-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثانى

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثانى من رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثانى

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

رواية أرض زيكولا

رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد - الفصل الثانى

كان خالد يظن انه يتحدث لنفسه وحيدا ... ولم يكن يعلم ان هناك من يستمع حديثه الي نفسه بصوت عالي خارج الحجره ... حيث وقف جده مجاوزا لباب الحجره يستمع الي ما حدث به نفسه ... رغم هذا لم تبد ع وجهه اي دهشه وكان ما سمعه من حديثه عن نزوله السرداب امر لم يمثل له اي اختلاف ... بل بدا كانه امر متوقع حدوثه ... وظل واقفا حتي صمت خالد واغلقت انوار حجرته وساد الهدوء المكان ... لم يقطعه الا هذا الصوت المميز الذي يعلمه جيدا حين ينام حفيده

بعدها غادر متكئا ع عصاه الي حجرته حيث جلس صامتا ع اريكته لدقائق ثم حرك عصاه ليجذب بها صندوقا خشبيا صغيرا بدا عتيقا وفتحه ... واخرج منه البوم قديما للصور غطي الكثير من الاتربه ... وبعدها ازاح عنه الاتربه بدأ يقلب ف صفحاته صفحه تلو الاخري .. ويشاهد ما به من صور حتي توقف كثيرا عند احداها

ف اليوم التالي استيقظ كل من خالد وجده مبكرا كما تعودا دائما فخالد لديه عمله المبكر ... وجده لا ينام بعد صلاه الفجر ... ويظل يقرأ ف كتاب الله حتي ينهض خالد فيتناولا افطارهما سويا .... والذي تعده لهما فتاه تسكن بجوارهما قد اعتادت ع هذا منذ سنوات ... حتي جلس خالد وكان ينظر الي جده بين الحين والاخر وكانه يريد ان يخبره شئ... حتي قطع صمته وسال جده : عبدو ( كما كان يحب ان يناديه ) ... انت تقدر تعيش لوحدك ؟
فنظر اليه جده ... واظهر انه لا يفقه سؤاله : انت عايز تسافر ولا ايه ؟
صمت خالد ... ثم نظر اليه مجددا : لو سافرت لفتره قليله تقدر تعيش لوحدك ؟ ثم اكمل وكانه يوضح كلامه : انا عارف ان كلامي صدمه ليك .. بس انا قررت اني اسيب البلد لفتره ... واقسم لك اني هرجع ف اسرع وقت .. ومش هتحس بغيابي ... ثم حاول ان يبرر حديثه :
انا هسافر اي مكان الاقي فيه نفسي .... احس فيه بوجودي .. انت عارف ابن ابنك خريج كليه التجاره بيشتغل ايه ؟
جده: اه ... شغال ف مخزن ادويه
خالد : ابن ابنك شغال شيال ف مخزن ادويه ... شيال ... هات الكرتونه دي حطها هنا. ... خد الكرتونه دي وديها هناك
ثم هم بالوقوف ليغادر ... وقال لجده : هسافر فتره مش طويله ... ثم التفت خارجا ... حتي اوقفته كلمات جده : انت ليه بتكدب يا خالد ؟... انت ليه مش عايز تعرفني انك عاوز تنزل السرداب ؟
كانت تلك الكلمات كالصاعقه التي وجهت الي خالد بعدما اختلق رغبته ف السفر لفتره كي لايعلم جده بذلك ... ويظن انه اصيب بالجنون ... ولم يعلم كيف عرف جده بنيته ... فنظر اليه مرتبكا : سرداب ؟! ... انت عرفت منين ؟... اقصد سرداب ايه ... وكلام فاضي ايه
فاكمل جده : عرفت من زمان ... من زمان جدا ... ثم امره بالجلوس مجددل ... وساله ف جديه : انت عايز تنزل السرداب ليه ؟
صمت خالد ... ثم تحدث محاولا ان يجل الحدث مزحه : انت ليه مصمم ع حكايه السرداب دي ... انا بقول انا هسافر
اعاد جده سؤاله : خالد انت عايز تنزل السرداب ليه ؟
فلم يجد مفرا واخرج زفيرا طويلا واجاب : عايز انزل عشان اثبت لمني وابوها اني بطل ... اني مختلف عن غيري
فساله جده : بس ؟
فاجابه ف تعجب : ايوه بس ..... واكمل .. ومين عارف ... يمكن الاقي الكنز اللي انتوا كنتوا نزلتوا قبل كده عشانه
فكرر جده سؤاله : بس ؟
خالد : ايوه
فقال جده ف جديه : انت مش عايز تنزل عشان كده
فنظر اليه خالد متعجبا من الجديه التي لم يرها ع وجهه من قبل ... حتي اكمل جده
افرض .. ان مني اتجوزت حد تاني ... هتنزل السرداب ولا لا ؟
فصمت خالد ... واكمل جده : عمري ما هصدق انك عايز تنزل عشان مني ... انت عايز تنزل لسبب تاني تماما ... سبب نزولي ونزول غيري .... السبب اللي بيجري ف دمنا .... ودمك ودم ابوك ... السبب هو حبنا للمجهول ... حبنا للتمرد ... حبنا لاكتشاف حاجه جديده ... حبنا للاختلاف .... لما كنت صغير كنت بحكيلك عن السرداب وانت بتعيط .... ويمكن كنت بتبص لها انها مجرد حكايه علشان اسكتك بيها لكن صدقني كنت عارف ان هيجي يوم ووكبر واحكيلك من تاني عن السرداب ..... مجرد حكايه صغيره عنه وهتنتفض من جواك ..... ما انت ياما رفضك ابو مني ..... وكانت عارف سبب رفضه ... اشمعني المره دي اللي حبيت تكون فيها بطل ... لحد ما جه اليوم ده امبارح ... وحصل جواك نفس اللي حصل لابوك يوم ما حكيت له عن السرداب ... بس الفرق اني عرفت انك عايز تنزله ... اما هو راح فجاه
فقاطعه خالد : ابويا نزل السرداب ؟؟
فاجابه : مش ابوك لوحده ... ابوك وامك معاه ... كانوا فاكرين انهم هيروحوا رحله صغيره ويرجعوا ... عشان كده سابوك وانت ابن سنتين ... وقالوا راجعين بعد ايام ... لكن الايام بقت شهور والشهور بقت سنين والسنين فاتت ومرجعوش والبلد كلها عرفت انهم ماتوا ف حادثه ... والكل شكر ربنا انك مكنتش معاهم ونجيت من الحادثه دي ... لكن الحقيقه انهم نزلوا السرداب ... ثم تنهد واكمل ..... عمري ما انبتهم ع كده ... بقول لنفسي ما انت كمان نزلت السرداب وكنت فخور بنفسك ... بس الفرق ان ربنا نجاك
ثم نظر الي خالد : عشان كده عمري ما هزعل انك كمان تنزل السرداب حتي لو كنت عارف ان قرارك ده ممكن يبعدك عني ... بس لازم تكون متاكد انك نازل من جواك انت ... مش نازل لسبب وهمي حاطه لنفسك هو مني
وهم بالوقوف ... ومشي بضع خطوات معطيا خالد ظهره
ساعه ما تقرر قولي ... لان لسه كلام كتير عن السرداب فوريك ... حد غيري هيقوله لك

بعدها غادر خالد ولم يتجه الي عمله كما كان يذهب كل يوم بل توجه لمقابله مني بعدما هاتفته وطلبت مقابلته باحد الاماكن داخل جامعه المنصوره ... حيث كانا يلتقيان دائما ... وف طريقه لم يشغل باله سوي حديث جده اليه ... وهل يرغب ف نزول السرداب حبا لمني ام حبا للمغامره ... ثم تذكر حديث جده عن والديه اللذين لا يعلم عن هيئتهما شيئا فقد وجد نفسه دائما مع جده ولم ير صوره واحده لابيه او امه .. لم يساعده ع تخيلهما الا كلمات بعض اقاربه ... انه طويل مثل ابيه فقد كان تقريبا ف مثل طول ابيه الذي يبلغ اكثر من مائه وثمانين من السنتيمترات كما كانوا يقولون له وكتفاه العريضان والبنيه القويه ... هذه اشياء يقولون انه شابه اباه فيها ... اما اقارب امه فطالما اخبروه ان شعره الاسود الداكن وابتسامته الدائمه يظلان شبها دائما بينه وبين امه

بعدما عاد بتفكيره الي ذلك الرجل الذي اخبره جده ان لديه كلاما كثيرا عن السرداب وهذا الاسم الذي سمعه لاول مره ... سرداب ( فوريك ) وظل تفكيره منشغلا حتي وصل الي المكان الذي كان يقصده لملاقاه مني ... فوجدها ف انتظاره بحجابها المميز والوانه المتعدده وعباءتها السمراء التي طالما داعبها واخبرها انه يتشاءم حين تقابله بتلك العباءه فنظر اليها بابتسامه فلم تبتسم كعادتها وقالت : انا متاسفه ان بابا عمل معاك كده للمره التامنه
فضحك : لا انا خلاص اتعودت ... انا بقيت مفضوح ف البلد اساسا ... الناس بتقول عليا اني ضربت الرقم القياسي ف رفض جوازك بيا ... والي المفروض ادخل موسوعه جينيس ... قال تلك الكلمات كي يخرجها من حاله الحزن التي وجدها بها ... ولكن دون فائده فاكملت : انا كنت مفكرت زيك ان بابا عاوز حد مختلف. .. بس للاسف بابا اتغير فجاه
اندهش خالد : يعني ايه اتغير ؟؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى من رواية أرض زيكولا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا الجزء الأول
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة