-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السادس والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السادس والثلاثون من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السادس والثلاثون

رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم

رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السادس والثلاثون

أغلق عمر الهاتف بعد مكالمة أخاه الذي لم يتوقع أنه بهذا السوء ورمى الهاتف جانبه وهو يزفر بحدة وضيق ........
دق قلبه خوفاً على حبيبته من أن يكون أصابها مكروهاً أو تعرضت لأي ضغط من شقيقه لكي تهاتف جارها الرجل الطيب عم محمد كي تطمئنه ، من أين يبدأ وأخاه قد وقف الآن في حصون الأعداء ويحاربه بقسوة ....

********************
بعد ساعات طويلة قد عادت أمل من غيبوبتها وتمتمت ببعض الكلمات حتى لاحظت الممرضة ذلك وأشارت إلى الطبيب وهي تصيح ، أتى الطبيب واتم الفحص الطبي وهو يرى الآن استقرار وأنضباط ضربات القلب على شاشة متصلة بجهاز طبي ثم ابتسم برسمية وقال :-
_ حمد الله على سلامتك
بلعت ريقها الجاف وهي تنظر له بوهن ثم خرجت كلمات متقطعة من بين شفتيها :-
_ عايزة ...أختي ..ليالي
أومئ الطبيب بموافقة وقال :-
_ هي برا ،هبعتهالك حالاً واطمنها عليكي
أرسل الطبيب الممرضة للذي تنتظر بالخارج حتى هبت ليالي واقفة بفزع وهي تشمع اسمها يخرج من فم الممرضة بأنتباه ورسمية وقالت برعشة :-
_ حصل إيه ؟
ردت الممرضة بلطف :-
_ ما تقلقيش ، اختك عايزاكي ، هي فاقت دلوقتي وعايزة تشوفك وأن شاء الله هتبقى كويسة
ابتسمت ليالي ورفعت يدها للسماء بحمد وشكر وراقبها هشام وهو يزم شفتيه بغضب بعد أن اعتقد أن أمل في عِداد الأموات الآن !
ركضت ليالي إلى داخل غرفة العناية مباشرة إلى سرير شقيقتها الذي يتوسط الغرفة وعلى جوانبه ستائر تفصل آسرة أخرى لمرضى آخرين ،اقتربت منها وقبّلتها على رأسها بقوة وقالت وهي بين الابتسامة والدموع :-
_ حمد الله على سلامتك يا أمل ، كدا تخضيني عليكي
نظرت لها أمل بعمق ثم نزفت عيناها دموع صامته ولم تجيب
تابعت ليالي حديثها بنبرة مرتعشة :-
_ مافيش حاجة هتحصل تزعلك تاني ، انا اتفقت مع هشام على كل حاجة وهو عرف غلطته خلاص يا أمل
تنقلت نظرة أمل بشكل على وجه شقيقتها ثم تمتمت بخفوت :-
_ مش قادرة اتكلم ..دلوقتي
أتت الممرضة وهمست بجانب ليالي :-
_ ادام اطمنتي عليها لو سمحتي اتفضلي اخرجي عشان ما تتعبش من الكلام وهي لسه فايقه
ابتعدت ليالي بصعوبة ولم تبتعد نظرتها عن أمل حتى خرجت من الغرفة ووجهت الحديث لهشام بغضب :-
_ انا قولت لأختي أنك هتصلح كل اللي عملته عشان ما ازيدش عليها اللي هي فيه بس قسما بالله لو رفضت لروح لعمر واقوله على كل حاجة واللي يحصل يحصل ، المرة دي مش هسكتلك تاني ومش هخاف من شيء تاني ، أن كان معاك صور وفيديوهات فهخلي عمر ووالدتك يتصرفوا معاك ، وعمر عمره ما هيرضاه اللي أنت بتعمله

زفر بحنق وهو ينظر لها بشراسة وقال :-
_ ماتنطقيش اسم عمر تاني ، ومابحبش التهديد لأني ممكن أعمل اللي لا أنتي ولا أي حد في الدنيا يتوقعه
أشارت له بسبابتها بتحذير :-
_ وأنت ماتعرفش ليالي ممكن تعمل إيه ، انا خلاص مابقتش أخاف من أي شيء هتعمله بعد ما شوفت أختي في الحالة دي ، وعمر مش هيسيبني وهيهد الدنيا عشاني ، انا وعمر بنحب بعض ،فااااهم يعني إيه بنحب بعض ،يعني مستحيل أكون لحد تاني غيره لأنت ولا غيرك ،انا ليه هو وبس

اشتعل الشرر في عينيه من الغضب وهتف بها غير مبالي بمرور أحد الممرضات بالقرب :-
_ ولو أخر يوم في عمري مش هتكوني لحد غيري وبالخصوص عمر ،وانا ممكن أعمل أي شيء لو بس حسيت أنك هتبعدي عني

لم تصدق ليالي مدى الاصرار الغريب بمقلتيه وفي نبرته قالت غاضبة :-
_ انت مش طبيعي ، انت ازاي بتفكر تتجوزني وانت متجوز أختي وحامل منك ، انا ده كله كنت فاكرة أنك بتعند مع أخوك وبس ،ماكنتش متخيلة انك بتفكر بالطريقة دي وبتتكلم بجد !!

سخر منها وقال :-
_ مش هنكر أن في الأول كنت واخد الموضوع عند ،لكن دلوقتي انا فعلا بحبك بجد ، عارفة يعني إيه أكون مستعد أسيب كل حاجة عشانك ،عارفة يعني إيه مستعد اتعدى كل الحدود عشان اتجوزك ، انا مش بفكر في حاجة غيرك من ساعة ما شوفتك

هتفت به بكره :-
_ انت ما بتفكرش غير في نفسك ، وانا بحتقرك من ساعة ما شوفتك وعمري ما حبيت حد قبل عمر وعمري ما هحب بعده ،انت عارف ليه ؟
عشان يستاهل ، عشان اتحملني وكان مصمم عليا في وقت كنت بحاول ابعد عنه ، عشان بحبه ،
تابعت برجاء وبكاء :-
_ حرام عليك ، انا بحب عمر ...أخوك ، هترضى ترتبط بواحدة بتحب أخوك ، انا مش هقدر انسى عمر وهفضل احبه طول عمري
كاد أن يصفعها ولكن تمالك أعصابه الثائرة ولمعت بعينيه عبرة غاضبة ثم تركها وذهب والغضب يغلي بمقلتيه من حديثها .....

جلست على أحد المقاعد وهي تبكي وتتوسل أن يلين قلبه وضميره حتى يفيق من فكره الشيطاني هذا ويعود إلى أداميته وانسانيته ...

*****************************

في المساء ....
بعد كتب كتاب أسماء وسط التهليل والفرحة ،جلس والدها بعد أن المباركات من الاقارب والاشقاء ، جلس مفكرا بشرود حتى لمحته زوجته واقتربت وجلست بجانبه ثم قالت :-
_ مالك يا ابو أسماء
انتبه الرجل لها ثم قال مبتسما بطيبة :-
_ لأ مافيش
تنهدت ثم قالت بفهم :-
_ انا عارفة انا قلقان على ليالي واختها بس احنا اطمنى عليهم
اعترض بقلق :-
_ دنا قلقت أكتر ، دول أمانة ، وبعدين قرايب إيه اللي راحولهم ، اللي أعرفه أنهم مالهمش حد !!
اجابت زوجته :-
_ يمكن قرايب من بعيد أو معرفة ، وانا بصدق ليالي بصراحة ، لو كانت امل اللي اتصلت كنت شكيت لكن ليالي عمرها ما تكدب ،دي متربية مع ولادنا بعد امها ما ماتت
تابع الزوج حديثه بشك :-
_ انا اتصلت تاني على الرقم اللي اخدته من أسماء بس محدش رد عليا !! ، حتى لما اتصلت بعمر بيه أشوفه اطمن عليها ولا لأ ، بردو ماردش عليا ، ازاي مش عايزاني أقلق !! ، آخر مرة البنات دي يخرجوا من غير ما يعرفوني هما فين
ردت الزوجة بتأكيد :-
_ وانا بردو زعلانة من كدا بس ما تقلقش لما يرجعوا هقولهم وافهمهم ومش هيعملوا كدا تاني

*******************************

وقفت سيارة هشام أمام الملهى الذي أعتاد عليه في الآونة الآخيرة ثم ترجل منها بغضب ودخل إلى النلهى بوجه مكفهر حاقد حتى لمحه أصدقاء السوء .....
قال أحداهم :-
_ فينك يا اتش مش باين ليه بقالك كام يوم !!!
اجاب هشام وهو يطلب مشروب مُسكر :-
_ مش عايز كلام كتير ، انا عايز اعدل دماغي
نظروا الشباب لبعضهم البعض بنظرة خبيثة ثم أجاب خالد :-
_ من عينيا يا اتش ، طلبك عندي

*******************************

عندما عاد عمر إلى المنزل وجد فريدة في غرفتها بعد أن انفردت بنفسها كي تفكر في حل لهذه الاشكالية الخطيرة ، صعد إلى غرفته وراقب ظهور شقيقه عبر الشرفة الخاصة بغرفته .....
مع قرب اقتراب هشام بسيارته الذي كان يقودها بنصف عين من شدة ما تناوله منذ قليل ، دلفت فريدة إلى غرفة عمر بعد أن اخبرها أحد الخدم بوصوله منذ أكثر من ساعتين ....
استدار عمر لها وقالت هي سريعا :-
_ عايزة اتكلم معاك في امر ضروري ،ماينفعش يتأجل
تفحص وجهها بتوجس وقال :-
_ اتفضلي
بدون مقدمات القت فريدة هذا البركان بوجهه ولم تدرك أن حبها تعدى مرحلة العشق ولم يستطيع التحمل من الصدمة
_ انا قولتلك قبل أن البنت دي مش هتدخل هنا لا معاك ولا مع اخوك بس دلوقتي بقول أنه مستحيل ، البنت حامل منه

اتسعت عين عمر من الصدمة والفزع وكاد أن يتوقف قلبه من هذه الطعنة الغادرة حتى أسودت عيناه من الألم وقد حكم على قلبه بالعذاب ..تمتم بصدمة وقد برزت عروق عنقه برجفة عصبية :-
_ انتي بتقولي إيه ؟ مستحيل ، مستحيل اصدق أن ليالي تعمل كدا ،مستحيييييييييييل
وقفت فريدة أمامه بغضب وهتفت به :-
_ كنت مستنية أنك تدافع عن اخوك مش عنها ، بس احب احذر لو دافعت عنها او عملت أي شيء يضر أخوك لا انت ابني ولا أعرفك وهفضل غضبانة عليك ليوم الدين
وتابعت بغضب :-
_ البنت دي حقيرة ، فضلت تلعب بعقلك لحد ما خليتك تحبها وهي حامل من هشام بعد ما اكيد لعبت بعقله هو كمان ، دلوقتي كل شيء بيقول ماينفعش ترتبط بيها يا عمر ولازم تفوق
سقطت من عينيه دمعة متألمة بعنف وهو في نفس حالة الصدمة حتى صفعته فريدة بعصبية على وجهه :-
_ بقى لما تنزل دمعة من عينيك تبقى على دي !!!
هزته من كتفيه بعنف وصرخت به :-
_ مين دي اللي تخليك كدا ، دي بنت ......
قاطعها بحدة بصوته المتهدج :-
_ مش قادر اصدق إنها كدا ، انتي ما تعرفيهاش لكن أنا عارفها كويس ، الموضوع أكيد فيه حاجة غلط ،لأن مستحيل أن هي تعمل كدا ،صدقيني ...ليالي مش كدا ، مش كدا ، انا متأكد من اللي بقوله

زفرت بضيق وهتفت به :-
_ انا هعرفك أنك غلطان والحب عاميك ومخليك مش شايف غير انها بريئة وهي ماتستاهلش نظرة واحدة منك أو من أخوك ،بس لو طلع كلامي صح هترجع لريهام فوراً

لصدق أحساس عمر ببراءة ليالي وافق وهو لم يتخيل أنه يوافق على تصريح عذابه ......
تركته فريدة بحزن وغضب وهبطت للدور الأرضي ثم ركضت عندما لمحت هشام يترنح يمينا ويسارا ويبدو أنه قد أكثر من جرعاته المخدرة ،قالت بخوف :-
_ مالك يا بني فيك إيه ؟
أشار لها بالصمت وقال بخفوت :-
_ شششششششش، ما تعليش صوتك ممكن ابنك يسمعنا
تأملته فريدة بخوف وهي تراه يتحدث وكأن في عالم آخر من اللاوعي ، وهتفت بأحد الخدم أن يخبر عمر ...

بعد دقيقتين كان يأتي عمر مسرعا إليهم ونظر إلى أخاه بنظرة قوية وحادة ولاحظت فريدة هذا وصرخت به :-
_ طلع أخوك أوضته ،انت مش شايف عامل أزاي
أسند عمر أخاه إلى غرفته ولكن هشام بمجرد جلوسه على الفراش غاب في ثباتٍ عميق ....
وجهت فريدة حديثها بغضب إلى عمر :-
_ شايف أخوك عامل ازاي !! ، انا متأكدة أن البنت دي هي السبب
في هذه اللحظة تمتم هشام أثناء غفوته وقال بكلمات مبعثرة :-
_ ليالي ..انا ..بحبك ، مش هخلي ..عمر ..يقربلك

صرّ عمر على اسنانه بعنف حتى جذبته فريدة بغضب :-
_ ماينفعش يا عمر تبقى لحد فيكوا ، عشان خاطري يابني اسمع كلامي ، انت مش شايف أخوك
اجابها بغضب :-
_ ليالي مختفية هي واختها وهشام هو اللي عارف هما فين ،لما يصحى ويفوق من اللي هو فيه نبقى نتكلم
خرج من الغرفة وذهب الى غرفته وصفق الباب خلف بعنف ، نظرت فريدة إلى ولدها الذي يتنفس بشكل سريع أثناء النوم وتحسست جبهته ثم جلست بجانبه وهي تفكر حتى قالت :-
_ كان ممكن اشفق عليها وعلى مرضها لو ماكنتش بالقذارة دي وكنت هقف جانبها كمان ،لكن دلوقتي مش لازم حد منهم يعرف انها مريضة أصلا وإلا اللي بعمله هيتهد وساعتها النار هتحرقنا كلنا ....

*******************************

بعد أن توسلت ليالي إلى أحد الاطباء كي يتركوها تنتظر أما غرف العناية نظرا لضرورة عدم وجود أحد بالممر في ساعات الليل ،
اتى الصباح بغيوم ملبدة ببدأ موسم الشتاء ....
سألت أحدى الممرضات على شقيقتها ولكن أمل كانت في غفوة بعد ان استيقظت لفترة طويلة بعد خروج ليالي بالآمس .....

*******************************

دخل عمر الى غرفة هشام وايقظه بقوة حتى استيقظ الآخر بصعوبة ثم هتف عمر به بغضب :-
_ ليالي فين ؟
خلد هشام للنوم مرة أخرى بعد أن قال بزمجرة :-
_ مالكش فيه
ازاح عمر الغطاء من على وجه هشام بعصبية وجذبه من يده حتى يعتدل وقال بعنف :-
_ ليالي فين يا هشام ؟
نظر له هشام بحدة وتردد صدى حديث ليالي بالآمس داخل رأسه صرخ بعنف في وجه عمر الذي يبدو أنه استيقظ طيلة الليل :-
_ مالكش فيه قولتلك ، دي خطيبتي وهتبقى مراتي ،وانت مالكش أي حق أنك تسأل عليها بالشكل ده
أوقف عمر قبضة يده الذي كادت أن تصفع وجه أخيه ثم قال بتحذير :-
_ اسمع منها كدا الأول ،واوعدك مش همنعك بعدها ، انا عرفت انك كنت عايز تعتدي عليها والضربة دي هي اللي ضربتهالك
قهقه هشام ثم قال بسخرية :-
_ اعتدي عليها !!!! ، هههههههههه مين اللي قالك كدا ؟
قرر أن يتابع خطته الخبيثة :-
_ في حد بيعتدي على مراته أم ابنه اللي قريب هيشوف الدنيا !!!

صدم عمر مرة أخرى من تصريح هشام الجريء هذا ولكن أصر على تكذيب كل من حوله حتى يراها ويتأكد منها بنفسه كالذي يتوسل النجاه وفي ظهره الف طعنة خنجر مسموم .....

قال عمر بهتاف وتأكيد :-
_ مش هصدقك ، انا عارف البنت اللي حتى ما بتسلمش على رجالة وبتتكسف من خيالها ، عارف ومتأكد أن دايما احساسي عمره ما كدب عليا ، عارف أنها بريئة من كل الكلام ده ، وغير انها تحت وصايتي وملزوم بحمايتها فهي حبيبتي اللي متأكد من اخلاقها واخلاق الراجل الطيب اللي رباها ....
نهض هشام بنظرة شرسة وقال :-
_ طب لو وقفت قدامك وقالتلك أن كل الكلام ده صح ؟

شعر عمر بأضطراب من تأكيد أخاه بهذه القوة ثم قال :-
_ هبعد عنكوا انتوا الاتنين

مط هشام شفتيه وقال بسخرية :-
_ خلاص ، اشبع مني على قد ما تقدر لأنك مش هتشوفني ولا هتشوفها تاني

سمعت فريدة هذا الحوار الذي دار بينهم وركضت الى غرفتها باكية بحرقة وألم وهي ترى ابنائها على طريق الفراق .....

خرج عمر من الغرفة وهو يختنق من الألم الذي يعصف به بكل دقيقة ولم يعد قادر على التفكير وهو يتألم هكذا .....

**************************

دق هاتف تامر وهو في المكتب واجاب
_ ايوة
رد عليه أحد اصدقاء هشام قائلا :-
_ اللي انت عايزه هيتنفذ قريب يا تامر بيه ، لكن مستني الفرصة المناسبة
اتسعت ابتسامة تامر وقال :-
_ ومراقبين البنت كويس ؟
اجاب الطرف الآخر بنبرة ماكرة :-
_ طبعًا ، كل حاجة هتبقى في التمام قريب
قهقه تامر وقال :-
_ حبايب قلبي ، انا مستني القريب ده
ثم اغلق الهاتف وقد اقتربت خطته على الاكتمال وتبقى خيط واحد مفقود لديه حتى يكتمل ما خطط له منذ سنوات بدمار الاشقاء ومراقبة سقوطهم من بعيد .......

**************************

قد مر عدة أيام حتى تحسنت حالة أمل ولم يأتي هشام خلال هذه الأيام مما جعل ليالي تطمئن أنه فاق بعد أن واجهته بحقيقة مشاعرها أتجاه شقيقه ولكن أصرارها بأخبار عمر لم يكن يحتاج النقاش أو التراجع فلابد أن تخبره بكل شيء في أقرب وقت ، رغم أنها تخاف من مواجهته وترتعب كلما تذكرت ذلك اللحظة
تذكرت زفاف جارتها أسماء ووعدها بأنها ستأتي في الزفاف ....

استأذنت من أمل الذي انتقلت إلى غرفة خاصة بمفردها مما جعل ليالي تمكث بجوارها بسهولة على سرير بجانب سرير أمل ....وقالت :-
انا هروح ساعتين بالكتير واكون عندك بس عشان محدش يشك في حاجة ويبقى شكلنا غريب يا امل وكمان فرصة اجيب لينا هدوم والحاجات اللي هنحتاجها
وافقت أمل وقالت :-
خلاص روحي يا ليالي وطمنيهم علينا بس ارجعي بسرعة وما تتأخريش عشان هترجعي لوحدك بليل
ذهبت إلى المنزل وقابلتها أم اسماء بلهفة ثم قالت بعتاب :-
_ بقى كدا يا بنتي تقلقينا عليكوا ،فين امل ؟
اجابت ليالي باضطراب وهي تريد التطرق الى موضوع آخر فقالت بإيجاز :-
_ جالها شوية برد جامد وماقدرتش تيجي فأنا جيت بدالها ، هي اسماء راحت الكوافير ولا لسه هنا ؟
اجابت ام اسماء بابتسامة :-
_ لأ راحت من بدري واستنتك كتير بس انتي اتأخرتي عليها ، وعلى فكرة رغم اني ماكنتش عايزة اخوفك بس عمر بيه قالب عليكي الدنيا واتهيألي لو شافك هيضربك
ثم قهقهت من الضحك ولم تلاحظ شحوب وجه ليالي الذي اترعبت بحق من مواجهته وكيف ستبرر اختفائها وهي لم تعرف بعد ماذا قرر هشام بعد المواجهة الآخيرة ، قررت أن تعرف أولا ثم تقرر ماذا تفعل وهذا التفكير اتى بعد خوفها من مناقشته وهو في حالة الغضب هذه
قالت لنفسها :-
_ لو لقيته عادي ومش عصبي هقوله براحة ولو اني خايفة اقابله وامل مش معايا ،ربنا يستر
ثم ذهبت لمنزلها حتى تستعد .......
بعد فترة قد جهزت ملابس لها ولشقيقتها حتى تاخذهم معها وذهبت إلى السيارات التي ستذهب الى قاعة الفرح .....
اتت سما الصغيرة تهتف باسمها حتى ابتسمت ليالي لها وقالت :-
_ ايوة يا سما عايزة ايه ؟
همست الصغيرة بجانب اذنها وقالت :-
_ في حد عايزك جوا يا ليالي
تعجبت ليالي وقالت :-
_ مين ؟
ركضت الصغيرة قبل ان تجيبها ثم خرجت ليالي من السيارة وتركت حقيبتها وقالت للفتاة بالمقعد المجاور :-
_ خلي بالك من شنطتي على ما ارجع يا حبيبة
اومئت الفتاة يالايجاب ثم ذهبت ليالي لمنزل العروس ، كادت أن تخطي أول خطوة على السلم حتى سمعت صوته العميق
_ ليالي
تسمرت في مكانها ودق قلبها بقوة وهي تستدير لمصدر الصوت ورأته وهو يقترب لها بنظرة تضمها باشتياق ونظرته تحدثت بالنيابة عنه حتى لمعت عيناها بدموع وقد شعرت بالامان بمجرد رؤيته حتى لم تستطع إلا أن تبكي بصمت ،عاتباها بعينيه وهو خائف من السؤال الذي يلح على عقله ولكن قلبه لم يشبع من رؤيتها بعد وقرر العتاب لاحقاً ، ابتسمت هي رغم دموعها حتى لاحت على وجهه طيف ابتسامة ،استمروا هكذا للحظات حتى قال بدفء :-
_ وح.....
قاطعه صوت أحد الفتايات وتهتف باسم ليالي حتى تأتي لأن السيارات ستذهب ...
قالت ليالي :-
_ عمر ،في حاجات كتير لازم تعرفها والنهاردة ، بعد الفرح ما تمشيش عشان عايزة اتكلم معاك
قال هو بقوة :-
_وليه ما نتكلمش دلوقتي ؟
اجابت هي :-
_ انا وعدت أسماء اني احضر فرحها وهتزعل ، وكمان البنات مستنيني في العربية دلوقتي وهيبقى شكلها غريب ، وانا عايزة اتكلم معاك في هدوء ومن غير ضغط

اجاب :-
_ مستنيكي بعد الفرح على طول انا مش هضغط عليكي دلوقتي طالما هنتكلم النهاردة ، عشان انا كمان عندي كلام كتير واسئلة كتير أوووي لازم أعرف اجابتها النهاردة
اطرفت بعينيها ثم ذهبت ودخلت السيارة الذي تركتها منذ قليل وهي تتنفس الصعداء ، وحمدت ربها ان هذا الموقف بمر بيسر وترك لها فرصة أن تستجمع شجاعتها وترتب افكارها حتى الذهاب لقاعة الفرح ثم ستخبره بكل شيء

ذهب عمر بسيارته أيضاً وقد ارتاح كثيرا عندما رأها ولم يلاحظ أن هناك من يراقب الموقف في صمت غاضب من بعيد

**********************
اكتشف هشام أن عمر يراقبه منذ ذلك المواجهة الصباحية بينهم لذلك لم يذهب للمشفى أبداً ، وراقب عمر ايضاً وسمع حديثهم بالكامل
اتصل بهاتفه على أحد اصدقائه واخبره بتنفيذ ما اتفق عليه منذ عدة أيام ....
أمام قاعة الفرح
ترجلت ليالي من السيارة وهي تتنفس بارتياح بعد أن فكرت جيدا بماذا تقول ومن أين ستبدأ وبدأ الاحتفال بالعروس بعد لحظات ولم تبتعد نظرة عمر من عليها بدفء ....
بعد أن ذهبت للعروس وهنأتها بحرارة جلست بمقعدها ورغما عنها شرد بها الفكر في حلم يقظة من اجمل احلامها ....

(دخلت ليالي وهي كالملكة وترتدي فستان العرس وكان ينتظرها عمر بوسامته الساحرة وابتسامته العاشقة حتى أسرع إليها وضمها بقوة ثم بدأ الاحتفال بهم .........
قال بجانب اذنيها بهمس :-
_ بموووت فيكي يا روح قلبي
ابتسمت بخجل ثم قالت :-
_ الناس بتبصلنا يا عمر وانتي بتقول كلام بيكسفني 😊
اتسعت ابتسامته وجذبها من يدها وبدأت الموسيقى الهادئة وقال وهو ينظر لها بحنان متدفق بقوة :-
_ مين اسعد مني النهاردة ، اتجوزت حبيبتي اللي بعشقها
وحاربت الدنيا كلها عشانها ، بمووت فيكي يا عمري كله
ابتسمت بسعادة وهي تحمر خجلا :-
_ وانا كمان بحبك اوووي وبس بقى عشان بتكسف 😊
ضحك بقوة ثم حملها ولف بها بسعادة
(حلم رخم اااوووي 😏😓..روبا 😾)
عادت الى الواقع وهي تبتسم بشرود ووقع نظرها على وجهه الذي كانه كان يشاركها حلمها أيضا ، شعرت بالخجل الشديد وبعدت عينيها عنه بسبب نظرته المبتسمة الدافئة .....

دق قلبها لها وقال بخفوت :-
_ مش مستعجل على كلامك رغم اني هموت وأعرف الحقيقة بس كان نفسي افرح بيكي ولو لدقايق قبل أي حاجة ممكن تحصل
اتى له اتصال غريب جعله يخرج من المكان ......
واتت سما الصغيرة مرة أخرى وقالت نفس الذي قالته بالسابق ، نهضت ليالي وهي مستعدة الآن بالأعتراف ....
وذهبت للمكان الذي قالته الصغيرة بطفولية ، واتسعت عينيها بذهول مما رأت .....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والثلاثون من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة