-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الثامن والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا أسامة ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثامن والعشرون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المشوقة والمزيد من الرومانسية والحب فى سياق واقعى.

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الثامن والعشرون

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الثامن والعشرون

 عَجَباً لكَ ي قَلْبيْ!!

تَبْكي شَوْقاً لمَنْ أبْكاك جَرْحَاً


صباح اليوم كانت نيروز تترجل ذهاياً واياباً وهي تفرك كلتا يديها بتوتر فمنذ ليله أمس وهي لا تستوعب ما حدث من المطار وما فعله هشام إلى ذاك المكان واسترجاع ذكرياتي مجدداً بالإضافة إلى ما فعله.. فلن اصدق أنه قبلني واقترب مني هكذا...! اخذت تغمض عيناها وهي تتنهد بحيره بشأن ما قاله عن زياد وما رآه... فهل قال الصدق ي ترى ام إنه يداري كل ما فعله بي بهذا الاتهام الكاذب..؟!


زفرت بضيق وهي تردف بإصرار...

- طيب ي هشام انا هوريك ع اللي عملته فيا إمبارح وع كذبك عليا واتهامك لزياد بالقرف ده..!


اخذت هاتفها وعزمت ان تذهب من ذاك الفندق وبالاخص ذاك المكان الذي يجعلها ع وشك الاختناق كلما تذكرت ما حدث لتقترب من باب الغرفه وهي تفتحه... ثوانيٍ وشهقت بتراجع قائله...

- اا.. انت بتعمل ايه هناا...؟!


حمحم هشام وهو يعيد يديه خلف ظهره بقول...

- هه.. هو و... انا كنت جاي اا.. اطمن عليكي..!


رفعت احد حاجبيها وهي تعيد بعض من خصلات شعرها خلف اذنها ببرود هاتفه...

- تطمن...!! امممم...!


طالعها هشام بتعجب متسائلاً...

- هو انتي كنتي رايحه فين...؟!


- هكون رايحه فين...! ماشيه طبعاً من هنا.


احتدت ملامحه وهو يقول...

- ماشيه ازااااي يعني..! مش معاكي حد هنا ولا ايه..؟!


اشاحت له برأسها بتجاهل وهي تفر من أمامه فلا تتحمل اكثر من هذا لكن وجدته يعوق طريقها هاتفاً بنبره قويه...

- انتي شكلك اتجننتي بقى..! لولا انا جيت بالوقت المناسب كنتي هتمشي كده لوحدك وانتي عارفه ان الطريق ده نادر لما بتلاقي فيه مواصلات.. ازاي كنتي هتمشي كده.. ؟!


صاحت بغضب بوجهه مردفه...

- انا عايزه امشي من هناااا.. انا مخنوقه بالمكان ده ومش عايزه اقعد اكتر من كده.. انت فااهم ..!


رق قلبه وهو يتنهد بألم ليردف...

- مهو احنا كنا هنمشي مش هنستنا بس انا بتكلم ع الطريقه بتاعتك... ازاي كنتي هتبقى مرتاحه وانتي ماشيه لوحدك.


هتفت بإبتسامه ساخره...

- كنت هبقي مرتاحه اوي ي هشام وانت اكيد عارف ده...! ويلااا نمشي علشان مش هنتظر اكتر من كده.


- اقعدي هنا بأوضتك ربع ساعه كده عمل ما اجيلك لأني اتصلت بميكانيكي وهو بمسافه السكه... فهيصلح وهاجي اخدك.


اطاحت رأسها بإيماءً وهي تدلف مجدداً للغرفه بضيق واتجه هشام إلى الاسفل صوب سيارته منتظراً قدومه.


جلست نيروز ع حافه الفراش بتملل وهي تمسك رأسها بألم.. فشعرت انها ع وشك الانفجار لتردف بنبره حزينه...

- من حقكك تنفجري واكتر كمان من اللي جواكي.. ده انا نفسي مش عارفه ايه اللي بيجرالي ده...! مش مصدقه حياتي اللي لحد الآن نكد وحزن...! انا مذوقتش طعم الفرحه من ٧ سنين... ي ترى هقدر اتخطى كل ده وابقى سعيده ليوم واحد ع الاقل...! مفتكرشي..! يلا مبقتش فارقه بقى..هي عيشه ولا اكتر..! وانا راضيه بكل اللي بيحصلي ي رب .


بعد عده دقائق طرق هشام غرفه نيروز وهو يستعجلها لتنهض نيروز بتعب وهي تفتح له ليلاحظها أمامه ذاك ملامح حزينه تعبه الي حد ما ليردف بقلق...

- اا. انتي كويسه..!


اومأت رأسها وهي تخرج من الغرفه قائله...

- ال.. العربيه اتصلحت..؟


- ايوه الحمد لله يلا بيناا.


اتجهت معه إلى الاسفل واتجهوا سوياً الي السياره لتركب نيروز وهي تشعر بدوار يحيطها لكن جاهدت ان تخفيه وتظل طبيعيه حتى الوصول ليركب هشام هو الاخر وقام بقياده السياره ع الفور.


ظل طيله الطريق يراقبها فكان مندهشاً لشرودها وصمتها فشعر بأن هناك شئ ليردف بتعجب...

- نيروز انتي كويسه..؟


طالعته بدوار لكن اعتدلت ف جلستها وهي تزفر قائله...

- الحمد لله.


لم يصدق ما قالته... فهو يشعر بها جيداً ويعلم هل ان كانت سعيده ام حزينه لكن الآن تبدو مُتعبه ومشوشه ليصمت وهو يقود سيارته... أما هي غفت بجواره فلم تنم امس جيداً من كثره تفكيرها .


بعد قليل نظر لها صدفهً ليرتسم ع ثغره إبتسامه ناصعه فور رؤيته لها نائمه بهذا الشكل... فكانت خصلاتها تحيط بوجهها بشكل مضحك جعله يُقرب يداً من يداه وهو يبعدهما عن وجهها الحسن الذي لا يمل من رؤيته لتعتدل نيروز بجلستها وهي ما زالت نائمه لم تشعر بما حولها.


زفر حينها بإختناق تمكن منه هاتفاً.....

- ي ترى انا ظالمك بأيه تاني ي نيروز...! انتي اتحملتي كتير اوي بسببي...سامحيني لو تقدري.


وصل أمام منزله ليحاول ايفاق نيروز بهدوء قائلاً...

- ن.. نيروز.... نيروز.


فتحت عيناها بتملي وهي تنظر لعيناه مباشرهً لتردف بدون وعي مبتسمه...

- وو.. وصلنا...؟


اومأ لها بفرحه بإبتسامتها التي ردت اليه ولو جزء بسيط من السعاده ليتمهل وهو يقول...

- يلا ادخلي انتي علشان انا رايح شغلي ومتقلقيش ماما ورنيم عارفين إنك جايه لأني اتصلت بيهم وبلغتهم ان طيارتك فاتك واضطرينا انه نرجع والعربيه وقفت منا وقعدنا بفندق... انهي حديثه وهو ينظر لها بخبث مراقباً رد فعلها وبالفعل فور ما انهي حديثه وجدها تحدق النظر به وهي تعتدل قائله بتعجب.....

- نعممممممم...! هو ايه اللي طيارتي فاتتني...؟


خرج هشام وهو يضع شنطه ملابسها أمام المنزل وهو يقول...

- والله ده اللي جه ببالي ساعتها مش كنت بقى لسه هوضحلها واحكيلها.


- والله...! لأ فيك الخير الصراحه...! بس إيه رأيك بقى اني هقولهم الحقيقه وهقولهم إنك سرقت مني الباسبور علشان ما اسافرش.


اردف بثقه وهو ينظر لها بخبث...

- طيب ابقى احكيلهم كده...! عايز اشوف شجاعتك.


رمقته بنفور وهي تخرج من السياره دافعه الباب خلفها بغضب وهي تتجه أمام المنزل مصطحبه شنطتها وهي تطرق الباب


ابتسم هشام بمرح لما فعلته ليُعيد قياده سيارته متجهاً الي عمله تاركها تشتعلُ غيظاً.


فتحت رنيم الباب حينها وهي تصرخ بفرحه قائله...

- نيروزززز..... هيييييي... ده ربنا كبير اوي انه يرجعك تاني تقعدي معانا علشان عارف انه كان هيجرالي حاجه والله.


احتضنتها نيروز بفرحه وهي تجيبها بسعاده...

- عندك حق شكل ربنا مش عازيني امشي من هنا.


ادخلتها رنيم وهي تحمل شنطتها صائحه بقول...

- ماما نيروز جت.


خرجت سلوى بفرحه قائله...

- تعالي ي بنتي... متعرفيش أنا فرحت ازاي لما عرفت من هشام إنك راجعه تاني.


رنيم : ده انا هطير كده من الفرحه والله.


شعرت نيروز بفرحتهم الواضحه لتردف بإبتسامه بشوشه...

- وانا والله رغم إني كنت عايزه امشي علشان عمتي لكن حسيت ان ربنا رجعني ليكوا تاني لسبب معين.


رنيم بمرح...

- انتي أمك دعيالك تعالي بقى حلىِ معايا كده ونقعد نتسهري.. ماما عملالي بقلاوه وكاسترد لما لقيتني حزينه.. دلوقتي بقي مفيش حزن.


سلوى : ادخلي ي بنتي معاها غيري وانا هجبلكم انا بنفسي الحلويات.


اومأت لها نيروز بفرحه لكن تذكرت حديثه وثقته بأنها لم تستطع ان تخبرهم الحقيقه وبالفعل تعلثم لسانها عن قول الحقيقه لتتنهد بحيره قائله لنفسها...

- هتفضلي لحد ايمتى كده ي نيروز...!


********************************************


- لأ بس محدش يكلمني دلوقتي علشان انا بقيت اخت العريس ي خلق....! وربنا ما مصدقه انه خلاص هيتجوز ويبعد عني انا ومامااا...!


اردفت دهب بنبره يعتليها الحزن...

- مبروك ي قمر وعقبالك ي رب.


لمار : اخيراااااا هيتجوزوا.. دول كانوا هيخللوا والله.


نايا : عقبالكم ي قمراااتي مش عارفه ليه حاسه ان حد فيكم هيعملها قريب ومداري.... ههههههههههههه.


طالعتها لمار بتوتر قائله....

- قص.. قصدك ايه؟؟!


- ي ست استنى بقى عمل ما نشوف البت السرحانه دي.. ي ترى سرحانه بمين ي دود... قوليلنا قوليلنا احنا برضو زي اصحابك.


أسرعت بالرد هاتفه...

- كنتو بتقولوا إيه؟


نايا : ي اختاااي دانتي مش معانا خااااص بقى.


لمار بتعجب...

- مالك ي دهب؟!


حاولت دهب إخفاء حزنها لتردف مسرعه...

- هو الفرح ايمتي ي نايا؟


- يوم الخميس ان شاء الله وطبعاً لازم تبقوا معايا من اول اليوم علشان مزعلش منكم.


دهب : ان شاء الله.


لمار : ايه ده يعني الفرح كمان يومين...! مش بدري حبه إنكم تجهزوا كل حاجه باليومين البُساط دول..؟


نايا : هنعمل ايه بقى بِ سي أمير اللي هيتجنن ويتجوز.


لمار بضحك ...

- شكله بيحبها اوي ما شاء الله.


- فوق ما تتصوري.. ده بيعشقها مش بيحبها بس.


دهب : ربنا يخليهم لبعض


- ي رب ي حبيبي وعقبالكم ي حبايبي اما افرح بيكم كده... همشي انا دلوقتي ي دهب علشان رايحه مع تسنيم نشتري الفستان.


لمار : خديني معاكي ي نايا هروح ل ليلى.


هتفت نايا بتعجب...

- ليلى...!


لمار بتوتر...

- اصل.... ايوه هي اتصلت بيا الصبح وقالتلي اقابلها علشان هتروح تشتري فستان وعايزه تاخد رأيي فيه وكده.


نايا بضحك...

- فاشونستا انتي اوي بنفسك... ههههههههههههه


لمار بضحك مقابل...

- عيببب...! تنكري ان اختياراتي وحشه؟


- ي باشا وحشه ايه.. ده انتي مفيش منك اتنين.


دهب : ما تقعدي شويه ي لمار.


لمار : مهو مقدرش اسيب ليلى ي دهب انتي عاررفهه... شددت ع اخر كلمه لتفهم دهب ما تقصده لتسرع بالرد قائله...

- طيب اشوفكم قريب.


خرجوا تاركينها محدقه النظر بالفراغ وهي صامته...فلما أشعر بكل هذا الحزن ي ترى...؟ هل من الممكن أن أكون قد أحببته؟؟


ردت ع سؤالها بضيق لما تفكر به الآن قائله...

- إيه اللي بفكر بيه ده بس..! ازاي افكر بواحد كان خاطب وفرحه كمان يومين...! لأ لازم انساه حتى لو كنت مُعجبه بيه لكن ده مش اسمه حب.. هو انا قابلته غير مره واحده ع الماشي كده.! . إن شاء الله ربنا هيحوشه من دماغي علشان حرام اللي بفكر بيه ده.. وربنا يسعده مع خطيبته ي رب


********************************************


كان بمكتبه يعمل لتدلف سكرتيره إليه قائله بإحترام...

- بعد ازن حضرتك ف شخص برا عايز يقابلك وبيقول ان اسمه الحاج طلعت بسيوني.


اردف مسرعاً...

- دخليه بسرعه .... اومأت له وخرجت وهي تخبر الحاج طلعت كي يدلف...

- استاذ نادر مستني حضرتك جوه.. اتفضل.


اتجه إلى مكتبه بكسوف.. ف فور دلوفه ، قفز نادر من مكانه بحب قائلاً...

- منور ي عمي طلعت.. اتفضل استريح.


جلس طلعت بمقابله محرجاً فلا يعرف من أين يبدأ او ماذا يقول..؟


حمحم نادر بتعجب مردفاً....

- خير ي عمي طلعت..؟ ي رب تكون الأمور ماشيه بخير.


استجمع قواه ليتنهد بقول...

- ف الحقيقه ي نادر ي بني.. انت عارف ان بعد ما شريف ما اتوفى وانا كده عواطلي لا شغله ولا مشغله انا ومراتى.. ومش لاقي شغل ولازم اشتغل علشان اقدر اصرف ع مراتي وبنتي اللي ع وش جواز دي وبتتعلم.


احتدت ملامح نادر بدون شعور متسائلاً...

- هي مخطوبه؟؟


- لأ ي بني دي لسه بتتعلم بتانيه تجاره ومسيره هيجيلها عدلها.. ف انا ك أب هي مسؤله مني ولازم محسسهاش بالنقص ولازم اوفر ليها كل حاجه.. انا جاي وعشمان فيك ي بني .


ظهرت ع ملامحه الإعجاب من تلك الفتاه فتيقن ف هذا الوقت انها جائت تعمل لمساعده ابيها دون علمه.. فزاد احترامه لها وهو يرد ع طلعت بإبتسامه ع وجهه قائلاً...

- طيب ي عمي طلعت تحب تشتغل ايه بالظبط.. او انت عايز حاجه معينه؟


اجابه طلعت مسرعاً...

- اللي عندك كله حلو ي بني.. يعني انا طباخ كويس انت عارف وممكن لو مدام رجاء محتاجه انا موجود أو أي حاجه تانيه مفيش مشكله بس اشتغل.


اومأ له نادر فرحاً وهو يقول...

- طيب ي عمي طلعت احنا عندنا نقص فعلاً ف الطباخين وكده تقدر تاجي من بكره.


- والله ي بني مش عارف اقولك ايه ع اللي بتعمله معايا ده كله.. مش عارف اودي جمايلك دي فين.


نادر بحب...

- متقولش حاجه ي عمي طلعت.. انت زي ابويا وربنا اعلم اني بعتبرك كده واي حاجه عايزها او بتمر بيها متترددش لحظه إنك تبلغني.


نهض طلعت وهو يدعو له قائلاً...

- ربنا يبارك فيك ويزيدك كمان وكمان ي بني ويحبب فيك خلقه .


طالعه بإبتسامه صافيه هاتفاً...

- اللهم آمين ي عمي.


- طيب استأذن انا ي بني علشان معطلكش عن شغلك ومره تانيه الف شكر ليك.


نادر : ي عمي والله انا ما عملت حاجه وده واجبي صدقني.


- ربنا يخليك... سلام عليكم.


خرج طلعت من المكتب تاركاً ورائه نادر الذي لمعت عيناه كل ما تذكر تلك الفتاه.. فهو بطبعه يحترم هؤلاء الأشخاص كثيراً.. واحترم فكره انها شعرت بالمسؤليه وأنه لزاماً عليها العمل من أجل اسرتها رغم دراستها.. فلا يعلم لما انجذب لها..! هل لهذا السبب ام شئ اخر ي ترى..؟!


زفر براحه وهو يجلس ع كرسيه حاملاً هاتفه وهو ينظر برقم ما يتملاه ثم قام بالدق فبعد عده ثوانيٍ اردف بقول..

- سلام عليكم ي آنسه رُقيه.


- وعليكم السلام... مين معايا؟


- انا نادر الجارحي.


تنحنحت رُقيه بحرج وهي تقول...

- معلهش آسفه ي استاذ نادر مأخدتش بالي.


- ولا يهمك.. كنت بتصل علشان ابلغك اني موافق ع شغلك وتقدري تاجي من بكره تشتغلي بس الاول هخلي عليكي مراقبه علشان تشوف شغلك وتنبهك لو ف حاجه غلط.


اردفت بصدمه...

- حضرتك بتتكلم بجد...؟ ؟ بجد يعني انا هشتغل عادي كده..؟


لم يشعر بإبتسامته التي ارتسمت ع شفتيه ليجيبها بهدوء..

- ايوه ان شاء الله وبكره تاجي وتعرفي كل المعلومات عن الشغل وعن عدد الايام والساعات.


- تمام شكرا لحضرتك جدا.. بجد مش عارفه اشكرك ازاي.


- ولا حاجه المهم تكوني قد الثقه دي.


- ان شاء الله.


- تمام.. مع السلامه


- الله يسلمك.


أغلق معها وهو يرجع بظهره ع كرسيه قائلاً بإعجاب...

- ياااه...! هو في حد ف الزمن ده كده... ؟!


*****************************************


- ي بابا انا مش بتاع جواز والله وانت عارف الموضوع ده..! ازاي عايز تجوزني غصب عني كده..؟


- هتفضل لحد ايمتى بالصياعه دي..! عمرك شوفت دكتور بأخلاقك دي..! تقدر تجاوبني دلوقتي ع اسئلتي.


- هي فين الاسئله دي ي بابا..! علشان اريحك خالص انا مش هتجوز وهفضل عايش حياتي كده .. بلا جواز بلا زفت.


- فعلاً بلا جواز بلا زفت..! عايز طول العمر بتعصي ربنا وماشي مع بنات الناس وبتجاريهم لحد ما تاخد اللي عايزه منهم وتسيبهم... ده يرضى مييين فهمني...!؟


- هما لو كانوا بنات ناس كانوا هيمشوا ع حل شعرهم كده ويجروا ورا الرجاله...! ما اعتقد ي بابا لأني عمر ما غصبت ع بنت زي ما انت فاهم.. بل بالعكس دول بيكونوا طايرين من الفرحه.. زنبي ايه بقى؟


- مراااااااد.... اسمع كلامي كويس انا بقولك اهو.. إن متجوزتش ف أقرب وقت وبقيت حد تاني ومسؤل عن اسره.. لا انت ابني ولا اعرفك وتبقى تروح ترجع كندا ومتجليش هنا.. انت سمعت اللي قولته.. هو اسبوع وتقرر ي اما تخسرني العمر كله ي تفضل طول العمر عاق وصايع كده


تركه والده مندفعاً الي غرفته تاركه يزفر بإختناق وهو يصيح...

- وهو حضرتك عايزني اتجوز بنت زي البنات اللي اعرفهم..! عايزني ارتبط بواحده عدي عليها كل رجاله الدنيا..؟


توقف ابيه وهو ينظر له قائلاً...

- ومين قال كده..! انا عايزك تتجوز بنت محترمه وتبقى بنت ناس وتناسبك.


تنهد مراد بسخريه وهو يتابع حديثه بصمت ليجلس ع كرسي هاتفاً..

- وهو بقى ف بنات محترمه ف الزمن ده ي بابا...! مفتكرش ي بابا بعد اللي بشوفه.


- ي بني زي ما فيه الحلو فيه الوحش برضو.. انت فاهم غلط.. انت فاكر ان كل البنات زي اللي تعرفهم...! لأ ي بني ياما ف بنات محترمه وشريفه واصيله وياما برضو ف بنات صايعه دايره ع حل شعرها.. جرب ي مراد لمره واحده إنك تبعد عن الأشكال دي وتصلح من نفسك وانا واثق إنك هتلاقي بنت الحلال اللي محافظه ع نفسها..


- طيب ي بابا ان شاء الله.


- ي بني حرام عليك نفسك... اسمع مني لمره واحده وانت هتكسب.


- قولت ي بابا طيب وهشوف حالي وعايزه اشوف كده بنات محافظه ع نفسها زي ما بتقول ولا ده اي كلام وحجه علشان اتجوز وخلاص؟


- ي بني بص انا مش هكلمك تاني ولا لساني هيخاطب لسانك طول مانت بايظ كده... عايز تاخد رضايا اسمع كلامي.. تركه وغادر المكان ذعر من إبنه.. ف تركه كما هو جالساً لا يعرف ماذا يفعل..؟


**********************************************


كانت تصطنع النوم عندما لاحظته يلتقط بعض من اسلحته ويضعهم بجيبيه وهذا ما أثار فزعها.. فلما هذه الاسلحه الآن؟ واين سيرحل بها؟


وجدته يقترب منها فأغمضت عينيها مسرعه وهي تحاول التمثيل مجدداً لكن افتحت عيناها بتعجب عندما وجدته يردف بقول...

- افتحي عينك ي صبا علشان عارف إنك مش نايمه.


تبلورت عيناها وهي تنهض معتدله بجلستها أمامه قائله بصوت منخفض...

- اا.. انت عرفت ازاي اني صاحيه؟؟


ظهرت ابتسامه ع شفتيه وهو يردف ضاحكاً...

- شكلك ف المرايا ي حبيبتي كان واضح.


حمحمت بحرج وهي تعيد خصلاتها خلف اذنها لكن أعادت نظرها اليه بتعجب متسائله ...

- هه.. هو ايه المسدسات اللي بتحطها بجيبك دي..؟!


اجابها بهدوء كي تطمئن وهو يضع كلتا يديه ع وجهها قائلاً...

- مش انتي واثقه فيااا..؟


اومأت رأسها بالإيجاب ليقبل جبينها برقه وهو يردف...

- يبقى خلاص مش احنا اتفقنا إنك لا هتسألي ع اي حاجه تخص شغلي ولا ليكي علاقه بالموضوع ده..؟!


اُصدر عنها بسمه عفويه وهي تحتضنه مردفه...

- طيب ي سيفو وعد مش هسألك عن أي حاجه تاني بس شرط إنك تبقى تصارحني بأي حاجه مش عارفاها... اتفقنا؟


- اتفقنا ي عيون سيفو.. يلا بقى عايزك تقومي تحضرلينا فطار نفطر سوا.


هزت رأسها فرحاً وهي تنهض من مكانها لتخرج لكن استدارت وهي تهتف بقول...

- هغير بس ي سيف وبسرعه هحضر الأكل.


- طيب ي حبيبتي براحتك.


نهض من مكانه وهو يتفوه بحزن قائلاً...

- آسف ي صبا ع اللي هعمله بدون ما ابلغك.. بس لازم ده يحصل علشان حياتك.


خرج وهو يجلس ع مائده الفطار بتوتر.. فكان يفرك كلتا يديه بشرود.. فلاحظته صبا عندما نزلت من الأعلى وهي تتجه إلى المطبخ كي تحضر الفطار لكن تغاضت عن سؤالها فبداخلها شئ يخبرها بأنه ليس ع ما يرام.. فلا بد أن هناك شئ مخيف ورائه حقاً.


بعد وقت قياسي استطاعت تحضير الفطار لتقوم بجلبه إليه وهي تجلس بجواره قائله بخبث....

- الأكل جهز ي سيف يلاااا.


ترقبته عندما ينهي اكله ثم اردفت متسائله...

- عامل ايه الأكل ي سيف؟


اكتفي بالايماء لها وهو يشعر بثقل جسده لينهض بدوار لكن تسطح مكانه مجدداً فقفزت صبا بقلق وهي تسنده مردفه...

- أنت كويس ي سيف؟


- حاسس إني دايخ ي صبا..!


- طيب تعالي ارتاح دلوقتي... أخذته معها بحزن وهي تهمس بنفسها...

- آسفه ي سيف بجد.. بس مكنش ينفع اشوف المسدسات دي كلها معاك واطمن..! انا مش عايزاك تتهور وتأذي حد حتى لو كان بالغلط فهضطر اشيل الرصاص اللي بالمسدسات.. سامحني.


وبالفعل اجلسته ع فراشه وهي تلتقط تلك المسدسات وقامت بإفراغههم جميعاً ووضعتهم بجيبيه مجدداً ثم تنهدت بقلق ناظره إليه بقول...

- انا قلبي متوغوش اوي ي سيف ومش عارفه إنت ناوي ع ايه بالظبط!! ي رب انت اللي تقدر تمنعه من اي حاجه وحشه كان ناوي يعملها.. ي رب احميه من شيطانه وشر الناس اللي معاه.


كان يحيى ينادي بأمه وهو يخرج من غرفته فأوقفته دهب بقول...

- ماما مش هنا ي يحيى.. عايز حاجه معينه اعملهالك؟


ترنح مكانه وهو يرفع احد حاجبيه بتعجب متسائلاً...

- اومال هي فين..؟؟ ؟! انا مبقتش مرتاح لأمك خالص ي دهب وحاسس إنها مخبيه علينا حاجه كبيره... ايه الخروجات المفاجئه دي؟؟! ي ترى فيه إيه؟


- انا برضو ي يحيى مستغربه خروجها كل يوم ليل ونهار لكن سألتها وقالتلي إنها بقت بتشتغل مع صاحبتها طنط فريده علشان كده بتخرج.


توسعت عيناه مسرعاً بالرد...

- نعمممم...! من ايمتى الكلام ده؟؟؟


- انا لسه عارفه ي يحيي منها قبل ما تخرج بس انا مش مقتنعه بكلامها لأنها لجلجت بالكلام وهي بتقولي وخايفه اصارحها بده تزعل مني.


احتدت عيناه بضيق هاتفاً...

- يعني ايه يعني تكون بتشتغل ومتقولناش.. وليه من الأساس الشغل.. هو احنا محتاجين حاجه؟


دهب بقلق...

- اهدي ي يحيى والنبي واوعى تشد معاها بالكلام لما تاجي علشان كلامك هيبقى تقيل عليها وهي مش هتستحمل.


ف هذه اللحظه وصلت حوريه المنزل لكن توترت عندما وجدتهم أمامها وخاصهً يحيى الذي كان ينظر إليها بلهيب لكن لكزته دهب بتوسل بنظراتها كي لا يتحدث بأي هراء.


اقترب يحيى مطولاً النظر إليها لتردف حوريه بقلق متسائله...

- إيه مالكم كده..؟!


أسرعت دهب بالرد وهي تبتسم بقول...

- لأ مفيش ي ماما.. ده يحيى تقريباً كان ماشي ع الشغل وكان عايزك فقولتله إنك برا بس كده..!


تنهدت حوريه براحه وهي تعيد نظرها اليه قائله...

- كنت عاوز إيه ي حبيبي؟


رمقها يحيى بخبث وهو يجيب...

- مفيش ي ماما ده انا بس كنت عاوز افطر معاكي من زمان مفطرناش مع بعض.


- طيب ي حبيبي هروح اغير وانتي تعالي حضري الفطار ي دهب علشان فوزيه مش هنا.


- طيب ي ماما ماشي.


انتظر يحيى دلوفها ليتجه إلى دهب هاتفاً بغضب...

- انا مش هتكلم دلوقتي لكن ليا كلام تاني معاها وكبير اووي.


- طيب ي يحيى مش وقته روح انت استنى برا عمل ما احضر الأكل واوعى تبينلها إنك مضايق من حاجه.


زفر بإختناق لفكره أن أمه تفعل شئ دون علمهم او وراء ظهرهم ليخرج بضيق قاصداً غرفته.


***************************************


كانت كارما تتجول بجنينه منزلها بإختناق لما يحدث وما يمرون به.. من موت شريف إلى الآن.. فلم يمرؤ شئ ع خير لتتنهد بضيق وهي تجلس ع كرسي وتعيد ظهرها عليه وهي مغمضه العيون لكن افتحتهم عندما سمعت صوت أبيها مهتفاً...

- مالك ي حبيبه بابا.. تعبانه ولا إيه؟


- تعالي اقعد جنبمي ي بابا انا محتجالك اوي.


اقترب منها بخوف وهو يجلس بجواره رابتاً ع يديها بقول...

- مالك ي كارما.. خوفتيني عليكي!!


هطلت دموعها وهي تحتضنه ببكاء قائله...

- انا تعبانه نفسياً اوي ي بابا من اللي بيحصل حواليا.. من يوم موت شريف وانا بقيت خايفه من كل حد جنبي.. ودلوقتي ماما مُصره انها تخوفني منها.. هددت ماجد ابن عمي انها هتأذي رنيم بسبب انها خرجت من السجن رغم أنها بريئه .


ربت ع ظهرها بحنان محاولاً تهدئتها مردفاً...

- اهدي ي حبيبتي متخافيش انا معاكي وبعدين انا كلمت أمك لما عرفت من نادر وحذرتها من ده هي واخوها ومتخافيش مفيش حد هيتأذي.


بعدت عنه بفرحه وهي تمسح دموعها قائله بعفويه...

- بجد ي بابا..؟؟ يعني ماما مش هتأذي حد صح؟؟


- لأ ي حبيبتي مفيش الكلام ده وبعدين ازاي قلبي يعيط كده..! انتي متعرفيش إنك قلبي وبتوجع لما بشوفك بتعيطي كده..! لو شفتك مره تانيه بتعيطي او زعلانه حتى مش هكلمك تاني ي كارما.


- انت عارف ي بابا اني مش بطيق حد يتظلم او يتأذى ويكون حد قريب مني ليه دخل.. لدرجه انه بقي مرض نفسي مبقتش اقدر اشوف حد بيتألم حتى لو مش بسببي.. مش متخيله ف يوم من الايام ان حد قريب مني ويأذي أشخاص اي ان كان بريئه او مذنبه بس ساعتها بتقلب حد تاني ومش بكون داريه بنفسي.


ترنح رحيم وهو يبتسم بتوتر.. ف بكلامها هذه جعلته يشعر بإختناق ليجيبها بهدوء عكس ما بداخله...

- حبيبه بابا أم قلب ابيض قومي بس انتي ريحي كده وهيجبولك الفطار والعصير لحد عندك.


طالعته بإبتسامه رقيقه وهي تجيب...

- ممكن تفطر معايا ي بابا لو مش مشغول؟


- طبعاً ي نور عنيا هو انا أطول افطر مع بسكوته كده.


- حبيبي ربنا يخليك ليا ... يلا تعالي نفطر وبالمره ماما تفطر معانا.


اجهشت ملامحه لكن تبسم بوجهها مجيباً لها.


*****************************************


مساء اليوم بغرفه ما كانت فتاه ترقص وهي تحرك جسدها بحركات مدروسه ليقترب منها شخص ما وهو يلف يديه ع خصرها بتحكم ليقبض اكثر وهو يردف بسخريه...

- إسمك إيه ي موزه..؟


طالعته تلك الفتاه التي لا يُقال عنها إلا انها فتاة ليل لتردف بسهوكه وهي تضع يديها ع صدره بقول...

- انا مونيكا وانت أسمك ايه ي قمر؟


عقد حاجبه بتذمر ليردف بإستهزاء...

-مونيكاا.. ؟!


- تقدر تدلعني بِ موني ي قمر... ها مقولتليش إسمك إيه؟


أبتسم بسخريه لجرئتها ليردف..

- انا مراد ي موني ... وي ترى عارفه انتي جايه هنا ليه؟


اخذت تلامس شعره نزولاً الي منتصف قميصه وهي تنتزعه بقول...

- علشان ابسطك..! اطمن انت بتاعي.. انت ملكي النهارده.


كظم مراد غيظه وهو يلوي يديها بقوه جعلها تتأوه بصياح وهي تردف...

- فيه ايه ي مرااد.. ايددي سيبنيي..!


ازداد مراد بالقبض ع يديها ليردف بعصبيه...

- مراد الشافعي مش ملك حد ي بتاعه انتي.. انتي فاهمه؟؟ آآه انتي اللي ملكي وتحت رجلي مش انا ي معفنه ويلا اخرجي برا وخدي هدومك دي وحسك عينك المحك لو صدفه حتى.


ابعدته مونيكا وهي تردف بغضب ...

- ماشي ي مراد... ماشيييي..!


- اخرجييي يلااا برااا.


لملمت اشيائها بغيظ وهي ترمقه بنظره غامضه لتهم بالرحيل تاركه إياه يتنهد بخفوت وهو يعدل شعره بهدوء ثم اخرج هاتفه وهو يردف بصياح...

- ابعتووولي بنت تانيه بسرعه... انهي حديثه مسرعاً وهو يلقىِ هاتفه ع احد الكراسي ثم قفز ع السرير يغمض عيناه بشرود لثوانيٍ ثم فتحها بتعجب هاتفاً..

- ما تطلعييي بقى من دماغي ي حجه نايا انتي كمان..!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والعشرون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة