-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

روايات رومانسية كاملة | رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل الستون"الأخيره

مرحبا بكم متابعين قصص 26 موعدنا في قسم روايات رومانسية كاملة والكاتبة فاطمة رزق والفصل الستون برواية عصفوره تحدت صقراً 

وَعَـىَ على مُر الحياهِ ، حين إِصطَدم بواقِعِــهِ .. فنشأَ على كُره حــواءَ ، فلم تكن يوما منزلُــهُ .. وبنفورِهِ جعلَ الجواري تَشتهى قُربَــهُ .. فعُزِزَ الغُــرور في نفسهِ ، بأنُ لا مِثل لـهُ .. فأتتْ هي قبل أن ينخدِعَ بِظَنــهِ .. لتُريهُ مدى ضآلة حجمــهِ .. فليست من الجــَواري، ولا أَمـه يروق لها منزلــُه .. هي سيـدةٌ فى قصرٍ من الحيــاءِ تزينت جُدرانُـهُ .. هي سيـدةُ حسنـاءٌ ، تملك من الكـِبْرِياءِ ما تَكبَح بـِهِ غـرورَهُ .. فقطعَ العهــودَ والمواثيــقَ على نفســهِ .. بأن أيامها القادمــةُ ستكونُ داخلَ جحيمــهِ .. ولِتـَـرى ابنه حــواء ذاك الذي قَـللتْ من شأنِــهِ .. كيف يَسوقهـا إلى هاويةِ الهـلاكِ بنفسـهِ ..! هل ستقاوم سَبيـهُ ، أَم هل ترضـخُ لــهُ ؟ هل ستعيش حبيسَــةً ، أَم سيُجّــلِي قَيــّدَهُ ؟ اللي مشفش الفصل الرابع يقدر يشوفه من هنا رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل التاسع والخمسون"


روايات رومانسية كاملة | رواية عصفوره تحدت صقراً "الفصل الستون"الأخيره

عصفوره تحدت صقرا

الفصل الستون و الأخير


٢٠١٦
كانت ممسكة بخصلةٍ من شعرها و تمررها على وجهه و هو نائم، حتى بدأت عيناه تتحركان، و بدأ يتحدث بصوتٍ ناعسٍ منزعج:
-إرحميني بقى عاوز أنام، النهاردة أجازة!
أجابته بهدوءٍ و هي لاتزال تضايقه:
-ما عشان النهاردة أجازة لازم تصحى بدري!
فتح عينيه لثوانٍ ثم نظر لمعصم يدها قبل أن يسحبها بسرعة و يحتجزها بين يديه قائلاً و هو يعيد إغلاق عينيه:
-نامي يا حبيبتي النوم جميل و الله
هزت رأسها نافيًا عدة مراتٍ قبل أن ترفع يديها إلى وجهه و تضع إصبعها على وجنته، ثم أنفه، ثم عينه، ثم جبهته..
-جوري!
-أمممم؟
-بتعملي إيه يا حبيبتي؟
-بصحيك
-ليه؟
-عشان النهاردة الجمعة! و المفروض نصحى بدري عشان نلحق الصلاة
-الساعة كام؟
-حسبي الله!
-فيا!
-لأ طبعًا، بس ممكن يعني نص ساعة كمان؟
ضحكت، ففتح عينيه لينظر لها.. حسنًا بالطبع النوم جميل لكن ضحكتها أجمل.
أجابته هي بهدوءٍ بعدها:
-أصل أنا جعانة
اعتدل هو على الفراش و أردف بيأس:
-أنا عارف لما تحطي في دماغك تصحيني، لازم أصحى
نزلت هي من على الفراش سريعًا و هي تقول:
-خمسة و الأكل يبقى جاهز، أعبال ما تكون إنت غسلت وشك
ثم خرجت من الغرفة، فنزل من على الفراش و هو يتحسر على نومه الذي قل في الآونة الأخيرة، لكنه لم يذهب للحمام الذي في غرفته بل خرج من الغرفة ذاهبًا في نفس المسار الذي سارت منه منذ قليل.. ليقف في النهاية على عتبة المطبخ يرقبها و هي تحضر الطعام، لكنها لم تكن وحدها، كان هناك طفلة صغيرة تقف على كرسيٍ صغير و تغسل بعض حبات الطماطم بجانبها، و طفلٌ آخر مشابهٌ لتلك الطفلة كثيرًا يضع الأطباق على الطاولة..
ابتسم عفويًا و قد كُتفت يداه و هو ينظر لهما بتلك النظرة الحانية، تلك النظرة التي تقول.. هذه مملكتي الخاصة لا أحد يقترب.
-أبي!
انتبه هو لطفله الذي يقف على مقربةٍ منه، فانحنى قليلاً ليصبح بمستواه، ثم حمله قائلاً بمرح:
-بتساعدوا أمكم؟
أومأ الطفل رأسه مبتسمًا، فقبل وجنته قائلاً برفق:
-طب يلا انزل معطلكش أنا روح ساعدها
ثم أنزله فركض الطفل إلى حيث كان بينما كانت الفتاة قد انتبهت لوجوده فأنزلتها جويرية لتذهب إليه، بينما هو قد سار نحوهما و حملها هي الأخرى قائلاً و هو يتظاهر بالجدية:
-شكلها تعبتكم معاها صح؟
هزت الفتاة رأسها معترضة و هي تجيبه:
-لأ يا أبي، أمي بتقول مش تعملوا كتير عشان مش تتعبوا، بس أنا بحب أعمل
-و أنا كمان
قالها الصغير و هو يتقدم نحوهم، بينما نظرت له جويرية بتشفٍ و هي تكتف يداها
-إمممم يعني كلكم ضدي ماشي
ابتسمت له زوجته بهدوءٍ و هي تمسك بإحدى أطباق الطعام، و من ثم أجابته بروية:
-أبدًا يا حبيبي مين قال كدة؟
ثم وضعت الطبق في يديه و هو ينظر لها بدهشة لتتابع هي بعدها بجدية:
-يلا ودي الطبق دة هناك و تعالى خد التاني
رفع حاجباه باستنكار، بينما ضحك الطفلان معًا، فأنزل هو صغيرته، و تحدث بغيظ:
-يومٌ لك و يومٌ عليك!
ثم ذهب و وضع الطبق على الطاولة، و جلس متذمر الوجه، فأمسكت هي بيدي طفليها، و ذهبت نحوه بابتسامتها المعهودة، و حين وقفت أمامه نظرت لطفليها و قالت بجدية:
-أُثيلة، أَثال، إحنا زعلنا أبي ينفع كدة؟
رفع هو حاجباه ساخرًا، في حين بادلها التوأمان نظرةً هزلية، فتابعت بهدوء:
-أنا هصالحه الأول و بعدين دوركم..
ثم دنت منه و قبلت خده هامسة في أذنه برفق:
-عملالك مفاجأة النهاردة
نظر لها باسمًا و سألها بحماسٍ مفاجئ:
-مفاجأة إية؟
ابتسمت له و لم تجبه بل حركت رأسها نافيةً و نظرت لطفليها قائلة:
-يلا دوركم
هجم عليه الطفلين قبل أن تنهي هي حديثها حتى، ففتح هو ذراعاه لهما و احتضنها و هو يضحك مردفًا بـ:
-طيب طيب حيلكم!
قبلته أُثيلة في خده الأيمن و فعل أَثال في خده الأيسر، فضمهما هو إليه و قبل كل واحد منهما في رأسه، ثم أنزلهما و قد تعلقت عيناه بتلك المبتسمة خلفهما ترمقهم بنظراتٍ لو وزع دفؤها على الأرض لما انتهت، أحيانًا كان يسأل نفسه من أين لها بهذه النظرة الحنون؟ يكاد يُقسم أنه قد شعر بحنو تلك النظرات مُذ رآها أول مرة، حتى خلف كل ذاك الجليد كانت نظراتها الحانية تطفوا في بحور عينيها..
-صُهيب!
انتبه لها تناديه، فأجاب بهدوء:
-نعم؟
نظرت للطعام و تحدثت:
-الأكل هيبرد..
ثم أمسكت رغيفًا و قدمته إليه متابعةً:
-يلا كُل
أخذ الرغيف منها، و بدأ يتناول طعامه بعد أن ذكر الله تعالى و اختصه بالشكر..


-يا فيروز إنتي بتدلعيها كدة بجد، دي أخدت مني في الأسبوع دة بس ٣٠٠ ج و معرفش وديتهم فين!
هذا ما أردف به معتصم بغيظ حين رآها تعطي ابنته بعض النقود، فنظرت له تالا بحزن ثم أعادت المال و هي تقول بضيق:
-خلاص يا ماما، مـ..
أغلقت فيروز يدها على ما معها من مال، ثم قاطعتها قائلة بصرامة:
-تالا أنا قولتلك خديهم، و يلا عشان متتأخريش على الدرس بتاعك
أومأت رأسها ثم خرجت من الغرفة و هي ترمق والدها بحزن، و هو ينظر لها بانزعاج حتى غادرت، فتقدمت فيروز و وقفت أمامه قائلة بهدوء:
-معتصم، أكيد أنا مش بدلعها و عارفة بنتي صرفت الفلوس دي في إيه عشان كدة ساكتة
نظر لهبحيرة و سألها:
-قصدك إيه؟
أخذت نفسًا هادءًا قبل أن تستطرد:
-في اليوم اللي إنت اديتلها فيه مصروف الأسبوع هي راحت المدرسة و عرفت إن واحدة من زمايلها عندها مرض خطير أجارنا الله، مريضة بالسرطان، و هي لازم تسافر برا تتعالج هناك، و أهلها معهومش اللي يكفي الموضوع دة، فهي أول ما عرفت راحت قالت لصاحبتها يتجمعوا و يجيبولها فلوس عشان تتعالج، و هي بدورها إتبرعت بكل الفلوس اللي معاها، حتى اللي كانت محوشاهم.
تملك معتصم الشعور بالصدمة و ظهر ذلك جليًا في نبرة صوته و هو يسألها:
-تالا قالتلك كدة؟
حركت رأسها نافيةً و أجابته بجدية:
-لأ أنا لما لقيتها صرفت كل فلوسها استغربت خاصةً إنها أصلاً من النوع اللي مبتصرفش كتير دة في الطبيعي أصلاً آخر الأسبوع بلاقيها محوشاهم.. فاتصلت بصاحبتها و سألتها و اتفاجأت إنها اتبرعت بيهم كلهم!
وضع هو يده بين خصلات شعره و تحدث بندم:
-آسف، ظلمتها!
-أنا معرفتهاش إني عارفة يا معتصم، متعرفهاش إنت كمان لأنها مبتحبش تعمل خير و تقول عليه
ابتسم لها رغم ما يعتريه، و دنى منها أكثر، ثم أمسك يدها و قبلها قائلاً برفق:
-ما هي مكنتش هتطلع كدة أصلا لولا تربيتك!
بادلته الإبتسامة و أجابته برقة:
-لا يا حبيبي، إنت طبعًا اللي..
و ما كادت تنتهي حتى سمعت بكاء طفلٍ صغيرٍ يصدر من غرفتها.. فهزت كتفها و رأسها قائلة بابتسامة مرهقة:
-أثير صحت تاني هروح اشوفها
اعترض طريقها و هو يرد عليها بجدية:
-ارحمي نفسك شوية، إنتي منامتيش من امبارح..
-بس أثير بتـ..
قاطعها بهدوء و هو يقودها لغرفة تالا:
-أنا مع أثير و إنتي مع النوم يلا يا حبيبتي ارتاحي شوية
ثم تركها حين أدخلها الغرفة و تأكد أنها جلست على الفراش ليذهب هو إلى طفلته الصغيرة، فحملها و ظل يدندن ببضع كلماتٍ حانية في أذنها حتى تنام من جديد...

...............

انحنى هو حتى يصل لمستوى تلك الجالسة على الأريكة و تبكي، ثم وضع يده على ذقنها ليرفع رأسها إليه و يتحدث بخفوت:
-طب إنتي بتعيطي ليه الوقت؟
زادت دموعها غزارة و هي تجيبه بانفعال:
-عشان كل يوم أكون عاوزة نخرج سوا و نقضي وقت مع بعض تقول عندك شغل، حتى النهاردة الجمعة، بجد زهقت يا براء!
رفع يده الأخرى إلى وجهها و أخذ يمسح دموعها و هو يجيبها برفق:
-بس قولتلك مش هطول، شوية بس و هرجع و هنخرج بعدها!
وقفت هي و مسحت دموعها المتبقية، ثم تركته و هي تتحدث بغضب:
-روح يا براء الشغل خلاص..
وقف سريعًا و أمسك يدها ليمنعها من الذهاب، ثم ناداها بهدوء:
-ديما؟
نظرت له و الدموع ما تزال تترقرق في مآقيها، فترك هو حقيبة العمل التي كان يمسك بها و ألقاها على الأرية بجانبه قائلاً:
-يولع أم الشغل اللي يخليكي تزعلي كدة، تعالي نخرج
هزت رأسها بضيق و هي تجيبه:
-لأ خلاص روح مش عاوزة اعطلك
ضم يدها بكلتنا يديه و هو يجيبها:
-عارف والله إني مقصر جامد بس كانت قضية صعبة جدًا، بس خلاص يا ستي هكلمه النهاردة و اعتذر عن المقابلة.
ثم وضع يده على كتفها قائلا بمودة:
-المهم مشوفش الدموع دي في عينك تاني، و خاصةً لو كانت بسببي!
نظرت له للحظة قبل أن تردف بقلق:
-أنا كدة هخسرك القضية صح؟
قربها إليه و هو يبتسم بهدوء و يجيبها:
-لا يا حبيبتي، لسة أسبوع كامل على ميعاد المحاكمة النهائية، و النهاردة بس كنا عاملين قاعدة عشان نتناقش في كذا حاجة في القضية دي.. لو أجلت لموضوع لبكرة مفيش مشكلة.
سألته بترقب و هي تفرك عيناها لتزيل أي أثرٍ للدموع فيها:
-بجد!
-بجد
ثم تابع و هو ينزع مِشبك الشعر عن شعرها بسرعة:
-يلا يا هانم روحي البسي
ضيقت عينيها بغيظ من حركته التي باتت تتكرر كثيرًا، و أجابته بجدية:
-و هنروح فين؟
-امممم عاوزة تروحي على فين؟
ظلت تفكر قليلاً قبل أن تجيبه بسعادة:
-الملاهي
ضحك على طريقتها الطفولية و أشار بيديه ناحية الغرفة و هو يجيبها ببساطة:
-البسي و نروح
أهدته ابتسامة عذبة قبل أن تذهب نحو الغرفة، إلا أنها توقفت في منتصف الطريق و استدارت لتسير نحوه مجددًا، فضيق هو عيناه مستفسرًا ليجدها تضمه بقوة فجأة، فأطبق ذراعاه عليها قبل أن تتحدث هي بخفوت:
-شكرًا يا براء على كل حاجة.. عارفة إني نكد و الله بس أنا مش بعرف أتحكم في نفسي أما بكون زعلانة. و إنت بقيت بتخرج من البيت كتير و بتوحشني، و يوم الجمعة بيكون بتاعنا لوحدنا و مش بحبك تشتغل فيه
قبل رأسها و هو يرد عليها بحنان:
-المجنونة مراتي، يا بت أنا بحبك كدة، و إنتي لو معتبراها عيب أنا معتبرها ميزة.. البنات بيتخلقوا ضعاف و مش من حق حد يمنعك تعيطي لو عاوزة، و دة ميخليكيش نكدية!
شرد هو للحظاتٍ في خياله و هو يتذكر أخته، فزوجته هي النقيض من أخته، زوجته لا تستطيع أن تخبئ مشارها كما أخته، و مع ذلك أحبها كما لم يحب أحدًا قَبلاً، ربما فقط بعد أن رآها أدرك أن الفتاة لا يضعفها بكاؤها.. أو أن أخته بالفعل كانت تحتاج لطبيب نفسي!
ابتسم لذكرياته، و عاد يبعدها عنه قليلاً و هو يتابع:
-يلا بقى روحي البسي..

............

شيء من الأيام السابقة..
٢٠١٢
طرقت هي باب ذاك المكتب و انتظرت الرد، لكن بلا فائدة، فكررت و كررت و لكن بلا أي فائدة تُرجى، فقامت بفتحه بهدوء و هي ممسكة ببعض الملفات العاجلة في يدها، و حين وجدتهما يصليان في منتصف الغرفة عقدت حاجباها بذهول و ظلت تنظر إليهما و كأنها ترى ما لم تره يومًا..
و ما إن انتهيا حتى نظر هو لها بانزعاجٍ و سألها:
-إزاي تفتحي الباب كدة؟
انتفضت من صوته برغم أنه لم يكن عاليًا لكنها كانت شاردة، ثم أجابته بتعلثم:
-آآ I'm sorry بس files دول مهمين أوي، كنت ناوية أحطهم على المكتب و امشي..
كانت تلك الجالسة بجانبه تنظر لها بحيرة و كأنها تحاول تذكر شيءٍ ما، ثم وقفت فجأة و سارت نحوها و هي تتحدث بهدوء:
-هو احنا اتقابلنا قبل كدة؟
نظرت لها للحظات قبل أن تردف بصدمة:
-جويرية!
ابتسمت لها جويرية، و كتفت يداها و هي تجيب:
-طلاما افتكرتيني يبقى فكريني..
أجابت بخفوت:
-أنا مستحيل أنساكي، فاكرة لما جيتي مرة تشتغلي عندنا في البيت و..
أومأت جويرية رأسها و هي تسألها:
-آه افترتك، إنتي اللي اديتينا الدليل اللي يدين جوزك، مش هنسهالك أبدًا شكرًا ليكي..
كان صهيب حينها قد جلس على مكتبه ينظر لهما بعدم فهم..
-أنا اللي المفروض مديونالك كونك خلصتيني منه، أنا حاولت أوصلك كتير بعد ما وقفت على رجلي.. بس مقدرتش أوصلك
-الدين لله وحده
أخذت الأخيرة تنظر بحيرة لها تارة و لصهيب أخرى قبل أن تسأل بدهشة:
-إنتي مراته؟
أومأت رأسها باسمة، فأعطتها الملفات و هي تقول بهدوء:
-طب الملفات دي مهمة و عاجلة
ثم نظرت لصهيب و تابعت بروية:
-و آسفة جدًا تاني عشان فتحت الباب كدة..
أومأ صهيب رأسه متفهمًا، فانصرفت هي بسرعة، حينها نظر لها صهيب منتظرًا تفسيرها لما حدث، فوضعت هي هذه الملفات أمامه قائلة بتريث:
-أكيد إنت فاكر بيجاد! دي بقى مراته
-نعم و انتي تعرفيها منين؟!!
-فاكر لما جيت عندك المكتب أول مرة بيجاد مكنش أول مرة يشوفني، أنا قبلها كنت اشتغلت عندهم يومين أطبخ و بعدها هو مرة حاول يتعدى حدوده فضربته بالقلم.. و بعدين أنا شوفت مراته مرة قبل المحاكمة و اتكلمنا شوية و هي اتفقت معايا إنها هتديهم أي دليل عندها يثبت إدانته..



شيء من الأيام السابقة..
٢٠١٣
كانتا جالستان أمام البحر الهادئة أمواجه، تتجاذبان أطراف الحديث، ثم نظرت هي لها فجأة و تحدثت بجدية:
-يعني إيه ديانتك؟
أخذت الأخرى نفسًا طويلاً قبل أن تجيب بهدوء:
-أنا من أمريكا يا جويرية، أغلبنا هناك من غير ديانة محددة، أنا معنديش دين.. و عايشة الحياة عادي
ابتسمت لها جويرية بمودة، و أردفت بصوتٍ متريث:
-طب إيه رأيك تجربي دينا؟
-ليه هيزودني حاجة أو هينقصني حاجة؟ أنا عايشة كدة حلو
حركت جويرية راسها بالنفي و هي تجيبها:
-أنا قولت مش هيزودك؟
نظرت لها و سألتها بترقب:
-قصدك إيه؟
-كاثرين، إحنا آه عايشين حلو، بس إيش عرفنا إننا لما نموت برضوه هندخل الجنة؟
-يا بنتي أنا أصلاً عارفة إن الواحد لما يموت كدة خلاص انتهى معدش هيقوم تاني هو..
-طب افرضي إنتي نظريتك غلط؟ افرضي قام تاني!
-أنا بعمل حاجات حلوة كتير في حياتي، أكيد هدخل الجنة!
-طب لو شرط تكوني مؤمنة عشان تدخليها!
-آآ طب افرضي مكانش فيه
-هنرجع لنفس النقطة تاني اللي تخليكي تسألي نفسك سؤال مهم، ليه مبقاش ضامنة آخرتي؟
صمتت كاثرين حين لم تجد ما تجيبها به، فتابعت جويرية بهدوء:
-أنا مش بقولك ادخلي كدة و خلاص، أنا بقولك جربي يوم، جربي الإسلام.. جربي تدعي، جربي و لو متحملتيش خلاص.
-ماشي هجرب بس لو..
-متقوليش بس، أنا واثقة إنك هتحبيه جدًا..
ثم قفت و مدت يدها لها قائلة بجدية:
-يلا تعالي عشان اقولك تكوني مسلمة ازاي
وضعت يدها في يد الأخرى و وقفت و هي تنظر لها و تردف:
-لولا بجد إني واثقة إنك بتعملي كدة لمصلحتي زي ما ساعدتيني في حاجات كتير طول السنة اللي فاتت، مكانش فاتني سمعتلك، بس أنا واثقة فيكي..

...

شيء من الأيام السابقة...
٢٠١٤
-إياس أنا عاوزة ألبس الحجاب..
نظر هو لها بدهشة بعد تلك الكلمة و سألها بجدية:
-بجد؟!!
أومأت رأسها عدة مراتٍ و هي تتابع:
-أنا كنت عاوزة ألبسه من بدري و..
-بجد و الله؟
-آه و الله
ابتسم لها بسعادة و بدأ يتحدث:
-متتصوريش أنا كنت بحلم باللحظة دي من إمت!
ابتسمت و قد غلف قناع السعادة وجهها و هي تسأله:
-يعني إنت موافق؟
-طبعًا
دمعت عيناها من فرط السعادة و احتضنته بقوة و هي تقول:
-أنا بحبك أوي
حاوطها هو بيداه و هو يجيبها:
-و انا كمان بحبك أوي، متتخيليش لما إنتي قولتيلي إنك دخلتي في الإسلام أنا فرحت ازاي، أنا مكنتش بحب أضغط عليكي، و مكنتش عارف ابدأ معاكي ازاي!
ابتعدت عنه و تحدثت بمرح:
-ما عشان أنا عاوزة أخنقك على طول لازم أكون معاك هنا و هناك
قبل رأسها و هو يقول:
-و انا بحب الخنقة اللي تجمعنا أنا و انتي و ابننا ديمًا
ضحكت و هي تنظر خلفه قائلة:
-جبت في سيرته أديه إجى أهو!
نظر خلفه فوجد طفله الصغير يفرك عيناه و يسير بنعاسٍ و هو ينادي بخفوت:
-ماما!
ذهبت نحوه وحملته باسمة مجيبة إياه برفق:
-يا روح ماما أنا أهو
ثم قبلت وجنته و هي تتابع:
-جعان يا يزيد؟
ذهب إياس نحوهم و وضع يده على كتفها قائلاً:
-لو هو مش جعان أنا جعان جدًا
ضحكت هي ثم أعطت ولدها له متحدثة بهدوء:
-طب خد هروح اعمل أنا أكل...

و بالعودة للزمن الحالي..
٢٠١٦
أنهى صهيب طعامه و حين دلف لحجرته وجد حقيبة زرقاء موضوعة على فراشه فذهب نحوها و أمسك بها، و حين فتحها وجد بداخلها جلبابًا ناصع البياض، و وجد سجادةً للصلاة و زجاجة عطر، فابتسم و نظر خلفه فقد شعر بها و هي تدخل، و أردف باسمًا:
-استني هجربها
ابتسمت له و أومأت رأسها، فذهب هو سريعًا و ارتداها، و حين عاد لم يجدها فاستعجب، لكنه ذهب نحو المرآة لينظر لنفسه، و أثناء هندمته لثيابه رأى شيئًا عجيبًا في المرآة خلفه، فنظر ليجدها تقف خلفه و ترتدي ثيابها كاملة.. لا بل أكثر من كاملة!
-إيه رأيك؟
رفع حاجباه بدهشة و هو يسألها:
-نقاب!
أومأت رأسها و هي تجيبه بهدوء:
-أنا عارفة امبارح إنت اتخنقت ازاي لما واحد في المطعم كان عمال يبصلي، و كنت هتقوم تتشاكل معاه، لولا إنه مشى بسرعة، ففكرت في نفسي ليه أسيب أي حد ميسواش يشوفني!
شعر هو بالفخر من داخله، ثم سألها باسمًا:
-يعني دة السبب الوحيد؟
-العلماء احتاروا لو النقاب فرض و لا سنة، فكنت ناوية ألبسه، بس اللي حصل دة خلاني أستعجل
-خير البر عاجله
قالها بنبرة سعيدة و هو يحتضنها، فضحكت مردفة بحماس:
-يعني مش متضايق؟
سألها بجدية:
-أتضايق عشان مراتي عاوزة تصون نفسها و تحفظ شرفي؟ و لا أتضايق عشان مش عاوزة حد يبصلها غيري؟
مستحيل، أنا فرحان جدًا، حسيت إنك بتخصيني بنفسك أكتر..
-و أنا كمان فرحانة جدًا إنك فهمتني..
-أنا واثق إنك هتكوني أد النقاب دة، و هندخل الفردوس الأعلى كلنا مع بعض، إنتي و أنا و أثيلة و أثال
ثم أغمض عينيه لثوانٍ و هو يدعوا داخله أن يحفظهم الله له، و ينجيهم من كل مكروهٍ و سوء...

تمت بحمد الله

يارب تكون رواية عصفوره تحدت صقراً نالت إعجابكم مستنية أرائكم فيها وأستنونا كل يوم في نفس الميعاد مع رواية جديدة من روايات موقع قصص26 وتقدروا تتابعونا من خلال صفحتنا علي الفيس بوك

مفاجأة 
يُمكنك شراء روايات أو كتب من على الإنترنت لتصلك حتى باب منزلك في أي مكان في مصر 
خصومات هائلة تصل ل 70% والدفع عن الإستلام للتصفح والشراء : اضغط هنا
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة