-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل التاسع والعشرون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا أسامة ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل التاسع والعشرون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المشوقة والمزيد من الرومانسية والحب فى سياق واقعى.

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل التاسع والعشرون

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل التاسع والعشرون

 الوجع

دائماً أنيق لا يختار سوي القلوب الطيبه


سمعت صوته وهو يهتف بإسمها لتنتفض من مكانها فزعه خائفه من أن يكون أصابه شئ... اتجهت إليه بقلق وهي تردف بخوف...

- سيف..!


طالعها سيف بنظره عدوانيه مليئه بالكثير ليردف بخبث...

- هو ايه اللي جرالي ي صبا.. ؟!


خفق قلبها وهي تجلس بجواره قائله...

- ولا حاجه ي سيفو انا لقيتك دايخ شويه فدخلتك ترتاح.


جزِ من بين أسنانه بضيق قائلاً...

- هو انا اللي دوخت برضو ولا انتي اللي حطتيلي شمبانيا بالأكل علشان ادوخ وتعرفي تغيري رصاص المسدس براحتك..؟؟!


تسمرت مكانها فزعه لعلمه بما فعلت.. ف اجهشت ملامحها وهي تتنحي بخفوت قائلاً بتعلثم...

- هههوو.. اااي..... ثوانيٍ وارتجفت مكانها عندما وجدته أمامها وجهاً لوجه وملامحه لا تبشر بالخير مطلقاً ليردف بعصبيه...

- ليييه عملتيييي كددده.. ؟؟؟!


اخذت تبعد عنه بخوف من ما سيفعله ف وجدته يقترب اكثر واكثر لتنفجر بالبكاء وهي تهتف...

- وو.. والله ما قصدي حاجه ي سيف انا بس خوفت عليك من اللي ناوي عليه.. صدقني مقصدش حاجه باللي عملته.


التقط يديها بين يديه بقوه وهو يردف بفحيح...

- انتي عارفه خطوره اللي عملتيييه ده ايييه.. ؟؟ طبعاً مانتي مبتفهميش ولا عارفه أنه ممكن كان يجرالي حاجه لو كنت زي الخايب ومعرفتش إنك فرغتي الرصاص منه... قد ايييه مبتفهميش.. ازااااي تتجرأي إنك تعملي كددده... وصلت بيكي الشجاعه لكده...!!


ازدادت بالبكاء وهي تعنف نفسها.. فكيف لم يأتي ببالها للحظه أنه سيتأذي بسببها...! كيف فعلت هذا دون علمه..؟!! ماذا كان سيحدث اذا رحل دون سلاحه..؟!!


برزت عروق صدره وهو يقبض ع كلتا يديها اختناقاً لصمتها ليصيح بنفور...

- ساااكته لييي..! طبعاً مانتي مش عارفه تردي تقولي ايه بعد اللي عملتيه... اكمل ساخراً وهو يقول...

- وانا اللي كنت عامل ده علشانك وعلشان حياتك تقومي تعملي كده..! عايزه تعرضي حياتك وحياتي للخطر..؟!! انطقييي انتي مبترديش ليييه..؟!


اجابته بصوت ضعيف وهي تنظر لعيناه فقط قائله...

- تفتكر إني اكون قاصده أأذيك ف يوم من الايام او لأي سبب..؟!!


ترنح لوهله لعيناها الباكيه ودموعها المتدفقه ع خديها جعله يترك يديها بهدوء وهو يزفر بإختناق لعصبيته المُفرطه لكن لاحظ آثار يده ع يديها ف التقط يداها مسرعاً بصدمه وهو يرى احمرار يداها ف ظل مطولاً النظر اليهما ف وجدها تبعد يده عنها هاتفه بصوت متحشرج...

- انا عمري ما فكرت أأذيك زي ما بتفكر..! انا كل اللي عملته خوف عليك وع اخرتك.. لما شفت المسدسات الصبح قلقت ومرضتش أبين علشان مضايقكش وكنت حاسه إنك ناوي ع حاجه ومخبي عليا ف قررت اعمل كده علشان افرغ الرصاص من المسدسات علشان متتهورش وتأذي حد.. لأن عمري ما كنت هسامحك لو كانت إيدك دي لمست حد او اذته... عملت كده علشان تفضل ف نظري سيف الحنين الجدع اللي عمره ما أذى حد.. مش عايزاك تبقى زيهم ي سيف... بتلومني علشان عايزاك تبقى إنسان كويس وصالح.. وبتلومني كمان لما بقولك تسيب الشغلانه دي وتتوب وتوبتك مقبوله عند ربنا... ليه متعملش كده علشان ترتاح وتريحني معاك..؟! ليه مُصر إننا نكون ف محطه الخطر بسبب اصحابك الزباله دول..!


لم يعرف بماذا يجيب عليها ف كل ما تقوله الآن صدقاً...فقط كان يقف صامتاً منصتاً لما تقوله... هل من الممكن أن اكون عند حسن ظنها بيوم من الايام؟!!.


تنهدت صبا بسخريه لصمته هاتفه...

- انا قولت اللي عندي ي سيف واللي انت شايفه اعمله وعندك الرصاص بأول درج جنبك.. بس خليك فاكر قبل ما تعمل أي حاجه تزعلني منك.. هيكون اخر يوم ليا هنا وهتطلقني زي ما اجوزتني وهترجعني بيتي.. انهت حديثها بجمود وهي ترمقه بنظرات ثاقبه وهمت بالرحيل الي غرفتها تاركه إياه عاجز عن البوح بالكلام...


جلس مكانه وهو يتذكر حديثها والمها لفكره أنه سيؤذي احد.. ف كيف اجعلك مدى الحياه سعيده...؟! اتريدني ان اترك مجالي..؟! ليس بهذه السهوله كما تتوقعي..! ف انا أود أن ارحل منذ زمن لكن لم أجدر بهذا... لم اضُحي بكِ بهذه السهوله..! ف لو تركت عملي فستبقي حياتي وحياتي بخطر وهذا لم اقبله حتى لو اضطررتوا بفعل ابشع الأشياء من أجل سلامتك.. سأفعل هذا ي عزيزتي.


فاق من صياحه الداخلي وهو ينهض من مكانه قاصداً غرفتها وهو يطرق بابها بخفق قائلاً...

- صبا ممكن ادخل..؟!


وبالداخل كانت صبا مرميه بأحضان فراشها وهي تبكي فقط دون كلام.. ف تتذكر حديثه معها وهو يعاتبها ع شئ مثل هذا.. ف كأنه لم يكن سيف الذي لم يقبل بقول اي كلمه تؤذيني... كيف جرحني هكذا..!!


هم سيف بالدلوف وهو يشعر بالضيق لما فعله.. وجدها تبكي بحرقه وهي تلتقط أنفاسها بصعوبه.... تصمر مكانه وهو يراها بهذه الحاله بسببه هو..! ما الذي فعلته ي إلهي..؟! كيف جرحتها والمتها الي هذا الحد... هل يمكن أن تسامحني؟!


اقترب منها بحزن وهو يجلس بجوارها معدلاً إياها بجلستها وهو يضع وجهها الذي تبدل للون الأحمر الدموي أثر بكائها ليردف...

- آسف ي صبا...! اتعصبت عليك جامد.. غصب عني والله متزعليش مني... انا بس كنت بفهمك إني كنت بعمل ده علشان حياتك انتي ودي الحاجه اللي عايزك تفهميها ان عمري ما هسمح لحد يأذيكي حتى لو مضطر اعمل إيه علشان خاطرك.. بس متعاقبنيش بدموعك دي ي صبا علشان بتوجعني اوي ي حبيبتي...


احتدت ملامحها وهو تبعد يداه هاتفه بجمود...

- وانا عمري ما هقبل إنك تأذي حد علشاني انا..! بلاش مببرات فاضيه علشان مش هتمشي معايا.. لأنك عارف اووي ان استحاله اسامحك لو عملت حاجه زي دي.. ازاي بتقول هتعمل كده علشاني انااا..؟!


- صبا انتي ليه مش عايزه تفهميني..؟!


- انت اللي مش عايز تفهمني ولا حابب تفهمني ي سيف وكفايه لحد كده دلوقتي علشان مش قادره اتكلم تاني.. اتفضل اخرج دلوقتي.


عقد حاجبه بإمتعاض وهو يجيبها بنفي هاتفاً ...

- لأ مش هسيبك إلا لما تقوليلي مسامحاك ي سيف وآه كمان مش هكتفي بكده... لأ زي ما سمعتيني قبل كده فيلم ع مزاجكك انا كمان هسمعك فيلم ع مزاجي.. اتفقنااااا؟


- لأ مش اتفقنا وقولتلك اخرج دلوقتي علشان مخنوقه.


تبدل وجهه للدهشه وهو يدير وجهها اليه قائلاً...

- مالك ي صبا في ايه.. ؟!


- مخنوووقه... مخنوووقه ي سيف..! مخنوقه من اللي جرالي ولسه هيجرالي وبُعدي عن اهلي الفتره دي وجوازي بدون علمهم وعيشتي معاك هنا...! خايفه عليك من اللي حواليك ومن نفسك... ازاي هفضل عايشه كده طول العمر..؟!


ارسل لها نظره مؤلمه... جعلتها تنظر إلى الناحيه الآخرى غير راغبه برؤيته ليردف بحزن...

- صدقيني غصب عني كل ده والله..! وانا وعدتك انك هتشوفي اهلك قريب وانا قد وعدي ي صبا..! ومتخافيش عليا لأني هكون بخير طول مانتي بخير.. انتي شكلك تعبانه دلوقتي هقوم انا واسيبك شويه تهدي.


خرج من الغرفه بحاله يُرثي لها محاولاً اكتام بكائه.. ف كل مره تنجح بلومي وعتابي ع ما فعلته..! تمتلك حقاً بالفعل عن ما تقوله.... ف من الجيد ان استعجل بإحضار أهلها إليها كي تراهم.. ف سعادتها تهمني كثيراً.


**************************************


- ازاي ي نادر هتجيب الراجل اللي برء رنيم لحد هنا... انت اتجننت..!! عايز امك تشيط اكتر وتعمل حاجه فيه..!!؟


اجابها وهو ينهض من مكانه بضيق هاتفاً ...

- نسيت كل ده وانا بقوله ي كارما.. مش عارف مجاش ع بالي ازااي وخصوصاً ان خالك شكري عارفه كويس.. يعني ماما ممكن متاخدش بالها منه لكن خالي شكري عارفه ولو شافه هيمسح بكرامته الأرض وانا مش هقبل بده لأنه قال اللي شافه واللي حصل قصاد عينه.. هما بقى عايزين يصدقوا خير وبركه مش عايزين هما حريين ...!!


كارما بتعجب...

- يعني ايه هما حريين..! إنت مش فاهم هما ازاي شايطين وبيقعدوا مع بعض كتير الفتره وشكلهم ناووين ع كتير.. ربنا يستر علشان انا مش هستحمل حاجه تانيه تحصل بجد.


- متقلقيش ي كارما ان شاء الله خير وانا واثق انهم مش هيقدروا يعملوا حاجه.. ده كلام بس علشان لسه زعلانين علشان شريف بس هينسوا


كارما بدعاء...

- ي رب ي نادر ي رب.. بقولك إيه ما تأكد ع ماجد تاني أنه ياخد باله من بنت خالته للاحتياط بس علشان برضو قلبي مش مطمن لماما وخالي.


- حاضر ي كارما حاضر.. قومي انتى بس دلوقتي صلى ونامي علطول علشان شكلك مُجهد


- طيب مقولتليش هتعمل ايه بموضوع عمي طلعت ده..؟! ازاي هياجي هنااا؟!


تنهد نادر بحيره وهو يجيب...

- مش عارف والله ي كارما بس ان شاء الله هشوف حل.


- تمام ي نادر.. تصبح ع خير.


- وانتي من اهله ي حبيبتي.


تركته شارداً بتفكيره.. يفكر ماذا يفعل بعدما اسعده بهذه الوظيفه...! ف كيف سيرفض وظيفته الآن ويمنعه عن المجئ؟!


******************************************


كانت تجلس ع هاتفها وهي تراسل شخص ما وهي تقول...

- صدقني مش هعرف اخرج النهارده خالص ولو اصريت اني اخرج هتعرف ان ف حاجه.


- انا لازم اشوفك ي لمار ضروري.


- طيب اعمل ايه... انت الغلطان من البدايه لما بعتهم يخطفوني ورجعت تاني قصادهم كده.. فحساهم شاكين فيا.


- طيب ي لمار اعملي حسابك اني هاجي بكره اتقدملك بشكل رسمي... ولازم يبان إننا بنحب بعض وعايزين بعض انتي فاهمه..؟


- نعمممممم...!!


- اللي سمعتيه وهاجيلك بيت صاحبتك اللي قاعده فيه انا وبابا وماما وحسك عينك تنطقي بحرف غلط علشان مزعلكش.. سلاااام.


ألقت هاتفها بذعر من حديثه ف كيف سأتزوج هذا الكائن وبهذه الطريقه..؟! هل سأظل خادعه له وانفذ ما يقوله هكذا؟! لأ انا لازم لما اهله ياجوا معاه ده أن جو.. اقولهم ع اللي عمله علشان ميتعرضليش تاني لأني تعبت منه اوي وفاض بيا


دلفت إليها ليلى بهذا الوقت وهي تردف بمرح...

- بقولك إيه ما تيجي تتفرجي معايا ع فيلم كامب.


- فيلم ايه ده؟!


- ده فيلم رعب مصري بس حلو اوي مهما يتذاع مش بمل منه نهائي.


توسعت عيناها بصدمه قائله...

- يختااااااي رعب ايييه بس.. ده انا بخاف من خيالي... لأ لأ مليش ف الرعب والجو ده ي ست ليلى.


- هتتبسطي جدآ والله لما تسمعيه وبعدين هو مش رعب اوي يعني... عادي يعني مش اوفر خوف زي افلام الأجانب .


- لأ ي ست اعفيني انا علشان بصوت من أقل حاجه وروحي انتي اسمعيه واتبسطي وانا هنام.


طالعتها ليلى متعجبه وهي تقول...

- ف حد مبيحبش الرعب..؟!


اردفت لمار بسخريه...

- قصدك ف حد بيحب الرعب اصلا..؟!


- اها طبعاً دي افلام تحفه ومفيش منها.. انتي اللي هبله بقى.. بس ولا يهمك بلاش رعب تعالي نسمع فيلم عادي بيضحك علشان خاطرك انتي بس.


- نعسانه وربي..! بكره ان شاء الله نبقى نسمع ونسهر مع بعض كمان.


- طيب ي اختي تصبحي ع خير.


- وانتي من اهل الخير يا حبيبي.


تركتها وهي تغلق ورائها الباب لتردف لمار بإستهزاء...

- قال عايزانى انا اسمع رعب ع اخر الزمن...! متعرفش ان بيغمي عليا سعت بس بشوف فرخه مدبوحه.


*******************************************


وبمنزل ماجد كان يجلس بغرفته التي يسودها الظلام الدامس.. كان شارداً يفكر ف معشوقته... فلايمتي سأظل اخفي حبي عنها..؟! لما لم اتشجع واخبرها بكل ما ف قلبي..! هل هي تحبني مثل حبي لها...! لأ لأ لم اتوقع ذلك لو كانت تحبني كنت شعرت بهذا...!


دلفت إليه أمه وهي تشعل الأنوار بغرفته قائله بحزن...

- هتفضل قاعد لوحدك كده كتير ي ماجد بالضلمه... ؟!


اعتدل ماجد بجلسته قائلاً بإبتسامه مزيفه...

- سعت ببقي تعبان شويه بقعد كده مع نفسي ي ماما.


اقتربت فاتن منه وهي تجلس بجواره تضع وجهه بين كفيها قائله...

- انا عارفه إنك بتحبها ي ماجد ومش قادر تقعد لحظه بدون ما تشوفها.


احتلت الصدمه وجهه وهو يبعد يدها قائلاً بتعلثم...

- اا... ايييه....!! هي مين دي اللي احبهااا... ؟!


ابتسمت فاتن لتوتره وهو يجيبها لتحتضن يداه بين يديها هاتفه...

- انا عارفه إنك بتحبها من زمان اوي ي ماجد وكنت بكدب نفسي لكن اكتشفت حبك ليها يوم ما كنت واخدها عندك المركز وبلاش نفي لكلامي علشان انا واثقه من كده وسمعتك بنفسي انا ونيروز وانت بتعترفلها بحبك... بلاش توجع نفسك لحد كده ي ماجد.. انت بتحبها اوي.. لي متعترفلهاش وتشوفها هي بتحبك ولا لأ ... لي خايف من رد فعل اللي حواليك.. انت مبتعملش حاجه غلط ي حبيبي... لو كنت بتفكر بصبا.. ف صبا دي غلبانه وكانت مطنشه لكل حاجه بحياتها وحتى لو كانت موجوده وسطنا دلوقتي وعرفت إنك بتحب اختها كانت هتفرح وهتنسحب من الجوازه دي... انا بلومك انت ي ماجد.. ازاي كنت هتتجوز صبا وانت بتحب رنيم... إزاي كنت هتوجعهم الاتنين معاك وهتوجع نفسك.. مفكرتش لي قبل ما تاخد الخطوه دي...!!


حقاً ف كان بقمه صدمته لعلم أمه وأيضاً نيروز... ف كيف حدث هذا...!! فبماذا اجيبها الآن..! ف انا بموضع لا يُحسد عليه.


- انا عارفه إنك مش عارف ترد عليا بأيه ... بس انا مش طايقه اشوفك بالحاله دي ي ماجد.. انت لازم تفوق وتعترفلها بحبك.. لي مخبي لحد الآن...! خايف من اييه؟!!!


انتفض ماجد بحزن وهو يجيبها بقلب يؤلمه...

- انا حاسس إني خاين ي ماما.. مش قادر ابص ف عنين رنيم دلوقتى رغم ان بُعدها عني مسببلي كتير... مش عارف ايه هيكون رد فعل خالتي وعمي فاروق لما يعرفوا اني كنت بحب رنيم وخاطب صبا.. هيقولوا عليااا إيه.. كنت بلعب بيناتهم اللي هما بنات خالتي.. معنديش الجرأه اني اعترف بحاجه زي دي.. خايف من رد فعلهم ومن رد فعل رنيم نفسه... مش عارف لما تعرف هتعمل ايه وتشوفني ازاي.. هل هتقول عليا اني خاين لصبا ولا هتتفهم..؟! مقدرش ي ماما اقولهم مقدرش.. معنديش الجرأه اني اواجهم بحاجه زي دي وخصوصاً ان صبا لسه مُغيبه ومحدش عارف مكانها.. ازاي بالازمه دي واروح بدم بارد اقولهم كده..! ايوه اعترف اني غلطت ع خطوبه صبا من البدايه بس كنت أعمل إيه ي ماما.. كنت حاسس ان رنيم بالفتره دي بتبعد عني اوي وأحياناً مكنتش بتطيق تشوفني.. مقدرتش استحمل بُعدها ده فخطبت صبا كأني بنتقم منها ع تصرفاتها.. مكنتش اتوقع ف يوم من الأيام انها تبعد كده وخصوصاً يُعتبر ان انا اللي مربيها.. كنت ببيت عند خالتي علشان افضل معاها لحد ما كبرت وفعلاً اهتمامي ده مكنش من فراغ.. اكتشفت اني بعشقها مش بحبها بس... انا اتسرعت واخدت خطوه مكنش ينفع اخدها... الخطوه دي مخلياني قاعد مكاني مش عارف اعمل إيه.. هفضل كده طول العمر.. هفضل مخبي مشاعري تجاهها.. إلا اذاً صبا ظهرت تاني واعترفتلها بحبي لرنيم وسامحتني ع اللي عملته فيها وف نفسي .. بس هي هترجع ايمتييي... ؟! ي ترى انتي فين ي صبا..!


تصنمت فاتن وهي تشعر بحزن لما يمر به إبنها.. ف كيف تمر بكل هذا وصامت!!


احتضنته ببكاء وهي تربت ع ظهره قائله...

- ياااه ي ماجد...!! بتمر بكل ده ومش عارف تشاركني بوجعك..؟! ازاي تبقى مخبي كل ده عليا الفتره دي...؟!


- مقدرتش ي ماما اتكلم صدقيني.. مقدرتش افضفض لأي حد.. مش عارف ايمتى هقدر... ؟!


ظلت تربت بحنان وهي تواسيه هاتفه....

- ان شاء الله هتعدي من كل ده ي حبيبي.. وانا واثقه إنك قريب هتقدر تقولهم كلهم عن حبك لرنيم.. وان شاء الله صبا ترجع لينا.


- تفتكري ي ماما كل ده هيحصل... ؟!


- ان شاء الله ي حبيبي وتعالي دلوقتي اقعد برا معايا بالنور واوعى تقعد بالضلمه تاني.. علشان حياتك الجايه كلها هتبقى نور.


ابتسم بفرحه وهو يقبل يدها هاتفاً بحب...

- ربنا يخليكي ليا ي ست الكل.


****************************************


كانت نايا برفقه أخيها وتسنيم يتسوقون إلى الآن لتردف نايا بمرح بهذه اللحظه...

- بقولك ايه ي تسنيم ما كفايه لبس لحد كده وتعالي نقعد بنادي او كافيه او اي حاجه إلهي تنستري.


طالعتها تسنيم بضيق وهي تردف...

- بس ي بت...! اشتري لبسي انا الأول وبعدين نبقى نروح المكان اللي عاوزه تروحيه.


اومأت لها بضيق هاتفه....

- طيب خلاص اتفقنا ويلا خلصي بقى وشوفي هتجيبي اي تاني عمل ما اطلع اشوف الأخ أمير فين لحد دلوقتي.


- طيب بس متتأخريش عليا.


تمام... خرجت من المول وهي تبحث عن أخيها لتجده بعيداً ع الناحيه الآخرى يجلس بسيارته كالشريد فتبسمت وهي تتجه إليه وما ان تحركت من مكانها حتى اصطدمت بشخص ما لتنظر له بضيق هاتفه...

- مش تفتح ي أعمى انت...!!


تصمرت مكانها وهي تفرك عيناها قائله....

- هوو انتتتت...!


أبتسم ع الناحيه الآخرى بمرح وهو يقول...

- ي مساء القمر..... ي محاسن الصدف.


شهقت وهي تردف بحنق....

- ي مساء الزفت ع دماغك...!.. انت بتطلعلي منين مش فاهمه.


اجابها بلؤم...

- دي صدف مش اكتر... بس انا حاسس انها اشاره لحاجه..! مش صح كده ولا إيه..!


فهمت ما يقصده لتردف بذعر...

- انت شكلك مجنون والله.. ربنا يهديك انهت جملتها وهي ترحل من أمامه لكن اوقفها بقول...

- انتي رايحه فين دلوقتي...؟!


عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تهتف بجرأه...

- انت مالك ي بني انتت...!!


دقق بجملتها وهو يرفع احد حاجبيه قائلاً...

- ي بني...!!


- بص انا مش فيقالك ي اسمك إيه...! فأمشي بقى بدون غلط.


وضع يديه بجيبه هاتفاً بفخر...

- أسمي الدكتور مراد ي آنسه نايا ده أولاً... ثانياً بقى عيب إنك تتكلمي مع أي شاب بالأسلوب ده.. ثالثاً انا بسألك انتي رايحه فين مش من داعي الفضول ولا حاجه.. انا بس خايف لأحسن يجرالك اللي جرالك ساعت قابلتك كده ومتعرفيش تتصرفي.


شعرت نايا بإحراج بجملته الثانيه لتعض ع شفتيها وهي تتنهد بحرج ف سرت حراره غريبه بجسده وهو يغمض عيناه لما فعلته لكن تحكم بنفسه وهو يهتف...

- لو معندكش مشكله ممكن اوصلك لبيتك علشان الوقت اتأخر ومش هتلاقي مواصلات.


احتدت عيناها وهي تجيبه بغضب قائله...

- لأ طبعاً مسمحش لحد إنه يوصلني وأذا كان ع المره اللي وصلتني فيها ف دي كنت مضطره علشان الوقت ومتاخدش على كده لأني مش من البنات دي ي دكتور مراد.. رمقته بإستياء وهي تتجه تجاه سياره أخيها تسب وتلعن بهذا الكائن الغليظ.


ظهرت إبتسامه إعجاب ع شفتيه لما قالته لكن اختفت سريعاً عندما وجدها بقرب شاب ما وهي تبتسم له وتمسك يده وهو أيضاً كذلك ف غلي الدم بعروقه من قربها وضحكها مع هذا الشاب بل وأيضاً تصنم عندما وجده يقترب منها وهو يقبلها ع خدها وهذا ما آثار صدمته حقاً.. هل يمكن ما يحدث الان..؟! هل يمكن انها من هذه النوعيه...؟! لما لا أصدق فكل البنات يسيرون ع نهج واحد وهي الآن قد خاب ظني بها.. فلا كنت أتوقع أنها بهذه الحقاره ومثل غيرها من البنات...! لأ وعملالي فيها الشريفه الطاهره...! ده انتي لو مكنتيش بنت دكتور مدحت لكنت جبتك راقعه لحد رجلي زي غيرك.. مش عارف ازاي حد بأخلاق دكتور مدحت يكون عنده بنت زيها كده.. هم بالرحيل وبداخله نيران تشتعل لا تتوقف...


نايا بسعاده...

- بتتكلم بجدد..! انت احلى اخ ف الدنيا دي كلها والله.. ربنا يخليك ليا.


أمير بإبتسامه خبيثه...

- طيب بقي فين البوسه بتاعتي ي ست نايا.


أسرعت بإقباله وهي تحتضنه بقول...

- وربنا انت احلى حد ف الدنيا ربنا يخليك ليا.. وبهذه اللحظه كان مراد يقود سيارته بجوارهم ورأي ما فعلته الآن ليسرع بالقيادة بدون وعي.. فلماذا كل هذه المشاعر ي ترى...؟! لماذا جن جنونه عندما رآها برفقه اخر..؟! هل هذه بدايه إعجاب ام للقدر رأي آخر ي ترى؟!


*****************************************


- الحمد لله لقيت شغل ي ثناء عند نادر بيه الجارحي.


ابتسمت ثناء بفرحه وهي تقول...

- بجد والنبي ي طلعت..؟


طلعت : ايوه ي ثناء وان شاء الله هبدأ شغل من بكره.. ربنا يكرمه نادر ده نادر فعلاً اوي.. شاب صالح ومتدين وربنا يحفظه كنت اتمنى حد زيه لبنتي رُقيه بس كله والنصيب بقى ..


ثناء : ربنا يبارك فيه ويحفظه بحفظه ورعايته دايماً.


وبغرفه رُقيه كانت جالسه تدرس ع مكتبها.. ثوانيٍ وتوقفت عن دراستها وهي ترجع ظهرها إلى الخلف هاتفه...

- ي رب اكون عند حسن ظنه ي رب بحيث اعرف اوفق بين دراستي والشغل واعرف اساعدهم هنا بمصاريف البيت.


دلفت إليها ثناء بإبتسامه عريضه ع ثغرها وهي تحمل بيديها صينيه طعام قائله....

- خدي ي بنتي كلي وغذي نفسك.. انتي مبتاكليش الفتره دي خالص.


حملت من يدها الصينيه بإبتسامه مقابله وهي تهتف...

- حبيبتي ي ماما ربنا يخليكي ليا.


- سيبي بقى المذاكره دلوقتي وكلي الأول.


- تمام ي ماما.. هو بابا فين!؟!


ثناء : كل ي بنتي ودخل ينام.


رُقيه : مش انا قولتله ي ماما مياكلش وينام علطول بعد كده.. غلط أنه ينام بعد الأكل فوراً.


ثناء : اهو اللي حصل بقى ي بنتي... كلي انتي ي حبيبتي وكملي مذاكرتك وبعدين نامي علشان كُليتك.


هزت رأسها بالإيجاب وهي تبدأ بالأكل فور خروج أمها


********************************************


صباح يوم جديد كانت نيروز تجلس مع عائله صبا وهي تفطر معهم لتلاحظ نظرات هشام المصوبه إليها منذ جلوسها فخرجت عن صمتها وهي تردف بخبث...

- طنط سلوى هو ماجد مبقاش ياجي زي الاول ليه هنا...؟!


اجهشت ملامح سلوى وهي تجيب بتوتر...

- لأ جه ي بنتي بقاله يومين كده ومشي علشان شغله وعلفكرا بيسلم عليك كتير.


- الله يسلمه بس حقيقي وحشني هو وطنط فاتن.


أوقف هشام ملعقته عن تناول الطعام وهو يجزِ ع أسنانه بإشتعال لما قالته لكن اغمض عيناه محاولاً تهدئه نفسه قبل أن يجن جنونه... ف بالفعل نجحت ف جعله يشتعل غيره.. تبسمت عندما لاحظت نظراته وغضبه من ما قالته لكن ع الجهه الآخرى شردت رنيم مكانها وهي تتذكره وتتذكر كل وقت اقضته معه حتى لو كان سيئاً لكن لم تشعر بهذه الأوقات إلا الآن... لما بعد هكذا...؟! هل انا أخطأت بشئ لم أشعر به لهذا بعد..؟!


خرجت من تساؤلاتها ع صوت نيروز وهي تقول...

- ها رأيك ايه ي طنط ممكن اتعلم اعمل اكل مع رنيم لو مفيش مشكله طبعاً.


طالعتها سلوى بفرحه.. ف شعرت بهذه اللحظه بأن صبا قد عادت.. فكانت تطهي دائماً هي ورنيم... اخذت تهمس بنفسها قائله...

- هترجعي ايمتى ي صبا...!


حمحمت نيروز بحرج وهي تقول...

- آسفه ي طنط مش قصدي حاجه بجد.. ده كان إقتراح مش اكتر.


ارسلت إليها ابتسامه صافيه وهي تجيبها بفرحه...

- ده يوم المُنى ي بنتي... هحس بوجود صبا من جديد.


ابتسمت لموافقتها وفرتها لتردف بحماس...

- طيب اشطا ي طنط ممكن ابدأ من النهارده اتعلم اي حاجه بالأكل.


- طبعا ي حبيبتي.


أعادت شعرها الي الخلف بحماس وهي تبتسم لترى هشام شارداً بها لتردف بحرج...

- الحمد لله.. لما تخلصي ي رنيم ابقى تعاليلي علشان عايزاكي.


اومأت لها رنيم دون كلام.. لتتجه نيروز إلى غرفتها بتعجب لنظراته الثاقبه التي ترسل لها الكثير من الأشياء لكن تفادت وهي تدلف وتغلق ورائها وقلبها يخفق بشده... فمن المفترض أن اعاقبه ع ما فعله معي ماضياً وحالياً كيف كلما اراه انسى ما فعله وأصبح مثل الطفله البلهاء...


وع الجهه الآخرى بمنزل سيف الحديدي فاق من نومه وهو يفتح عيناه ببطئ لينهض وهو يتجه إلى المرحاض كي يتغسل فانهي تغسله وهو يخرج متجهاً صوب دولابه وهو يخرج ملابس كي يرتديها ... ارتدي بنطال اسود وتي_شرت ازرق واسع ثم قام بتعديل شعره لكن ترنح مكانه وهو يهتف بقول...

- صبااا...!


استفاق وهو يهم بالرحيل متجهاً إلى غرفتها بدون شعور.. فلا يعلم لما شعر بأن هناك شئ ما... افتح باب غرفتها دون طرقه وهو يناجي اسمها بخوف لتنتفض صبا من مكانها بفزع وهي تصيح به هاتفه...

- أخرررررج.

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والعشرون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة