-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثانى

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى من رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثانى

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

تابع من هنا: رواية أرض زيكولا كاملة

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثانى

عهد مينجا
كان السجن الغربي اكبر سجون بيجانا .... قسمه مهندسوه الي قسمين : احدهما بناء حجري من طابقين مقسمين إلى زنازين ضيقه متجاورة للرجال والنساء امامها ممر واسع يفصله سور حديدي عن قسمه الاخر تلك الساحه الواسعه التي غرفت انها للسجناء الاكثر خطرا احاطها سور صخري تجاوز ارتفاعه ثلاثين قدما تراص عليع جنود كثيرون بسهامهم ع مسافه متقاربه
وف زنزانتها شبه المظلمه جلست اسيل لا تحرك ساكنا تدور ايامها السابقه اما اعينها دون توقف ولا يكف عقلها عن الضجيج تشعر ان الزمن قد صار عدوها منذ دلفت الي هذا المكان لتمر دقائقها كساعات وساعاتها كسنوات مكثت بها جميعا تحملق بالفراغ المظلم امامها ثم فتح باب زنزانتها مع بزوغ النهار وظهر امامها جندي حاملا لطعام ردئ وقال ان بابها سيظل مفتوحا حتي غروب الشمس فاومات براسها دون ان تبس بكلمه وغابت ف شرودها من جديد
يوم بعد يوم صارت ايامها متشابهه لا تغادر زنزانتها الا قليلا ثم تعود لتمكث باحد اركانها وسط شرودها وذكرياتها لا تتحدث الي احد ولا تاكل من الطعام الا ما يسكت بطنها الصارخه جوعا قبل صباح ذلك اليوم حين استيقظت ع جلبه لم تعتدها منذ وجودها بهذا السجن ثم فتح باب زنزانتها وخرجت لتري ما يحدث ففوجئت بساحه السجن الكبري قد امتلأت بالكثيرون من البشر رجالا ونساء شبابا وشيوخا يتجاوز عددهم المئات مبلله ملابسهم وشعورهم بزيت لمع مع اشعه الشمس اجتمعوا جميعهم داخل دائره جبريه حددت وسط الساحه الواسعه ونظرت الي الجنود اعلي سور السجن فوجدت اعدادهم قد تضاعفت عن ايامها السابقه ثم سمعت صوتا يحدثها :
انها المره الاولي التي تتركين بها زنزانتك ف هذا الوقت المبكر
فالتفتت لتجد رجلا اربعينا اشيب الشعر ابتسم حين التفتت اليه قائلا : لا تقلقي انا جارك هنا
واشار الي زنزانه مجاوره مفتوحه بابها
فقالت اسيل: مرحبا سيدي
ثم نظرت بعيدل الي باب السجن الضخم الذي كان يمر منه صف من السجناء ليقف كل منهم لثواني فيسكب عليه جندي تواجد اعلي الباب قدرا من الزيت ثم يكمل مروره بعدما يامره جندي اخر بذلك لياخذ سجن اخر مكانه اسفل الزيت المسكوب
فسألت اسيل هذا الرجل بجوارها ف دهشه : ماذا يحدث ؟ ولماذا سجن كل هؤلاء
فاجابها الرجل هادئا : انه عهد مينجا
فقالت ف تعجب : عفوا لم افهم ... واكملت ... سامحني لم ات الي بيجانا الا منذ ايام قليله
فابتسم الرجل وقال : اعرف من انت جميع الاخبار تاتيني هنا ان لي فضلا ع كثير من الجنود هنا ... سيدتي الطبيبه ان بيجانا قد انهكت بالحروب التي خاضتها وعوضا عن اهتمام حكامنا باصلاح ما اتلفتع الحروب اهتموا بتعزيز سلطانهم دون غيره فرحل حرفهوها واذكياؤهاالي بلاد اخري وعام تلو الاخر لم تعد هناك سلعه تنتجها بيجانا حتي ما نتجته من زيوت اصبحت بالكاد تكفي ابراجها وسجناتها ان احتاجت لذلك
واشار بعيدا الي سجينه اسفل باب السجن اغرقت ملابسها وشعرها بالزيت بعدما سكب عليها قدر من اعلي ثم اشار الي جنود متراصين بسهامهم اعلي السور واكمل : هؤلاء من تزايدوا فقط الفقراء والجنود
ووثب قلب اسيل حين رأت سجينا شابا ينطلق بغته خارج الدائره التي حددا لهم ويركض نحو السور الحديدي الفاصل بين قسمي السجن ليتسلقه ثم فوجئت بسهم مشتعل اطلق من اعلي ليخترق جسده ويشعله بالكامل دون ان يقترب منه اي سجين اخر خشيه انتطوله النيران حتي سقط جثه هامده فصرخت ف ذهول
فقال الرجل : اظن انك رايت لماذا يبتل هؤلاء بالزيت من يخرج عن الدائره يحترق .... لقد رأي حكامنا ان الطريقه المثلي لاطعام خمسمائه الف بيجاني تتمثل ف السمع والطاعه لغيرها من الاقوياء وان نستدين حتي ياتي يوم ويصيح حالنا افضل فنرد هذا الدين ... وكما تعلمين زيكولا لم تكن لتعطينا ثمره واحده فاكتفينا منها بالسمع والطاعه ف الوقت الذي رحبت بنا اماريتا واصبحت تديننا كل شئ منذ سنوات عده حتي قيل ان بيجانا تحتاج تلالا من الذهب كي ترد تلك الديون
واشار الي سجناء الساحه وقال : وقد جاء وقت السداد
فسألته اسيل غير مصدقه : بشر
فأوما الرجل وقال : نعم لقد امتلأت سجونربيجانا بالفقراء بعد رحيل رسول اماريتا الذي جاء الي بلادنا قبل ايام وجميعهم الان ف طريقهم الي هذا السجن كي يرحلوا الي اماريتا غدا ... لقد قرر الحكام ان يضحي بفقراء بيجانا حتي يعيش باقي اهلها ووافق ع انضمام بلادنا الي عهد مينجا او ما يسمي ف بلدان اخري اتفاقيه البشز مقابل الديون ... ستسدد بيجانا ديونها الي اماريتا الف فقير يرحلون اليها كل عام
فقالت اسيل : يريدون ان تسري بين الناس لعنه الخوف من الفقر مثل زيكولا
اجابها الرجل : نعم امام فقراء بيجانا ان يعملوا ويكونوا ثروهراو يدخلوا هذه الدائره مبتلين بالزيت بعد عام
فتاه خائفه
ف زنزانتها جلست اسيل تفكر بما قاله جارها وبهولاء الفقراء الذين صاروا عبيدا بغير حق تمتلئ عيناها بالدموع كلما تذكرت نظراتهم الواهنه وتضع راسها بين كفيها ان شمت رائحه لحم يحترق كانت تدرك جيدا انه لفقير حاول الهرب ثم خرجت مجددا اما زنزانتها لتجد الساحه قد امتلأت عن اخرها بفقراء كسا الضعف والوجوم وجوههم مع اقتراب غروب الشمس ووقع بصرها ع فتاه شاحبه بينهم امتلأت عيناها بالخوف
وقالت ف نفسها وهي تنظر اليها : ايتها الجميله انك افضل حالا من سجينه تعلم انها ستذبح بعد اشهر فلا تدري هل تسأل ايامها اتسرع ام تبطئ من مرورها اللعنه ع بلد باعت ابناءها
ثم عادت الي زنزانتها واغلق الحارس بابها وانسدل ظلال الليل لتهدأ ضجه الساحه الخارجيه ويشتمل ضجيج تفكيرها ... وكان السجين الاربعيني يجلس بزنزانته ف صباح اليوم التالي حين فوجئ باسيل تدلف اليه فاعتدل ف جلسته مندهشا فابتسمت والامل يملأ وجهها عن يومها السابق وجثت ع ركبتيها بجواره
وقالت : لقد سألت نفسي بالامس لماذا تستسلم فتاه ف الخامسه والعشرين من عمرها؟
رغم انها احبت شابا لم يعرف طريقا للاستسلام قط حتي وصل الي مبتغاه كانه اعطاها درسا مسبقا عما هي فيه
فقاطعها السجين متعجبا وفرحا بسعادتها الظاهره: سيدتي .. ماذا تريدين ؟
فاقتربت براسها وهمست اليه : اريد ان اعبر السور الحديدي الي فقراء بيجانا
فسالها مندهشا : تريدين الذهاب الي اماريتا؟
اجابته باسمه : نعم
فسالها مازحا : هل سيلحق بك فتاك الذي تحدثت عنه الي هناك؟
قالت : لا لقد رحل ولكنه لو كان هنا لما تركني انتظر يوم ذبحي وهناك فرصه واحده لنجاتي ... لا احد يعلم مصير هؤلاء الفقراء ف اماريتا لذا لم يهدأ تفكيري طوال الليل قد يكون مصيرا افضل من الذبح امام اهل زيكولا ... وتابعت وهي تنظر ف عينه مباشره : لقد اخبرتني بالامس انك تعلم الكثير عن الحراس هنا بل يدين اكثرهم اليك بافضال ... اريد ان يدخلني احدهم الي الدائره ووسط هذا الزحام لن يدري احد بوجودي
ثم اخرجت سوار ذهبي كان يحيط معصمها حين دلفت الي السوق يوم اعتقلت وظل معها
وقالت : قد يفيد هذا مع بدء الخوف من الفقر
فنظر الرجل الي سوارها صامتا ثم هز راسه وقال بعد لحظات : حسنا اتركيني الان
مرت ساعات قليله كانت اسيل تنتظر بها ان ياتيها السجين بالرد وصار قلبها يدق املا للمره الاولي بالسجن الغربي وجال بخاطرها فجاه خالد حين جلسا سويا امام البحيره يحلان لغز كتابه معهم يامن فابتسمت وحدثت نفسها:
لن استسلم ياخالد
ثم نهضت ف حماس وكانها لا تطيق الانتظار وتحركت الي زنازين مجاوره فوجدت سجينه ف حجمها ترتدي معطفا قديما مبطنا بالفراء ذا قلسنوه يتدلي من من اسفله فستان قديم مرقع بهتت صبغته الرماديه فدلفت اليها
وسالتها : هل لي ابدل ثيابي معك؟
فدهشت السجينه ونظرت الي فستان اسيل الثمين الذي لم يؤثر السجن ع رونقه ونظرت الي ثيابها الباليه
وسالتها : هل انت جاده ؟
فهزت اسيل راسها وقالت : نعم ...هل توافقين؟
فاجابتها السجينه: بالطبع وكادت تنزع معطفها
فقالت اسيل باسمه : ليس الان اريدك ان تاتي الي زنزانتي قبل ان تغلق الابواب مع غروب الشمس
فاومات السجينه فرحه وغادرتها اسيل ثم وقفت برهه بالطرقه امام الزنازين ونظرت الي الساحه الممتلئه عن اخرها بالفقراء كانت الدائره الجبريه قد اتسعت لتصبح حافتها ملاصقه للسور الحديدي الفاصل بين قسمي السجن ثم تحركت الي زنزانه الاربعيني فلم تجده بها فاتجهت الي زنزانتها ف انتظاره ومرت ساعات اخري دون ان يظهر غير ان صاحبه الثياب الباليه لم تخلف ميعادها
اغلقت الابواب مع غروب الشمس ولم يظهر جارها السجين فجلست صامته بفستانها الرمادي البالي واسندت راسها الي الحائط واضعه يدها ع معطفها المتسخ المكوم بجوارها وحدثت نفسها ف خيبه امل : سيغادرون الليله
ثم مضي وقت قليل فنهضت واقتربت من النافذه الضيقهرالمغلقه بقوائم حديديه رفيعه ونظرت عبرها الي السماء واطالت نظرتها قبل ان تتسارع دقات قلبها حين مرت غيامه اخفت معها نجوم السماء الا نجم واحد ظل يلمع بقوه دون غيره فنطقت ف ذهول : اسيل النجم خالد !!
ولم تكمل كلماتها حتي سمعت باب زنزانتها يصدر صريره ويفتح ويظهر رأس حارس لم تره من قبل وهمس اليها : مستعده للرحيل ؟
فاجابته ع الفور : نعم
فاكمل : ايت ذلك السوار الذهبي
فدست يدها بمعطفها المكوم واخرجتهرواعطته له : ها هو
فلمعت عيناه وقال : لا تعلمين مدي حاجتي اليه
ونظر الي ملابسها : تعجبني ثيابك
ثم مسح يده المتسخه بوجهها فتركت اثارا سوداء ع خديها واكمل : تبدين متربه مثلهم الان عليك ان تسرعي
فالتقطت اسيل معطفها وارتدته وغطت راسها بقلنسوته الكبيره واسدلها ع جبيهتها فاخفت ملامح وجهها ثم سارت خلف الحارس مطاطاه الراس ونظرت الي الزنزانه المجاوره فوجدت جارها السجين يبتسن خلف نافذه بابه الحديدي ويلوح لها بيده مودعا ويشير اليها ان تكمل فحثت من خطاها ثم اقترب الحارس بها من ثلاثه اشخاص اخرينرمعهم حارس اخر وتحدث اليها باكتمال الاربعه الذين امر بهم قائد الحارس ان يرحلوا مع سجناء الساحه الي اماريتا وانتهي من كلماته ففوجئت اسيل بقر من الزيت البارد ينسكب فوقها بعدها سارت مع الثلاثه الاخرين نحو باب صغير بالسور الحديدي الفاصل وما ان عبرته واغلق خلفهم حتي كبلت يدها بيد فتاه اخري حين ابصرت ملامحها بطرف عينيها وجدتها نفس الفتاه التي رات الخوف بعينيها يومها السابق ثم شعرت برعشه جسدها وسمعت بكاءها مع حلول وقت الرحيل فمدت اسيل يدها اليسري لتمسح دموعها عن وجهها
وهمست اليها : ستعودين يوما ما يا رفيقتي
فالتفتت اليها الفتاه وحدقت بملامحها التي ظهرت فجاه مع ازاحه الهواء لغطاء راسها قليلا ونطقت ف دهشه
الطبيبه اسيل ؟ ماذا جاء بك الي هنا ؟ اتذهبين معنا الي اماريتا ؟
فاجبتها هامسه بعدما غطت راسها : نعم
فاكملت الفتاه بصوت خافت : ولكنك لست فقيره مثلنا
فصمتت اسيل برهه ثم سالتها : هل لك ان تكتمي سرا ؟
فاومات الفتاه ايجابا دون ان تتحدث فقالت اسيل : ان اماريتا سبيلي الوحيد الان الي سرداب فوريك
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى من رواية أماريتا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة