وترفعه قدام عنيها بشوق لايامه ولكل زكري مرتبطه بيه ...


اخدته وراحت على باب الفيلا قفلته عشان نجمه متخرجش لوحدها وتروح للبسين او لاى حته ودخلت الحمام اخدت شاور بالشامو المفضل لغريب واللى كان بيعشق ريحته على شعرها واللى اول ماجت الفيلا معاه لقته جايبه ومالى بيه الحمام ...استحمت ولبست البرنص بتاعها ولبست الخلخال فرجلها ولمت شعرها وخرجت وهى حاسه ان غريب المرادى مش هيرفضها زى كل مره ...منين جالها الاحساس دا متعرفش ....


غريب فالاوضه وطلع على السرير بعد ماغير هدومه وماسك تليفونه وفاتح فيس بوك وبيتراسل مع حد ..


انتبه بكل حواسه وهو سامع احب صوت لقلبه بيرن بأحلى نغمه ...


صوت الخلخال وهو بيقرب منه وعارف ان ليل لابساه عشان هو دا صوت خطوتها اللى ميقدرش ينسى وقعها على قلبه قبل ودنه ابدا ....


غمض عنيه واخد نفس وابتسم لصوت عاش سنين يحلم بيه واستجمع كل قوته وصبره وهو عارف ان ليل على مشارف المحاوله المليون فى انها تخليه يتجاوب معاها وطبعا مكانش فخططه انه يسامح دلوقتى خالص ...لكن صوت الخلخال لخبطله كل مخططاته وضيع اى منطق بيتعامل بيه معاها وهو شايفها بتفتح الباب وبتقرب عليه وحده وحده وبهدوء وتطلع جمبه على السرير ...


الخلخال ...القرب ..الريحه ...الشوق ...العطش ...كل دى حجات حاصرت عقل غريب ولغت اى ذرة تفكير عنده ...واللى هدم آخر حصونه ايدها وهى بتتمد على شعرها تفرده وينزل شلال الحرير اللى طول زى الاول ويمكن اكتر قدامه ويلخبط احواله ...ضم ايده اللى ارتعشت من كتر الرغبه فأنها تروح لموطنها الطبيعى اللى اتحرمت منه سنين وهو بين خصلات شعر ليله ...اتحكم فحركةايده بكل قوته لكن كل القوه بادت وليل بتمد ايدها تمسك ايده وتمد صوباعها الابهام تفرك بين صوابعه الوسطى والسبابه وبالاخص فمكان فيه اثر حرق ...


ليل رفعت ايده على بوقها وباستها مكان الحرق وهى بتسأله ...ايه ديه ياغريبى ؟

غريب شد ايده منها واتكلم وهو بيتأمل ايده دى علامه كل ماابص فيها افتكر سنين العذاب ...افتكر اللى قاسيته ...افتكر ظلمك ليا ..دا اثر كل سجاره خلصت فأيدى ولسعتنى وانا مكنتش فوعييى من كتر التفكير فيكى وفكل اللى كان بينا ...دا ختم وجع قلبي ....


ليل باستغراب :سجاير ؟ هو انتا بقيت عتشرب سجاير ياغريب ؟ من ميته ...وليه مش عشوفك عتشربها امال ...


غريب اتنهد بتعب وهو بيقولها :بطلتها بسبب نجمتى ...

بطلتها عشان احافظ على حياتى وصحتى عشان بنتى .


ليل :وه يانن عين ليل ...يعنى انتا دلوك مبطلها جديد ...ومتحمل ياعقلى ..!دا واحد غيرك كان زمانه مطايقشى نفسه وكان طربق البيت على راسنا ...


غريب :انا متقوى بنجمتى وبعمل كده عشانها ..ومتنسيش انى دلوقتى مش غريب بتاع زمان ...انا دلوقتى فرعون اللى مفيش اى حاجه فالدنيا تقدر تقف قصاده او تغلبه ...فرعون اللى حتى قلبه مات ومبقاش يتأثر زى الاول وحتى النغزه اللى كانت بتجيله راحت بعد مااتعلم القسوه ..


ليل :والله عتكدب وقلبك لساته كيف ماهو ولساتك عتحب وتشتاق بس انتا عتكابر ...ايوه بقيت اقسى هبابه صغيرين بس ديه عشان زعلان ومتكدر من الناس ...بس اوول مالزعل يروح هيرجع قلبك كيف لاول كيف اللبن الحليب واقل حاجه تفرحه واقل حاجه تزعله ...غريبى عاد وانى حافضاك اكتر من حالك ....


قالتها وميلت وحطت دماغها على كتفه ومسكت ايده ضمتها عليها وباستها وهى بترفع عيونها تبصله بعيون دايبه ودعوه صريحه غريب مقدرش انه يصدها ابدا ...رفع ايد بتترعش وخللها فشعر ليل اللى غمضت للمسه اللى كانت بالنسبالها فالوقت دا بالظبط زى قبلة الحياه للغريق اللى رجعته للحياه من تانى ..


اتجرأت ليل وابتدت ايديها تعزف على اوتار جسمه وهو لآخر لحظه بيحاول انه يسيطر على اعصابه وهو بيقول لنفسه لسه فيه وقت اسيطر على الامور واستمر فتأديبها لكنه

فمرحله مقدرش يستحمل وابتدى هو فأكتر لحظات ضعفه قصاد حب عمره ولهفته وشوق سنينه انه يستلم زمام الامور ويطفى شوقه ويروى عطشه من ليله بطريقته الخاصه اللى خلت الاتنين طارو فوق السحاب فمكانهم القديم اللى كانو هما الاتنين مشتاقينله حد الجنون ...واخيرا القمر استسلم لحضن ليله ...


**************

مريم :يعنى ايه ...يعنى بنتى ضاعت ؟ يعنى الارض انشقت وبلعتهم هما الاتنين ...ياترى اخد بنتى وراح بيها فين ...ياترى بنتى عامله ايه دلوقتى انا قلبي مش مطمن انا عايزه بنتى ياراضى هاتلى بنتى ...


راضى :يعنى راضى فايده ايه يعمله يامريم اكتر من كده ...لف ليل نهار وبلف ...سؤال سألت الصغير والكبير الى يعرفهم واللى ميعرفهمش محدش دلنى ...حتى عالنت عملت اعلان عن اللى يعرفهم محدش طلع يعرف عنهم حاجه ...قوليلى فأيدى ايه تانى اعمله ...


مريم مسحت دموعها بعنف ...بس انا قدامى حل وهو اخر فرصه قدامنا وبعدها انا هموت نفسى بجد على اميره مش هستحمل ...


راضى بتعب :اى حل ممكن يرجع بنتى لحضنى انا معاكى فيه واعمليه من غير تردد ....

***********


ماهر وقف على حيله منتور وهو شايفها قدامه فالشركه بعد مادخلت بدون استئذان وغصب عن سكرتيرة مكتبه اللى كانت بتحاول تمنعها بكل قوتها لكنها فشلت :انتى جايه هنا ليه ...ليكى عين تورينى وشك بعد عملتك انتى وبنتك وقذارتكم ؟


مريم بانكسار :ماهر ارجوك اسمعنى ...انا عارفه انى غلطانه انى مقولتلكش الحقيقه اللى كنت اعرفها من الاول وقلتلك ان اميره اُغتصبت لانك فاى حاله تانيه مكنتش هتوافق ان غريب يتجوزها ...وكمان محبتش اشوه صورة غريب فعنيك وخصوصا وانا عارفه غريب يبقى ايه بالنسبالك ...

ماهر بضحكه :ايووااااه ...اتمسكنى تانى واتدحلبى ....اكيد عرفتو ان ابنى ابتدا يستقر قولتو نروح نتمسكن ونرجع العلاقات ونخرب عليه مره تانيه انا وبنتى ...مريم لعلمك انا مش هصدق اى عذر او اى كلام انتى جايه هتقوليه ...

مريم :ماهر انا مش جايه اقولك كلام ولا اقدم اعذار ...انا بنتى غلطت غلطه لا تغتفر انا معترفه بدا ...انا جايه النهارده عشان اميره ضاعت منى ياماهر ...جوزها اخدها واختفى بيها وانا جايه النهارده عشان اترجاك تكلملى غريب يتصل باى حد معرفه من الداخليه يتصرف ويلاقى مكانها ...ارجوك ياماهر ابوس ايديك ورجليك ...


ماهر :تصدقى يامريم انا دلوقتى بس اللى صدقت المثل اللى بيقول اللى اختشو ماتو ...تصدقى انك عديتى ليفل الوحش فالبجاحه ...معقوله تكونى جايه تطلبي لبنتك مساعده من اللى بنتك دمرت حياته وخسرته مراته وبنته وبيته وبعدته عن بلده بدون ذنب ...


مريم :دى بنتى ياماهر ولازم اخبط على اى باب عشان ترجع لحضنى مهما كان اللى هشوفه ورا الباب ده .


ماهر :واللى اتعذب بسببها كان ابنى يامريم ...واللى سافر وبعد عنى وساب البلد كلها وهج كان ابنى برضو ...بذمتك قوليلى لو انتى مش مشتركه معاها فاللعبه القذره دى عملتيلها ايه بعد ماعرفتى ..عاقبتيها بأيه ؟....اقولك انا ..ولا حاجه ..وعشان ربنا عدل هو اللى عاقبك وعاقبها بعدله حكم عليكم ببعدكم عن بعض وحرقة قلبك عليها ...عشان يوريكى حرقة قلب الاب على ضناه بتبقى ازاى ...صدقينى يامريم انا مش بحط كامل اللوم فاللى حصل دا على اميره ...اللوم الاكبر عليكى انتى وعليا انا قبلك عشان وافقت بوحده زى بنتك تدخل بيتى وكنت هخليها تشيل اسم ابنى بنفس راضيه...مش عارف وقتها كنت بفكر ازاى بصراحه ...كان عقلى فين ساعتها ازاى اقبل بنسب زى دا ...وكنت منتظر ايه من بنت امها اللى ربتها كانت تربية ملاجئ ....


الكلمه دى كانت القشه اللى قطمت ضهر مريم وهى بترفع عنيها اللى كانت منكساهم للارض طول ماماهر بيتكلم وواعده نفسها انها هتستحمل اى كلام يقوله وجايه مستعداله عشان متتصدمش ...لكن الكلمه دى معملتش حسابها عليها ولا استعدتلها ابداا ...

الكلمه اللى طول عمرها بتتجنب ان حد يقولهاها وفضلت تثبت للناس عكس دا وفعلا نحجت لكن اهى بتتقالها واكبر مخاوفها بتتحقق وبسبب بنتها ...

مريم متكلمتش ولا نطقت بكلمه وحده ...اصل هتقول ايه بعد الكلمه دى ..مفيش اى كلام يتقال ..لملمت ازيال خيبة املها وقهرها ومشيت فورا من قدام ماهر ..جريت من قدامه قبل مايكررها تانى والمرادى تقضى عليها نزلت ومش قادره تتحكم لافدموعها ولا تتحكم فأعصابها اللى باظت ...رعشة غضب سرت فكل جسمها ...نار شبت بين ضلوعها مية بحر بحاله متقدرش تطفيها ...طلعت تليفونها وفتحت ماسنجر وبعتت رساله لأميره على حسابها كان محتواها ...


انا مسامحاكى يااميره بس ارجعى...انتى كسرتينى كسرة لا الزمن ولا الايام ولا الدنيا قدرت تكسرهانى لكن برغم كده قلبي بيتقطع عليكى فكل ثانيه ...

ارجعى وطمنينى عليكى ياحبيبتى


وكانت دى آخر جمله تنطقها مريم وهى بتعدى الشارع بعدم انتباه وتحس بخبطه شديده تطير على آثرها فالهوا عشان تنزل بعد مسافه على الارض عشان تلفظ آخر انفاسها بعد ماكانت جملة ماهر الاخيره بتتردد فودنها مسكتهاش غير اميره صحبتها وهى بتشق الزحام وتقربلها وعلى وشها احلى ابتسامه وتمسك ايدها تقومها وتاخدها ويمشو ....


اما ماهر فابعد مامشيت مريم قعد على الكرسى وفضل يفرك وشه بايده وهو بينفخ وحاسس بديقة نفس وندم على الكلام اللى قاله لمريم وهو فاقصى درجات غضبه واللى عمره ماكان يتوقع ان حاجه زى دى تطلع من لسانه لكنه ميعرفش ازاى دا حصل ...

قام بضعف واتمشى على الشباك بتاع مكتبه ووقف فيه واللى شافه كان اكبر صدمه بالنسباله ...شاف اميره حبيبته واقفه ورا القزاز زى ماكنت تقف زمان ايام المطعم لكن المرادى مكانتش مبتسمه كانت ملامحها حزينه ...ثوانى واختفت قبل حتى ماهر مايستوعب اللى شافه ...نقل عنيه على المكان اللى كانت فيه عشان تظهر من تانى او يرجع يشوف طيفها لكن دا محصلش ..نزل عنيه لتحت على الشارع واستغرب وقلبه انتفض وهو شايف تجمهر فالشارع الرئيسى


اخد مفاتيحه ونزل على مكان الزحام وفضل يوسع الناس ويتقدم بعد ماسمع انها حادثه والصاعقه لما بص لقاها مريم غرقانه فدمها وميته ...ولا اى احساس فالدنيا يقدر يعادل احساس ماهر بالذنب فاللحظه دى وهو متأكد ان كلامه وقسوته هما السبب فموت مريم ...


مد ايده غمضلها عنيها ودموعه نزلت بقهر وهو حاسس ان الدنيا استكترت عليه حتى فرصه انه يهدى ويرجع يتأسف ويصلح غلطته معاها ويعتذرلها على كلمه خرجت منه فلحظة غضب ...بس ساعات الدنيا بتعاقبنا بطريقتها على غلطنا فحق ناس بأنها تحرمنا من فرصة تصليح الغلط دا ..


وصلت الاسعاف واخدت مريم وماهر طلع تليفونه وبتردد اتصل على راضى جوزها وهو مش عارف هيقوله ايه ولا يبلغه خبر زى دا ازاى وهو عارف مريم بالنسبه لراضى ايه ...


ولان دا مش وقت تردد ماهر اول ماسمع صوت راضى جمع كل شجاعته واتكلم بنبرة حزن خلت راضى قلبه وقع فرجليه :


راضى مريم عملت حادثه وخبطتها عربيه وهى دلوقتى فمستشفى (******) مسمعش اى رد من راضى غير انه قفل السكه فوش ماهر فورا ..


قام ماهر وراح ورا مريم المستشفى وفضل هناك مستنى ومحتار يتصل بمين ولا يكلم مين يكون جمبه فالموقف دا ....


ملقاش قدامه غير انه يتصل بجميله اللى جاتله فورا اول ماسمعت الخبر وماهر اول ماشافها اترمى فحضنها وهو بيبكى بصوت عالى ويقولها انا اللى قتلتها ياجميله ...انا اللى موتها ...دبحتها بكلمه ونهيت حياتها ...حتى اميره شفتها زعلانه منى بسبب اللى عملته فمريم ...


جميله فضلت تهدى فيه وتطبطب وتواسى وتحاول تزيح عن قلبه احساسه بالذنب بأن دا قضاء ربنا وان عمرها خلص لحد هنا لكن ماهر مكانش مقتنع بكل دا ...ومش مصدق اى حاجه غير ان هو السبب فموت مريم وحرفيا ابتدا ينهار ويتعب ونفسه يديق وبصت جميله لقته بيقع بين ايديها وهى مش قادره حتى تمنعه من الوقوع ومفيش فأيدها غير انها تصرخ بعلو صوتها عشان حد يلحقها ...


جو الدكاتره والممرضين واخدو ماهر لاوضة الكشف ولقو قلبه تعبان وعملوله الاسعافات اللازمه ونقلوه لاوضة عنايه ...


اما جميله فوقفت محتاره وملقتش قدامها غير انها تتصل بغريب هو الوحيد مفيش غيره ....

اتصلت جميله بغريب اللى كان فشغله مع قاسم فغرفة العمليات بينسقو مع بعض ومع باقى الفريق لمهمه جديده وبمجرد ماسمع الخبر غادر القاعه فورا ووشه ميتفسرش من الارتباك والزعر وقاسم بمجرد ماشاف غريب كده خرج وراه فورا ووراهم علطول خرج يمان والتلاته ركبو عربيه وحده اللى هى عربية غريب وهما بيسألوه حصل ايه وهو منطقش غير كلمه وحده بس ..كارثه ...


وصلو المستشفى بعد دقايق معدوده غريب ساق فيها على آخر سرعه وبحرفيه تامه قدر يختصر فيها تلات ارباع الوقت ونزلو التلاته يجرو قصاد بعض وغريب هو المتولى مهمة البحث عشان هو الوحيد فيهم اللى عارف هو بيدور على ايه وخطواته زادت وهو شايف عمته جميله واقفه فممر عند العنايه واول ماشافتهم جريت عليهم زى الغريق اللى بيتعلق بقشايه واترمت فحضن غريب وهى بتقوله :ابوك ياغريب ..ماهر تعبان اوى ...


غريب سمع كده وبعد عمته من حضنه وراح فورا للدكتور اللى شغال على حالة ابوه واطمن منه ان ابوه هيكون بخير وانهم عملوله كل اللازم وانها ازمه قلبيه بس لحقوها الحمد لله وكلها ساعات ويفوق ....


راح على عمته وطمنها وجه ميعاد الجزء الاصعب من الالم وهو معرفته بأن مريم ماتت وعمته مكنتش قايلاله غير انها عملت حادثه وتعبانه ...


قعد على الكرسى وحط دماغه بين ايديه بتعب وقهر على مريم اللى مهما كام ميقدرش ينكر انها ادتله حب وحنان ومشاعر كتير حلوه فعز ماهو كان محتاجلهم ...


كل ذكرياتها معاه وكل كلمه وكل ضحكه من مريم غريب شايفهم قدامه وهو بيتقدم على تلاجة المستشفى وقاسم ويمان معاه وكل واحد ماشى جمبه كتف بكتف وخصوصا قاسم اللى عارف مريم كانت ايه بالنسبه لغريب ....


دخلو الاوضه وغريب سأل على مريم وعرف الدرج اللى هى فيه وراح عليه وابتدا يسحب الدرج بأيد بتترعش والدموع اتحجرت فعنيه وهو شايفها قدامه جثه هامده ...مد ايده على دماغها نزولا لخدها وهمسلها بحنيه ...مسامحك ومش زعلان منك ولا مشيلك اى ذنب ...مسامحك وهتفضلى ماما مريم وغلاوتك فقلبي هتفضل هى هى ...


قال جملته وانتبه على ايد قاسم بتتحط على كتفه ويمان شال ايده من على الدرج وقفله والاتنين اخدوه لبره وقعدوه على كرسى فالممر اللى فيه جميله وقاسم راح يخلص اجرآت مريم عشان تقدر تسافر الاسماعيليه فأقرب وقت ....


قاسم طول ماهو ماشى فطرقة المستشفى شاغل باله جدا رد فعل غريب لما شاف مريم ..مدمعش .

.ماداش رد الفعل اللى كان متوقع من غريب ...حتى مدلكش قلبه زى كل مره يواجه فيها الم او جرح ...ودا ان دل فيدل على ان غريب قلبه اتحجر فعلا ومبقاش يتأثر بكل حاجه زى زمان وقاسم مباقاش متأكد دى حاجه تفرح او تزعل ...لكن اللى متأكد منه ان غريب فعلا اتغير وقسوته اللى فاتت لاكانت تمثيل ولا ادعاء .....


خلصو الاجرآت كلها ومش فاضل بس غير تغسيلها ووصول راضى عشان يستلم الجثه ...

وصل راضى مع مجموعه من معارفه واصحابه اللى اول ماعرفو منه بحادثة مريم رفضو انهم يسيبوه يجي لوحده ..بنته فريده وابنه حسام كمان رفضو انهم يسيبوه يجى لوحده واصرو انهم يجو بنفسهم يطمنو على مامتهم ...


غريب واللى معاه شافو حالتهم ومحدش من الموجودين عنده شجاعه انه يقولهم الخبر وساكتين وراضي بيتنقل بعنيه زى المجنون على باب كل اوضه فالممر قصاده ومستنى اى حد يقوله هى فأنهى اوضه عشان يجرى عليها ويطمن انها بخير ....مقطعش حالة الصمت دا غير عامل بيتقدم من قاسم ويقوله ...الجثه جهزت يابيه لو حابين تستلموها ...


راضى نقل دماغه على على كل الواقفين وهو مستنى حد ينطق ويقول اللى بيتكلم عنها الراجل دى مش مريم ..لكن اللى شافه خلى الدنيا كلها اسودت فوشه وهو شايف كل الروس اتنكست للارض وكأنهم بيأكدو اللى فهمو .....


اتكلم بصوت بيرجف :مش مريم دى صح ...مش مريم اللى بيقولو عليها جثه مش كده ...حد فيكم يتكلم ...وصرخ بكل صوته وهو بيمسك فهدوم غريب ..حد يرد علياااااا ...قالها وقبضته اترخت ووقع بعدها فالارض ملحقهوش غير غريب وهو بيتلقاه على اديه وسط صرخات متتاليه من فريده بنت مريم وهى بتصرخ بعلو صوتها وتقول :لأ ياامى ..لأ ياامى ..وكمان حسام اللى صوته قلب المستشفى وهو بيصرخ بعلو صوته ويقول امى ...رجعولى امى ...


وضع مؤلم ...موقف الموت موقف مهيب .. حزن بيرهب القلوب ...

اصوات عاليه مش مصدقه خسارة حد كان محور حياتهم كلها ...اشخاص اقل مايقال عنهم انهم بيموتو من الم الفراق...راضى اتحول لجثه لا بيتكلم ولا قادر يتحرك ومفيش بس غير عنيه بتتنقل بين كل الناس ومحدش عارف ازاى جثه هتستلم جثه .....


غريب سنده بمساعدة قاسم واخدوه على مكان مريم وهو بيجر رجليه جر مش قادر يحمل عليهم .. لان غريب حس ان لو راضى مشافش مريم لمره اخيره ولا اتكلم معاها لأخر مره هيفضل ندمان العمر كله ...هو اه صحيح دلوقتى مش فوعيه بس لما يفوق هيحس بكل الندم ....


ودوه على المشرحه وكانت مريم على طربيزه متغسله ومتكفنه وراضى اول ماشاف منظرها وقع لولا ايدين غريب وقاسم اللى كانو ساندينه ....


قربوه منها وهو مد ايد بتترعش عشان يكشف وشها وهو بيتمنى بينه وبين نفسه لاخر لحظه انها متكونش هى ويكونو غلطانين ومريم تكون عايشه وموجوده فمكان تانى ....

لكن شهقه منه طلعت مع صدمت قلبه وروحه اول ماكشف قماش الكفن وشافها مريمته وروحه ونصه التانى وصحبة عمره ورفيقة دربه ...


مد ايده على وشها ولمسها بحنيه واتكلم بهمس ...سيبتينى لوحدى ومشيتى ياست البنات ....طيب سيبتينى لمين من بعدك ...مفكرتيش فراضى وقولتى هيعيش ازاى من غيرى ؟ ...طيب هعمل ايه لوحدى فالدنيا دى اللى كانت بالنسبالى متمثله فمريمتى وبس ...ياريتنى كنت مت انا بدالك كان هيبقى اريحلى واحسنلى من سنين هعيشها من بعدك فعذاب لحد مااقابلك ...

فتحى عينك كده لحظه وحده وشوفى حالى ..والله هصعب عليكى وقلبك مش هيطاوعك تسيبينى وهتقوميلى تانى بس انتى فتحى ...


الاتنين غريب وقاسم طول ماهما بيسمعوه بيتقطعو بس الفرق ان غريب متماسك مع ان شكله واضح عليه انه بينهار من جواه ...اما قاسم فاكان منتهى من البكا والدموع لدرجة ان صوت بكاه على وهو بيتخيل لاقدر الله نفسه مكان راضى وخسر جوهرته وفضل يقول فنفسه من وسط دموعه ...يارب ماتكتبها عليا ابدا يارب ...يارب اجعل يومى قبل يومها ومشوفش ولا احس القهر والعذاب دا ابدااا....


راضى شدوه من جمب مريم بعد ماميل عليها وطبع بوسه على جبينها وهو بيطمنها على اولادها ويوعدها انه هيخليهم فعنيه وانه هيدور على اميره ويلاقيها بأى تمن لو هيلف بيوت مصر بيت بيت على رجليه لازم يلاقى بنته ويرجعها لحضنه من تانى ....


اخدو الجسمان وهيطلعو بيه على الاسماعيليه عشان يدفنوه لكن راضى طلب من غريب انه يسمحله يدفن مريم فالمدافن بتاعت عيلتهم جمب امه اميره صحبة عمرها زى ماكانت بتتمنى طول عمرها ...

غريب وافق فورا على طلب راضى واخدو مريم وراحو دفنوها فمقابر العيله وسط حاله من الحزن مسيطره على كل واحد حضر الجنازه بتاعت اجدع مريم عدت على حياة كل واحد فيهم ...


راضى دفن مريم ودفن معاها كل حاجه حلوه ...حبه وشبابه وضحكته وفرحته وكل احساس جميل حسه بسببها ومعاها ...حتى حياته حس انه حطها جمبها وزاح عليها التراب ودفنها بأديه ....


غريب اخدهم كلهم على الفيلا بتاعت العيله عشان يرتاحو شويه وكلم ليل وحكالها الظروف وبلغها بموت مريم اللى صدمها وخلاها حست بقهر وخصوصا طريقة موتتة مريم المؤلمه ...


وكمان زعلت جدا على عمها ماهر اللى مبقاش حمل صدمات واقل حاجه بقت تأثر عليه وتتعب قلبه ...

والاكتر منهم هما الاتنين غريبها اللى اكيد دلوقتى قلبه بيتاكل من الحزن على مريم رغم انها شافت الثبات والقوه فصوته الا انها متأكده ان اللى جواه عكس اللى باين لكل الناس ...


قفلت معاه ولبست وغيرت لنجمه وطلعت على الفيلا عشان تكون جمبه فالظرف دا وكمان جمب راضى وفريده حتى بعد اللى عملته فيها اميره الا انها مش هتقدر تاخدهم بذنبها ومتكونش جمبهم فظرف زى ده ..


************


جرس الباب رن وزوزو راحت تفتح وهى فاكره ان اخوها رجع عشان نسى حاجه او نسى يقولها حاجه لكنها اتفاجئت بحد ملثم على الباب وبمجرد ماشافها شال اللثام من على وشه وهى شهقت من الخوف وهى شايفه قدامها محمد جوزها وهو بيبصلها بعيون بتطق شرار ...


حاولت تقفل الباب لكنه منعها وهو بيفتح الباب بكل قوته خلاها وقعت من شدة خبطة الباب فيها ...


محمد :كنتى عامله حالك ادسيتى منى على اكده ومهقدرشى اعرف طريقك تانى واصل مش اكده ؟


زوزو :محمحمحمد اسسمعنى .اننانا ..انتا فاهم غلط استنى هفهمك ..

محمد وهو بيقفل الباب :هتفهمى ايه وتعلمى ايه مكل حاجه بانت لحالها واتكشفت وجات قدامى وقالتلى شوفنى...هتقولى ايه يافاجرة محروس ..


زوزو :محروس مين ..انتا بتقول ايه يامحمد ..

محمد :عقول انى شفت كل وساختك بعينى ..وطلع السى دى من جيبه واللى عرفت من اول ماشافته انه موتها و حكم الاعدام عليها


لان دا السى دى اللى صورهولها محروس فغفله منها واللى كان مصدر قوته قدامها بعد ماكان تحت جزمتها ..واللى دورت عليه كتير اوى فأوضة محروس اثناء الحادثه بتاعته لكن مكانش له اى اثر فاوضته ...


زوزو :انتا لقيت السى دى دا فين

محمد :بس هو ديه كل اللى يهمك ..لقيته فين ؟ لقيته فصندوق الكراكيب بتاع محروس ...

افتكرت زوزو ان الصندوق دا هو الحاجه الوحيده اللى مدورتش فيها على السى دى واللى كان فسندرة البيت مع حجات تانيه كتير مبروكه خلت حسنيه طلعتهم وقت حادثة محروس عشان تقلل من كركبة البيت قدام الضيوف اللى هتزور محروس وتطلعله اوضته .....


زوزو فكرت انها تصرخ عشان تستغيث بحد من الجيران لكن بمجرد ماحاولت ايد محمد كانت اسرع من الصوت وكتم صوتها قبل مايديها خبطتين بدماغه على دماغها بكل قوته خلاها فقدت الوعى ...


صحيت بعد شويه وهى بتتلفت حواليها بخوف وشافت نفسها فالاوضه بتاعت اولادها متكتفه وغلى بوقها بلاستر وبصت شافت اولادها الاتنين هما كمان متكتفين وعلى بوقهم بلاستر زيها وبيترعشو ويبكو بخوف ومحمد مشغول فأنه ماسك قماشه وواقف جمب شباك الاوضه ...


زوزو زامت بخوف وهى بتبصله وهو اداها نظره ورجع يكمل اللى هو بيعمله ....زوزو فضلت تزوم وتبص لاولادها مره ولمحمد مره كانها بتقوله بلاش تعمل حاجه عشان الولاد ...


محمد خلص سد اى منفس للهوا فأى مكان فالاوضه واتأكد ان الاوضه متقفله تماما وطلع راح على المطبخ واتأكد ان الامبوبه مليانه وقطع الخرطوم بتاعها واخدها على الاوضه جمب زوزو والعيال وساب الامبوبه جمب السرير بالظبط ومسك الخرطوم وخلاه على السرير جمب الولاد وهما ميتين من الخوف ومش فاهمين ايه اللى بيجرالهم ...


زوزو بتزوم وهى بتهز دماغها برفض وتشاورله بعنيها على الولاد وهو مكانش منه الا انه يبتسم وهو بيقولها :عارف عايزه تقولى ايه ..عايزه تقولى ان عيالى ملهمش ذنب صوح ؟ بس انى هرد عليكى بكلمه وحده ...مش لو كانو عيالى من اصله...دول اكيد عيال محروس وغيره ...اصل انى سألت حالى ليه من بعد جواهر مخلفتش من جميله واول ماااتجوزتك انتى حبلتى علطول ..اتفكرت الحته دى متأخر ..اتفكرتها وانى عتفرج عليكى وانتى فباط اخوى يازانيه يابت الفواجر ... .. وعشان هما مش عيالى يبقا تاخديهم فيدك وانتى رايحه لمحروس عشان يفرح بيكم وتعيشو اهناك اسره صغيره سعيده ..


قالها وفتح الامبوبه بتاعت البوتجاز على اخرها وخرج ومهتمش بزوزو اللى بتهز دماغها برفض وتزوم باستنجاد ولا العيال اللى بتسرخ بصوت مكتوم وقفل باب الاوضه وراه من بره وسد الفراغ اللى تحت الباب بحتتة قماشه وخرج من الشقه وقفل الباب وراه وقلع الجوانتى اللى كان لابسه وحطه فجيبه ورجع اللثام على وشه واختفى من المنطقه كلها ...


اما زوزو فبتتقلب عالارض وهى بتحاول تفك نفسها عشان تنقذ اولادها اللى ابتدو يكحو وابتدا نفسهم يتعب وباصينلها بعيون مدمعه وبيستنجدو بيها وهى كل ماتشوف منظرهم دا تتجنن ...


اصعب احساس فالكون هو احساس الام وهى شايفه ضناها بيموت قدام عنيها وهى عاجزه ومش قادره تعمله حاجه ...ساعتها الموت بيكون اهون عليها الف مره من الاحساس دا ...وهو دا بالظبط احساس زوزو وهى شايفه اولادها بيموتو قدام عنيها ...استسلمت وبطلت محاوله وهى شايفاهم بيلفظو انفاسهم الاخيره وهى كمان حست انها خلاص هتحصلهم وفسكره من سكرات الموت اتمنت لو يرجع بيها الزمن كانت غيرت حجات كتير فحياتها ..ومعملتش حجات مكسوفه دلوقتى وخايفه ومش عارفه هتقابل ربها ازاى بيها ...وشافت فالنهايه ان متاع الدنيا كله زائل ...ولكن كحال كل البشر معرفتش دا غير وهى على ابواب الحساب والعقاب 

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والعشرون من رواية فرعون ج 3 بقلم ريناد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة