-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الثلاثون

 مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا أسامة ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثلاثون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المشوقة والمزيد من الرومانسية والحب فى سياق واقعى.

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الثلاثون

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة

رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الثلاثون

 وقعت بكَ ولم انهض بعد!


هز صياحها ارجاء المنزل لما كانت ترتديه فكانت تبدل ثيابها وها هو أمامها الآن ليغض نظره مسرعاً مردفاً بإرتباك...

- اا.. اناا.. انا مم.. مقصدش ي صبا .


كانت الصدمه تحتلها وهي تريد أن تختفي من أمامه بعد ما رآه لتحاول ان تحمي جسدها بأي شئ مقابلها لتفعل ذلك وهي ترتجف... نظرت له ووجدته ما زال بالغرفه.. ينظر إلى الناحيه الأخرى بصمت.. اقتربت منه بهدوء مُصاحب بالخجل وهي تردف...

- هه.. هو مم.. مش ف باب هنا ي سيف... ؟!


ابتلع ريقه بتوتر وهو يغمض عيناه بقوه هاتفاً ...

- قولتلك مقصدش...! انا بس خوفت لأحسن يكون جرالك حاجه ف جيت علطول ودخلت بدون مقدمات.


تطلعت اليه مطوله النظر الى وجهه وتوتره وخوفه من أن يكون قد جرحها بسبب دلوفه هكذا... ف ابتسمت دون شعور منها وهي تلوي شفتيها بلؤم قائله...

- برضو مش مسامحاك علشان غلط اللي عملته ده ولازم تكون اوعي من كده...!


طالعها سيف بعين مغلقه والأخرى مفتوحه وهو يردف...

- خلاص بقى انتي هتنصبي محكمه ليا ولا ايه..!


اقتربت منه تهمس بإذنه بصوت رقيق يليق بها...

- مش هنصبلك محكمه بس هعاقبك ع اللي عملته علشان متعملوش تاني..!


فتح عيناه الأخري عندما رأي انها وضعت قماشه بيضاء ع جسدها... ترقبت ماذا سيقول لكن وجدته محدق النظر بها وهو صامت دون وعي لتحمحم بتعجب...

- إيه مالك كده..! اوعي تقول إنك مش موافق ع العقاب..؟!


استفاق للتو وهو يمسد ع شعره بتوتر قائلاً بجمود...

- لأ مش موافق..!


شهقت بذعر من جموده لتقترب اكثر وهي ترفع يدها مشيره إليه بتهديد هاتفه...

- إنت قد اللي قولته ده...!


- ايوه قده ووريني هتعملي ايه..!


راقبت نظراته الساخره لتردف بعصبيه...

- هعمل كتيررر ف علشان كده وافق ع العقاب علشان مزعلكش.


اقترب بضع خطوات بهيام وهو يقول...

- عايز اشوفك كده بتتعصبي علشان متعرفيش انتي شكلك بيبقى حلو ازاي وانتي عصبيه كده.


ارتدت للخلف بتوتر لقربه وهي تردف بشجاعه عكس ما بداخلها...

- يعني مش فارق معاك اي حاجه بقى..!


طالعها بإبتسامه لطفوليتها ومشاكستها التي يعشقها ليردف متحلياً بالجرأه...

- ايوه بالظبط كده.


كادت ان تمسكه من ياقه قميصه بغل لكن تحزلق قدميها بهذه القماشه الطويله المُوضعه ع جسدها.. ليلتقطها سيف لكن وجدها تجذبه بقوه وهي تقع فوقه بخبث هاتفه بشفاء لغليلها....

- دي اول حاجه ي سيف علشان بس متقعدش تتعنطز فيها ع الفاضي لأن انا صبا فاروق اللي ساعة بتقول حاجه لازم تنفذها.


توسعت عيناه من جرأتها الزائده وأيضاً من ما هما فيه الآن لكن لم يشغل باله بما قالته.. فقط ترنح وهو ينظر لهاتين العينين بهيام نزولاً الي شفتيها يشعر بالرغبه تجاهها ف ابتلع ريقه بصعوبه يريدها ان ترحل من أمامه الآن وإلا سيلتهمها كالاسد عندما يلتهم فريسته... كانت هي الأخرى تائهه ببحور عيناه العسليه الساحره... ودت لو تبقى طيله العمر هكذا مقربه منه فهذا يشعرها بالراحه والطمأنينة.. ف نست كل ما حدث امس وشجارهم فحقاً قد وقعت به وبحبه الذي يرويها... ظلوا هكذا بضع دقائق ف تشابك العيون لكن تصنم سيف وهو يرى القماشه تفلت م ع جزئها العلوي ليصيح بها هاتفاً...

- قومي البسي ي صبا بسرعه.


- هااا...!


- ها ايه بس.. قومي البسي القماشه ثواني ومش هتبقى عليكي .


احمرت وجنتيها بشده لما قاله لتشهق بفزع وهي تنتفض من مكانها ممسكه القماشه بقوه وهي تهتف...

- هه.. هو انت شوفت حاجه.


نهض وهو يعدل شعره هاتفاً بخبث قبل أن يرحل...

- هتفرق بحاجه..! كده كده جوزك.


هم بالرحيل وهو يصفق بسخريه جعلها ع وشك البكاء ف اخذت تقترب من الدولاب.. تخرج بعض من ثيابها.. ف شرعت ف الارتداء وبعدما انهت نظرت الي المرآه وهي تمشط شعرها الحريري الأسود القاتم رغم انه ليس بطويلاً لكنه مدهش حقاً اخذت قلم شفاه وهي ترسم شفايفها ببراعه.. ثوانيٍ وانهت وخرجت بحنق وهي تردف...

- طيب ي سيف انا هوريك.


اتجهت أمام غرفته المفتوحه ع مصراعيها... اخذت تداعب خصلاتها وهي تجلس ع احد الكراسي لتلتقط احد الجرائد بتمثيل عندما لاحظت خروجه... ظلت تداعب شعرها بحركات مغرية جعلته يتعرق وهو يتنهد بحراره تسري بجسده وهذا ما ارادته بالفعل وها قد حدث... ظلت هكذا ف انهت قراءه وهي تلقى الجريده بهدوء فوجدته ما زال ع هذه الوضعيه لتردف بتعجب...

- إيه واقف كده ليه..؟!!


تنحنح بتوتر وهو يجيب بتعلثم...

- كك.. كنت عع. عاوز افطر.


خرجت منها إبتسامه لم تستطع كتمانها من توتره ليقترب سيف متعجباً هاتفاً بقول...

- ايه بتضحكي ع إيه..؟!


نهضت وهي ما زالت تضحك لتزفر وهي تهتف...

- تمام هروح احضرلك الأكل.


اوقفها سيف وهو يمسك ذراعيها مقربها اليه وهو يمسد ع شعرها بحنوٍ قائلاً...

- صبا انا آسف..!


طالعته بإبهام وهي تجيب...

- ع إيه..!


- ع ليله إمبارح.. انا اتعصبت عليكي اوي بدون سبب..! مكنتش اقصد اجرحك او ازعلك مني.


فبماذا تجيبه وهي قد نست ما حدث وكأنها فقدت الذاكره.. قربه يدواي كل شئ يفعله.... قربه يجعلها بقمه سعادتها... عينيه التي تربكها عند النظر إليها لكن هذا ما تعشقه لتردف بمرح...

- لأ مفيش حاجه ي سيف انا خلاص نسيت.


- بجد والله..؟؟


- ايوه بجد وسيبني بقى اروح احضرلك الفطار زي ما قولتلي.


ضمها الي صدره بتملك وحب وهو يمسد ع ظهرها بحركات دائريه عاشقه هامساً...

- انا بحبك اوي ي صبا.. مش عارف ايه الحسنه الوحيده اللي عملتها ف حياتي علشان ربنا يبعتك ليا..!


رفعت يديها هي الأخرى وهي تضمه بسعاده.. تستنشق رائحته الرجوليه التي باتت تعشقها لتهمس بين أذنيه...

- وانا بحبك ي سيف وهفضل احبك مهما حصل.


- بجد ي صبا هتفضلي تحبيني مهما يحصل ما بينا..؟!


اخذت تداعب شعره وهي تهتف...

- ايوه ي سيف... انت كل حياتي.


********************************************


- انتي بتتكلمي بجد...؟!!!


- اه والله وهو وأهله جايين يتقدمولي النهارده.


- طيب وانتي بتحبيه فعلاً؟


صمتت ثوانيٍ لكن تابعت حديثها وهي تردف...

- اه بحبه وكان ناوي يتقدملي من زمان بس انا اللي كنت بأخر.. ف هو كلمني إمبارح وقلتله اني ببيت صاحبتي وهو هياجي.


- ي حبيبي الف مبرروك بجد فرحتلك والله.


- الله يبارك فيكي عقبالك انتي ويحيى ي رب.


ترنحت ليلى.. لا تعرف بماذا تجيب لكن لما لم تفرح بما تقوله لتردف بسعاده...

- حبيبتي تسلميلي كتيررر... وآه انا هتصل بدهب ويحيى وطنط ياجوا يحضروا علشان لما يتقدملك يطلب ايدك من يحيى.


شعرت لمار بالفرحه تحيطها بما قالته ليلى.. فهي لم تمتلك عائله لكن دائماً يحرصوا ع ان يكونوا افضل عائله لها لتحتضنها بقول...

- ربنا يخليكوا ليا ي رب


- ويخليك ي عروسه.. يلا كلي انتي وبعدين قومي ظبطي نفسك كده وماسكات وحاجات من دي علشان تبقى قمرين بالليل وانا هروح اتصل وابلغ يحيى.


امأت لها بإبتسامه صافيه تُرسم ع شفتيها.. اخذت ليلي هاتفها وهي تدق ع يحيى ليجيبها بنفس هذه اللحظه بقول..

- ايوه ي ليلي.. انتي كويسه؟


رفرف قلبها لسؤاله لتجيبه بحب...

- انا الحمد لله ي يحيى.. كنت هقولك ان لمار متقدملها عريس وجاي هو وأهله بالليل وانت وطنط ودهب لازم تيجوا علشان يطلبوا ايدها منك.


اردف يحيى بتعجب متسائلاً...

- عريس مين..؟


- هي قالت أنهم بيحبوا بعض من زمان ومتفقين ع الجواز واللي اعرفه ان اسمه كريم.


يحيى : طيب ي ليلي تمام هبلغهم هنا وهناجي.


اغلقت معه وهو يحاول استيعاب ما يحدث مع تلك الفتاه فلما يشعر انها تخفي شئ عن الجميع... قطع حبل أفكاره دهب التي كانت تراقبه بتوجس وهي تردف...

- الجميل بيفكر بأيه.


- لماار..!


توسعت عيناها وهي تردف بصدمه...

- نعمممم...!


- جايلها عريس متقدملها بالليل وهي بتحبه وهو بيحبها.


- احلللف كده..!


يحيى بتعجب...

- وانا ههزر ليه يعني ي دهب بقولك اللي ليلى قالتهولي واحنا المفروض نروحلهم بالليل علشان نقابلهم.


دهب بصياح...

- الله ده احلى خبر بالدنيااااا.. مش مصدقه ان صديقه عمري هتتجوز زي الناس.


طالعها بتعجب وهو يهتف متسائلاً...

- فين أمك..؟


- فوق بأوضتها.. سيبني انت دلوقتي علشان اروح اتصل بالبت اللي كانت بتحب وتتحب من ورايا.


- دهب ي حبيبتي انتي ليه بتحسسيني دايما إنه عندك جفاء عاطفي رغم انه ما شاء الله العرسان عليكي نمل وصاحبي اثر اللي كسفتيه وهزقتيه علشان طلب ايدك مني.. الكلام ده لو انتي مش لاقيه اي حد.


دهب بذعر...

- ششش.. متفكرنيش بصاحبك ده.. اول مره اشوف سفاله كده.. الواد بيعاكسني عيني عينك وبعديها بكام يوم طلب ايدي.. قال وايه منتظر موافقتي.. عند امه هناك كاته القرف..!


يحيى بعصبيه...

- بس خلاص دانتي خلاص ثانيتين وهتقلبي ع فيفي عبده.. اتهدي بقى وريحيني معاكي.


- بقولك ايه انت خليك بِ ليلي بتاعتك دي اللي مش عارف تتجوزها وانا خليني اراقبكم كلكم ف صمت.. سمو عليكوا يلا هروح اكلم البت الخاينه دي.


خرجت منه تنهيده فور إنهاء ما قالته ليهمس بنفسه هاتفاً ...

- قريب ان شاء الله انا الحمد لله عندي يقين اني بحبها وعمري ما هقدر استغني عنها لو للحظه أما كارما دلوقتي غابت عن بالي.. كان مجرد إعجاب يمكن علشان كانت جميله حبتين لكن اللي بحسه مع ليلى مش حسيته مع غيرها.. آسف ي ليلي جيت عليك كتير الفتره اللي فاتت بسبب تشتتي بس هعوضك الفتره الجايه بإذن الله ي حبيبتي.


*********************************************


- كده ي آنسه رُقيه انتي عرفتي طبيعه شغلنا وأنك هتشتغلي ٣ أيام بالأسبوع ب ٤ ساعات باليوم.. لو عندك اعتراض قولي علشان نعدله.


اعتدلت رُقيه بصدمه وهي تهتف ببلاهه...

- اعتراض ايه بس حضرتك... ده انا كنت احسب اني هضطر اشتغل الاسبوع كله بعدد ساعات اكتر... بجد مش عارفه اقول لحضرتك ايه والله.


- يعني تمام المواعيد اللي عطتهالك لبنى كويسه.


أمأت رأسها فرحه وهي تردف...

- كويسه جداااا ي استاذ نادر.


- مُرتبك هيبقى4000 الف جنيه ده غير طبعاً المكافآت للي بيشتغلوا بجدْ.


توسعت عيناها من هوله الصدمه لما قاله للتو.. هل يعقل هذا المبلغ...

- بس ده كتيرر عليا حضرتك.. انا هشتغل ٣ ايام بس مش اكتر.


تسمرت عيناه مقابل عيناها البريئه ليردف بهدوء...

- ولا كتير ولا حاجه.. احنا طبيعه الشغل عندنا كده.


- بجد شكرااا كتير كتير.. حضرتك عملت معروف ليا كبير اوي مش هنساه وان شاء الله اكون قد الثقه دي.


- ان شاء الله وآه كمان عايز اقولك ع حاجه علشان نكون متفقين قبل ما تشتغلي.


رُقيه بتوتر...

- اتفضل..!


- انتي كده بقيتي مسؤله بشكل رسمي عن العلاقات العامه وطبيعي ف بعض الأيام انا مش باجيها هنا الشركه وهتضطري تاجيلي البيت بعربيه الشركه علشان امضي لو في حاجه محتاجه امضاء.. انا قولت ابلغك قبل ما بعدين تعرفي وتفهمي غلط او ترفضي الموضوع ده لأني هتقبل كل اللي هتقولي عادي.. انا راجل شرقي ومتفهم عاداتكم.


شردت رُقيه بالفراغ لا تعرف بما تجيب عليه الآن فهو مثل ما قال بالفعل.. انا أخشى أن ادلف الي اي بيت فهذا ليس من عاداتنا لكن هي مطمئنه له وتشعر أنه إنسان ع خلق ودين وليس من المانع ان اوافق فهذا عمل ليس اكثر من هذا لتومأ له بالموافقه وهي تقول..

- تم.. تمام موافقه حضرتك.


- متأكده..؟!


- ايوه حضرتك أن شاء الله وطالما ف حدود شغلي وبس ايه اللي هيمنعني.


ابتسم لها قائلاً...

- تمام ي آنسه رُقيه.. تقدري دلوقتي تتفضلي وبكره هتبدأي ان شاء الله.


نهضت بشكر وهي ع وشك الرحيل لكن عجزت رجليها عن الحركه وشلل معظم أطراف قدميها عندما وجدت والدها بمقابلها الذي كان يطالعها بصدمه هاتفاً...

- رُقيه....!!


قفز نادر من مكانه وهو يتقدم من والدها بتعجب...

- عمي طلعت...!


ما زال بصدمته من وجود ابنته هنا فماذا تفعل هي الآن بمكتبه ليصيح بتساؤل...

- بتعملييي إيه هنااا رديي عليااا.


حاول نادر تهدئته عندما لاحظ ارتجاف رُقيه والدموع التي تملأ وجنتيها ليردف بهدوء...

- عمي طلعت انت مش فاهم حاجه.. تعالي اقعد افهمك.


ابتلعت تلك الغصه المؤلمة وهي تردف ببكاء...

- وا... والله ي بابا بشتغل مش حاجه تانيه زي ما حضرتك فاهم.


كادت يده ع وشك ان تهوى ع وجنتيها لكن اوقفه نادر بعصبيه ولأول مره صائحاً....

- عمي طلعتتتت...! ممكن نقعد نتفاهم علشان انت مش فاهم حاجه خالص وبنتك فعلاً بتشتغل هنا مش اكتر.


كانت رُقيه تنكمش بنفسها من نظرات ابيها وما كان سيود فعله لولا نادر ف تعجبت من معرفتهما الي بعض.. ف كيف هذا..؟!


نظر لها نادر بشفقه بعض الشئ ملاحظاً خوفها الظاهر من ابيها ليهتف بقول...

- ممكن ي آنسه رُقيه تمشي انتي دلوقتي وانا هفهم عمي طلعت الموضوع.


صاح بها مره اخرى عندما وجدها ما زالت واقفه مصدومه لتخرج مسرعه وهي تحاول اكتام شهقات بكائها.. فهي الان بنظر ابيها خائنه.


وبالداخل جلس طلعت مقابل نادر بغضب.. يُردف...

- هتفهمني ايه تاني ي نادر بيه بعد اللي شفته... مش حرام عليك تستغل بنت لا حول لها ولا قوه.


جحظت عينان نادر بصدمه فبما يفكر الآن... وكيف استغلها ليصيح بعصبيه...

- استغلال ايييه... هو انت تعرف عني الحاجات دي ي عمي طلعت.. ي خساره مكنتش اتوقع إنك تفهمني بالشكل ده لمجرد شوفت بنتك بمكتبي...ايه مش واثق ببنتك حتى..؟!


- انا واثق ببنتي لكن مش واثق من اللي حواليها.. وتقدر تقولي هي كانت بتعمل ايه عندك وانا واثق إنك عارف انها بنتي.


- ايوه لما قدمت الشغل عرفت انها بنتك لكن مكنتش اقدر ابلغك انها جايه تشتغل عندي علشان هي كانت عايزه تشتغل بدون ما حد يعرف علشان تساعدك انت وأمها... ودي حاجه تحييها عليها انها بتتعلم وحاسه بالمسؤليه كمان وجايه بثقه وعايزه تشتغل.. انا مقدرتش أرفض طلبها علشان حسيت قد ايه هي محتاجه الشغل ده وانه هيفرحها.. وهي علفكرا متعرفش اننا نعرف بعض ي عمي طلعت.. يعني بنتك المفروض تكون فخور بيها.


تعلثم لسانه عن الحديث بعد ما قاله لكن لم يمنع نفسه من التساؤل بقول...

- يعني هي جات تشتغل علشاني..؟!


- ايوه ي عمي طلعت ده اللى فهمته وكنت هتغلط اوي لو ضربتها او عملتلها حاجه لأن هي معملتش حاجه غلط.. بنتك إنسانه كويسه وصافيه جدا وصعب تلاقي حد زيها ف الزمن اللي عايشين فيه ده... بنتك جوهره ف حافظ عليها متهنهاش لأي سبب إلا لما تسأل وتستفسر.


طالعه طلعت بتعجب لكلامه.. فمن الواضح إعجابه الشديد بابنته التي لم يُصرح عنه لكن ظاهراً بعينيه... تنحنح طلعت وهو يهتف بحرج...

- طيب ي بني انا آسف ع اني اتعصبت كده عليك من غير ما اعرف بس برضو رُقيه مش هشتغل كده الحمد لله انت جبتلي الشغل ومستوره وهي تخليها ف تعليمها أفضل.


- عمي طلعت متحجرش عليها.. سيبها تشتغل وتخرج للحياه وتعرف الدنيا ماشيه ازاي.. انا واثق بيها وعارف انها هتقدر توفق بين الاتنين وخصوصاً انها هتشتغل ٣ ايام بس بالأسبوع يعني منه هتستفاد وخبره ليها ويمكن بعد ما تتخرج تتعين رسمي هنا بشركتي بمؤهلها فبالمره تبقى اخدت الخطوه من البدايه وعرفت طبيعه الشغل.


لم يعرف يفسر ما سر ذاك الأهتمام.. فهل معجب بها لما فعلته.. او لسبب آخر...؟!


- ها ي عمي طلعت قولت إيه..؟!


- قولت لا إله إلا الله ي بني وانت كلامك صح وانا موافق ع شغلها عادي وآسف مره تانيه ع الاندفاع مني كده.


ارتسمت إبتسامه ع شفتيه وهو يردف...

- ولا يهمك ي عمي طلعت.. بس المهم لما ترجع البيت كده تصالحها علشان اللي كنت هتعمله فيها وهي مشيت عايطه وخايفه بسبب كده.


اومأ له بفرحه من قلبه لينهض وهو يهم بالرحيل ف اوقفه نادر بقول...

- وزي ما قولتلك ي عمي طلعت تاجي كل يوم متنكر عندنا علشان امي وخالي.. مش عايز يحصل مشاكل وبنفس الوقت عايزك تشتغل علشان مصاريف أسرتك.


- تمام ي بني.. تركه واقفاً وداخله شعور غريب يداهمه فكل ما تذكر طريقه حديثها وعفويتها ابتسم دون شعور منه


*********************************************


- انا وحشتني صبا اوي ي فاروق.. انا مش عارفه هو احنا ليه قاعدين حاطين ايدنا ع خدنا ومش عارفين نعمل حاجه وسيبناها تضيع مننا كده.


فاروق بحزن...

- انا مش مصدق ان صبا مش موجوده بالبيت حوالينا ودايره توزع طاقات ايجابيه بالبيت زي ما بتعمل.. ازاي اختفت من حياتنا مره واحده كده.... انا مسكتش ومش ساكت ولسه لحد الآن بدور عليها ومبلغ اصاحبي وناشرين كتيرر ومفيش امل ف رجعوها.. ي ترى ايه اللي حصلها او هي راحت فين.


سلوى ببكاء...

- انا مش عارفه ليه ربنا بيعاقبنا كده وليه بعدها عننا... هو احنا غلطنا ف حاجه علشان كده بيعاقبنا عليها.. ؟؟؟


فاروق : انا رايح النهارده برضو لإبن صاحبي يبقى ظابط ف المخابرات وهكلمه عن اللي حصل وهشوفه هيقدر يساعدنا ولا لأ.


- ي رب يقدر ي فاروق وصبا نلاقيها مره واحده رجالنا البيت


- ان شاء الله.. ادعيلها اوي ي سلوى وان شاء الله خير


****************************************

اشتقتُ لِ عينيك التي تُرِبكُ قَلبي.


كانت بفراشها متسمره كالجماد وهي تتذكره وتتذكر لحظاتها منذ ان كانت طفله.. تتذكر جيداً اهتمامه الشديد بها وخوفه عليها... فهل ي ترى قد نسي كل هذه الأوقات الجميله التي قضياها سوياً... هل يمكن انه منذ ما علم موضوعها هي وشريف تقزز منها وبعدَ..؟! افكار كثيره كانت تدور بذهنها لم تخرج من هذه الأفكار إلا ع صوت دقات هاتفها المُتكرره لتلتقط هاتفها بتعجب هاتفه...

- خالتو..! ردت عليها بترحيب قائله...

- سلام عليكم ازيك ي خالتو عامله إيه..؟


- ازيك ي رنيم ي بنتي عامله ايه..؟


- الحمد لله ي حبيبتي.. انتي إيه اخبارك؟


- انا تمام نحمده بقولك ي بنتي كنت عاوزاك تاجي تقعدي معايا لليل عمل ما ماجد ياجي علشان عنده مأموريه من الصبح ومش راجع إلا آخر الليل وانا بصراحه ماله وكنت ناويه اجي اقعد مع أمك شويه لكن رجلي وجعاني اوي فقلت اتصل بيكي تاجي تقعدي معايا.


ف هذه فرصه ذهبيه لها... ف هي تود رؤيته بأي وسيله وها قد أتت إليها لتتنهد بتوتر وهي تقول...

- طيب ي خالتو انا جيالك.


- طيب ي حبيبتي مستنياكي وكمان عملالك البقلاوه اللي بتحبيها.


- تسلميلي ي خالتو.. يلا سلام هقوم البس ومسافه السكه هكون عندك.


ارتدت رنيم ثيابها وانتهت وخرجت.. تستأذن من امها ف وافقت.. وولجت رنيم مسرعه الي منزل خالتها.. تدعو الله أن تراه قبل أن تغادر.


وع الجهه الأخرى بالشركه التي يعمل بها هشام.. كان واقفاً مسنداً ع يديه بعصبيه وهو يهتف...

- يعني إيه ي مجدي معرفتش عنها حاجه... انت كنت واعدني إنك هتعرف وليك حبايبك هيعروفوا.. خلتني اتكل عليك ومدورش انا ع اختي بمعرفتي.


- اعمل إيه ي هشام طيب...! انا عملت اللي قدرت عليه وزياده كمان.. أختك مختفيه خالص ومحدش عارف هي راحت فين اصلاً واحتمال كبير متبقاش بالقاهره... القاهره كلها فصصتها ومفيش اخبار عنها.. معقوله مثلا تكون تاهت ف محافظه تانيه وحد خطفها هناك...! طيب معقول تكون كانت رايحه تقابل حد معين قبل ما تاخد الفستان ومعرفتش ترجع تاني...؟! انا دماغي جابت آخرها حقيقي ي هشام.. اختك سهرايتها سهرايه وشكلها كده اتقفلت بالضبه والمفتاح ومحدش هيعرف هي فين.


اوقفه هشام بصياح مردفاً...

- خلاااص بسس.. روح مكتبك ي مجدي وانا هعرف اتصرف.. لازم صبا ترجع.


- طيب انا من رأيي ي هشام المحافظات القريبه من القاهره ندور فيها ونعمل اعلانات عنها.. احتمال كبير تبقى بأي محافظه.


أدار هشام ما قاله بعقله.. ثوانيٍ واردف بالموافقه ليهم مجدي بالرحيل تاركاً هشام يجلس ع كرسيه وهو يبعد ظهره إلى الخلف قائلاً بحزن...

- ي ترى انتي فين ي صبا... ؟!


********************************************


- ي نهاار...! هو مش ده نفس الواد بتاع الحفله الغلس ..؟!


- بااس يخربيتك هتفضحينا.. اسكتي خالص دلوقتي عمل ما يمشوا وهفهمك


- هووو جاي ليه الزباله ده..؟!


- الله يخليكي اهدي انتي دلوقتي والله وهفهمك وبيني إنك عادي قدامهم كلهم ي دهب... وفين اخوكي يحيى؟


- جاي ف السكه هو وماما.. بس انا هموت من الواد البارد ده.. الواد قاعد وحاطط رجل ع رجل.. لو تسيبني عليه والله هقتله.


كان كريم يراقبهم من بعيد.. ف عرف تلك الفتاه الأخرى التي تُدعي دهب صديقتها.. لتقترب لمار بخجل قائله...

- منور ي عمو.. منوره ي طنط.


ليلى : انا مش مصدقه لحد الان ان حضرتك ي مرسي بيه تبقى والد كريم.. ده يحيى هينبسط اوي.


مرسي : ده انا اللي مبسوط ان ابني عرف يختار بنت كده.. الله اكبر عليها...


اردفت والده كريم بتساؤل...

- هو انتي ي حبيبتي معنديش قرايب خالص..؟!


احتدت ملامح لمار التي شردت بالفراغ بحزن لسؤالها.. فأسرع كريم بالرد نيابهً عنها...

- لأ ي ماما اهل لمار متوفين من كذا سنه بحادثه وهي عاشت لوحدها الفتره دي.


ليلى بتدخل..

- احنا زي أهلها ي مدام انتصار... يحيى اخوها الكبير ودهب اختها وانا كمان وطنط حوريه زي مامتها يعني احنا أهلها.


طالعتها لمار بسعاده لما قالته لتعيد نظرها الي تلك السيده بقول...

- زي ما قالتلك كده ي طنط هما عيلتي بعد اهلي الله يرحمهم


- الله يرحمهم ي حبيبتي ويغفر ليهم


بهذا الوقت وصل يحيى ليجد دهب جالسه بمفرها بعيده ليهتف بتساؤل...

- مالك قاعده لوحدك ليه؟!


اجابته بتوتر قائله...

- كنت مستنياك لما تيجي علشان ادخل معاك.. اومال فين ماما صحيح..؟


- أمك اتححجتلي وقالت إنها تعبانه النهارده ف جيت لوحدي.


- طيب ي يحيى تعالي ادخل بسرعه علشان هما جوا من بدري ومستنيينك.


دلف يحيى معها بهدوء لثوانيٍ معدوده عندما وجد مرسي الديب من يجلس وبجواره زوجته وشاب ما ليتهف بتعجب...

- معقووول حضرتك هنا...؟!


نهض مرسي بترحيب وهو يحتضنه بقول...

- ازيك ي يحيى.. واحشنيي ي جدع


يحيى بعدم فهم...

- انا مش فاهم حاجه..!!


مرسي : اقعد بس وافهمك.


جلس يحيى وهو ما زال متعجباً بوجوده ليردف مرسي بحب..

-انا جاي اطلب ايد الانسه لمار لابني كريم ي يحيى بيه.


صُدم يحيى بعض الشئ وهو ينظر إلى كريم الذي كان يجلس فقط مصوب النظر الى حبيبته فأعاد نظره الي لمار بتساؤل..

- هو ده ي لمار.؟


امأت برأسها ليعيد نظره إلى مرسي هاتفاً...

- انا مصدوم شويه ي مرسي بيه علشان هي مبلغتنيش انه يبقى ابنك.


مرسي : ودي احسن حاجه ي يحيى.. ع الله نكون فاجئناك.


اسرع كريم متسائلاً...

-ها ي يحيى بيه رأيك ايه؟


- والله الرأي رأي لمار ف الاول وف الأخير.. ها ي لمار رأيك ايه؟


ابتلعت ريقها بهذه اللحظه التي تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها.. لا تعرف لما لم تخبرهم الحقيقه وحقيقه هذا الجواز.. لا تعرف ما منعها من البوح..؟! طالعت كريم بتوتر وخوفاً من ما سيفعله لو رفضت فوجدته ينظر لها بتعجب وخوفاً من أن ترفض بعد كل هذا ليعاود التساؤل مجدداً...

- رأيك ايه ي لمار ؟


وجدت لهجته لم تدل ع التهديد.. ف كان شاباً اخر جالساً من نظراته لطريقه حديثه..! تركت العنان وهي تردف بإستسلام...

- مو.. موافقه.


تعالت أصوات الزغاريط من قبل والدته.. وأيضاً فرحت ليلى لها بشده لكن كانت دهب جالسه لم تفقه اي شئ مما حدث... وبإنتظار استجواباتها.. وأيضاً يحيى ما زال إلى الآن غير مرتاحاً.


ابتسم كريم بداخله لموافقتها فوعد الله أن يحافظ عليها ويصونها وان يسعدها دائما .... ف ها هي الآن ستكون له قريبآ.. سيُكتب اسمها ع اسمي..! كانت تغمره السعاده ولمار التي كانت تجلس لا تعرف هل هي سعيده ام حزينه.. فكانت لم تستطع ان تفسر ما يحدث... لما وافقت الان..! انا لستُ خائفه من ما سيفعله فلما وافقت بهذه السهوله... حاولت العثور ع جواب لكان باتت بالفشل.


بعد مده من رحيلهم نهض يحيى ورحل هو ودهب بسيارته لتدلف دهب وهي بقمه صدمتها وهي تردف...

- بس انا حاسه ان العريس مش كويس ي يحيى.


يحيى بتعجب..

- مش كويس ازاي يعني..؟!


- قصدي يعني من شكله. انا معرفش.


يحيى بضحك..

- طيب ي اختي ياللي بتاخدي بالشكل.


ف كان يقود سيارته ليوقفها مسرعاً بذهول وهو يرى أمه تدلف الي شقه ما بتخفي وهي تنظر إلى كل مكان حولها.. تصنم يحيى لما يحدث... ماذا هي تفعل هنا..؟! ولما جائت..؟!


دهب بتعجب...

- ايه وقفت العربيه ليه..؟!


هرول يحيى كالمجنون من السياره وهو يصيح بها كي لا تخرج منها وبالفعل تسمرت مكانها بصدمه من ما فعله.. فأين رحل الآن..؟!


استمر يحيى بمراقبتها حتى وجدها تدلف الي شقه ما بمفتاح خاص... دلفت بهدوء وهي تغلق ورائها بحذر.


اقترب يحيى وهو يشتعل ناراً بداخله... اخذ يطرق الباب بتوتر لما سيراه بالداخل... مرت دقيقتان او اكثر ووجد من يفتح الباب ليشهق يحيى متنحياً الي الخلف بصدمه وهو يصيح...

- عمي رحيم...!!!!!!!

*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثلاثون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة