-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثالث

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث من رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثالث

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

تابع من هنا: رواية أرض زيكولا كاملة

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثالث

كان وقت ترحيل السجناءالي اماريتا قد حان وامام باب السجن تلاصق مئات من الجنود بخوذهم وسيوفهم ودروعهم مانعين اي من اهل بيجانا الذين تجمعوا خارج السجن ان يقترب من بابه الخارجي ومفسحين الطريق لعربات خشبيه ضخمه كان يجر كل عربه منها ثلاثه ازواج من الخيول يجودهم جندي يشق سوطه الهواء وف صناديقها الخشبيه ثبتت اغلال حديديه ع مسافات متساويه
وحين توقفت العربه الاولي امام السجن اسرع اليها ثلاثه من الجنود اعتلي اثنان منهم صندوقها بينما وقف الثالث مجاورا لسلم فولاذي ثبته بمؤخرتها بعدما امر قائد الحرس ان يتحرك السجناء فاطلق بوقا اعلي سور السجن ... وبدأ السجناء يتحركون ازواجا مكبله اليدين والقدمين بين صفين من حراس تراصوا بدروعهم ورماحهم صانعين ممرا طويلا بين ساحه السجن والعربات بالخارج وكان الجندي الذي يقف عند مؤخره العربه يسجل باوراقه علامتين مع كل زوج يصل اليه من السجناء قبل ان يلتقطهما الجنديان الاخران اعلاها ويكبلا اغلالهما باغلال العربه المثبته ثم يشيران الي جندي الاوراق كي يمرر اليهما زوجا اخر ليكبلاهما كما كبلا سابقهما حتي امتلات العربه الاولي ورفع احد الجنود رايه بيضاء فحمل جندي الاوراق السلم الفولاذي متجها الي عربه اخري وبينما ظل الجنديان الاخران مع السجناء اعلي العربه التي تحركت الي الامام لتحل محلها عربه اخري ... امتلأت العربات عربه تلو الاخري واصطفت ف صف واحد ع امتداد السجن ف انتظار العربات الباقيه ثم تقدمت اسيل مكبله يداها اليسري وقدمها مع الفتاه الخائفه وسارت مطاطاه الراس تخفي وجهها بغطي راسها قلنسوه معطفها ووصلنا الي مؤخره عربه .. وكادتا تصعدان سلمها الفولاذي فصاح جندي الاوراق باسيل : لماذا تخفين وجهك؟
فاسرعت الفتاه ونظرت اليه وتحدثت ف دلال متجاهله سؤاله لاسيل : انظر ماذا فعلت قيودكم بقدمي
ثم كشفت عن ساقها وفخدها كاملا فلمعت عيناه وكاد يمد يده ويلامسه فصاح به قائده كي يسرع فسجل باوراقه علامتين حانقا ثم التقطهما جنديا العربه وكبلاهما بقيد حديدي مثبت بجانبهما واسرعا الي سجينين اخرين فهمست الفتاه الي اسيل ضاحكه : الرجال هم الرجال
ثم تابعت : قمر اسمي قمر
فابتسمت اسيل وهمست اليها : ادين لك بحياتي الان يا قمر
فقالت الفتاه مازحه : عليك ان تتذكري هذا لاحقا
ثم رفعت الرايه البيضاء امام العربه بعدما امتلات فتحركت قليلا للامام لتحل محلها عربه نقل السجناء الاخيره التي انتهت هي الاخري مع منتصف الليل ... بعدما امتطي قائد الحرس جواده ودار حول العربات وتفقدها بعينه سريعا وصاح بصوت رخيم بان يستعد الجنود للرحيل فرفعت رايه سوداء كبيره بالعربه الاولي واطلقت الابواق مجددا واغلق باب السجن الرئيسي وامتطي الجنود خيولهم والتفوا حول العربات ليكونوا اطارا بيضاويا مزدوجا باجساد خيولهم تفصل بينهم اقدام قليله وامسكت يد كل منهم سوطا هوي ع جسد من اقترب من اهل بيجانا دون ان يفرق بين شيخ او طفل او امرأه وبدات العربات تتحرك روايدا روايدا تحتشد كل منها باجساد مكبله تنظر الي بعضها البعض والي سماء بيجانا التي بدأت تمطر حزنا مع بكاء سجينانها ووجوم سجنانها ونحيب نسائهم وشرود نظرات اطفالهم وغادرت القافله بيجانا ف لحظه كانت الاكثر قسوه ف تاريخها ... سارت القافله ف اتجاه الجنوب ... عشرون عربه خشبيه كانت مقدمه كل منها تحمل زيتيه واحاط بهم مئات من الجنود ع جيادهم يحمل بعضهم شعلا مماثله وكانت اسيل تجلس بالعربه قبل الاخيره وبجوارها قمر التي قالت لها :
اكشفي وجهك ان اردتي لقد تركنا بيجانا وهذان الجنديان ومن معنا من فقراء العربه ليسوا من المنطقه الغربيه لا اعتقد انهم سيعرفونك
فكشفت اسيل راسها ولامست وجهها قطرات من المطر
فسالتها قمر :هل تعرفين اماريتا تلك؟
-لا ....انني لم اعرف الا بيجانا وزيكولا
- انا ايضا لا اعرفها انني لم اترك بيجانا قط سمعت انهم يقولون انها بعيده للغايه
-نعم سمعت هذا ايضا
- هل تعلمين ماذا سيفعلون بنا ف اماريتا ؟
-لا
ثم نظرت اسيل الي السماء بعدما انتهت امطارها وعاد صفاؤها فوجدت اسيل النجم فابتسمت وقالت لقمر فرحه : انظري الي هذا النجم اللامع
فردت قمر متعجبه من فرحتها : ماذا به ؟
-لقد سماه حبيبي اسيل وها هو يرافقني
فضحكت قمر : هناك حبيب اذن ... لابد ان اعرف القصه
فقالت اسيل باسمه : لا تتعجلي يقولون ان طريقنا طويل لن يكون لدينا اكثر من الحديث
فقالت قمر ف خيبه امل : انني لم احب بعد ... تجاوزت العشرين ولم احب .. ماساه اليس كذلك؟
فابتسمت اسل واكملت حديثها اليها
ومر مزيد من الوقت اكملت معه القافله مسيرتها نحو الجنوب وزادت بروده الجو فتلاصق السجناء مرتجفين رجالا ونساءا يستعيرون دفء بعضهم البعض ولم يتوقف صفير الرياح عن دويه وسط ظلام الطريق تراقصت معه نيران المشاعل لتظهر وجوها ذابله كساها التعب وشقاه مشققه اثرت ان تصمت وجفون مرهقه غلبها النعاس فسقطت عدا اسيل التي ظلت تراقب نجم السماء دون ان تفكر بشئ اخر بينما نامت قمر ع كتفها ... كانت الرياح قد هدأت مع بزوغ فجر اليوم التالي وسطوع شمسه وملأت اسيل صدرها بهواء منعش كان قادما من مسطح مائي راته عينها ع امتداد بصرها ودق قلبها حين قال احد الجنديين للاخر :
انظر انه بحر مينجا لن تراه كل يوم
وواصلت العربات تقدمها ف طريقها اليه ثم اقتربت منه فانحرفت للسير موازيه لشاطئه فابصرت اسيل سفينه كبيره انتصبت باوسطها صار طويل لف ثلثه الاعلي بشراع قماشي كانت تقف مجاوره لجسر خشبي طويل شق ماء البحر متعامدا عليها وع شاطئ البحر اصطف عدد من الجنود الغرباء كان مماثلا لمرافقي قافلتها بتقدمهم قائد شاب تقدم اليه قائد الحرس البيجاني ما ان راه ثم تبادلا اوراقهما بعدها تفقد القائد الشاب العربات بجواده ثم اشار الي جنوده الذين افسحوا الطريق لتتحرك العربه الاولي الي الجسر الخشبي ف اتجاه السفينه وعبرت لوح خشبي سميك مائل ثبت بينه وبين السفينه لناخذ مكانها اعلاها ثم حلت خيولها وعاد بهم قائدها مع جندي العربه لتتحرك عربه اخري وتاخذ مكانها بجوار العربه الاولي وتعود خيولها الي الشاطئ مع قائدها وجنديها هي الاخري ...ثم نهضت قمر وتلفتت حولها ف دهشه بعدما وجدت ذلك البحر وتلك السفينه وسالت اسيل : اين نحن؟
- انه بحر مينجا كما سمعت
- انها المره الاولي التي اري بها بحرا
ثم اشارت الي السفينه العملاقه : ما هذا؟
- انها السفينه التي ستحملنا الي اماريتا
- هل ستحمل القافله جميعها؟
- يبدو كذلك
اجابتها اسيل شارده كانها لم تتوقع ان تكون اماريتا بعيده الي هذا الحد وظلت تنظر الي العربات التي تتحرك الي السفينه فتعود خيولها وحدها مع جنودها ثم حركت عينيها الي البحر الذي لا تظهر له نهايه واكملت شرودها حتي لسع قائد العربه خيول عربتها بسوطه فتحركت بهم تجاه السفينه وعبرت اللوح الخشبي لم توقفت اعلاها مجاوره لعربات اخري محمله بسجناء اخرين وقفز جنديا العربه وعادا بخيولها مع قائدها ثم تبعتها العربه الاخيره فانتشر الجنود الاماريتيون حول العربات وثبتوا عجلاتها بحلقات معدنيه كبيره تناثرت بسطح السفينه وازيل اللوح الخشبي بين السفينه وجسرها وباعلي السفينه وقف القائد الاماريتي الشاب وودع قائد الحرس البيجاني الذي اصطف بجنوده ع الشاطئ قبل ان يلتفت الي العربات المتراصه حول صاري السفينه ويصيح بصوته الي رجاله : فلترفع الاشرعه الي اماريتا

"اماريتا"

اشرقت شمس اليوم الخامس وكانت سفينه السجناء لا تزال تشق بحر مينجا وزادت اسيل تعبا بعدما اصابها دوار لم تشعر بمثله من قبل كانت تسمع عن دوار البحر لكنها لم تدرك ان يكون بهذه الشده وبكت امتعاضا بعدها تقيأ عليها اكثر من سجين واغرق شعرها ووجهها ومعطفا بقيئهم ورائحته العفنه هي وقمر التي استسلمت للنوم دون ات تعبأ بتلك الرائحه او رائحه البول المنتشر بالعربه ثن ايقظتها اسيل حين ظهرت هضاب ريكاتا ف الافق .... كانت هضاب ريكاتا الحصن الشمالي الحقيقي لاماريتا غابه من هضاب كثيره انتصبت عموديه وسط بحر مينجا لتصبح بينها ممرات مائيه متشعبه ومتداخله عرفت بمتاهه ريكاتا بينها ممر وحيد امن يتبدل مع الطقس لا يعرفه الا قائد اماريتا وبحاروها من يضله مصيره الغرق لا محاله حيث دومات مينجا العنيفه التي تظهر وجهه الغاضب كما هو الحال خارج تلك الهضاب اما سفن التجاره الغير اماريتيه فكانت ترسو بمرفأ انشئ عند الهضبه الاولي وتبادل تجارتها مع سفن اماريتيه تجوب تلك المتاهه من والي اماريتا ...دلفت السفينه نحو الهضاب وقلت سرعه ابحارها بعدما نكس شراعها الرئيسي واسقطت مجاديفها الي الماء وعبرت اولي هضابها لتنحرف شرقا وتعبر عددا من الهضاب والممرات المائيه الضيقه المقاطعه ثم دارت ببطء حول هضبه كانت اقل طولا من مثيلاتها لتنحرف وتتخذ ممرا متعرجا بين هضاب اخري ف اتجاه الجنوب الغربي ثم عبرت غيرهم وانحرفت ف اتجاه الجنوب الشرقي وكانت اسي تتشبث بمن حولها وباخشاب العربه التي اهتزت مع انحرافات السفينه ومعها قمر التي تكومت والتصقت بها ونظرت بطرف عينها ف خوف الي الهضاب الشاهقه المتناثره وسط الماء ثم اقترب منهما بحار عجوز اعتلي العربه بوعائه ليسقي سجناءها وحين راي خوفهما انحني وهمس اليهما :
لا تخافا انها متاهه ريكاتا
فقالت قمر : اشعر اننا ندور ف الدائره ذاتها ... ماذا لو لم نستطيع عبور المتاهه؟
فضحك العجوز وقال : ان بحاري اماريتا يعلمون طريقهم الي بلدهم وتابع ... ستعلمان لاحقا ان هذا الممر اسرار قوه بلادنا ...واردف ...لا احد يعرف هذا الممر جيدا غير قادتها وبحاروها ..حتي هؤلاء الجنود ع السفينه ان تركتهم هنا لن يستطيعوا اكمال طريقهم
فقاطعته اسيل : ربما لانهم اغبياء
ونظرت الي سجناء العربات الاخري المحدقين باعلي الهضاب واكملت :
كان عليكم ان تغمضوا اعيننا لقد راي الجميع كيف تمر هذهرالسفينه وقد يفشي احدهم هذا السر حين يغادر
فضحك العجوز مجددا : يغادر؟ لا احد يغادر ...ثم تابع وهو ينهض ... سيتبدل هذا الطريق بحلول الليل
عبرت السفينه هضاب ريكاتا وواصلت ابحارها لاربعه ايام اخري ليظهر امام اعين السجناء شاطئ اماريتا ومعه الكثير من مراكب الصيد التي رست بالقرب منه ثم اقتربت من جسر خشبي شق طريقه من الشاطي الي الماء مثل جسر الجانب الاخر وابطأت لترسو متعامده عليه ورفع بحاروها مجاديفهم وثبتوا حبالها السميكه بمرساها بعدما القي اخرون غطاسها بالماء فاستقرت تماما ثم ثبت لوح خشبي مائل بينها وبين الجسر
وكان القائد الاماريتي قد امر بتحرير اغلال السجناء فصعد كل عربه زوج من الجنود وحرروا اغلالهم ثم ترجلوا وتحركوا مصطفين نحو اللوح الخشبي واحتشدوا ع شاطئ البحر محاطين بفرسان اماريتا ثم بدأوا ف تقدمهم نحو المدينه ع اقدامهم وبينهم اسيل التي حدقت بباب المدينه المغلق امامهم وسورها الصخري الضخم ع جانبهه فاشعل عقلها باسئله اليها : ان كان قرارها صائبا بمجيئها هنا وان كان سجنها مدي الحياه خلف هذا الباب افضل حقا من ذبحها ع منصه زيكولا ولم يشغل بالها ذلك السجين الذي اغرقها بقيئه مجددا ولا قمر التي تشبثت بذراعها وظلت تثرثر خائفه من مصيرهما المجهول
كان باب اماريتا اكبر من بابي زيكولا وبيجانا معا باب فولاذي نقشت عليه رموزا لم تستطع اسيل ان تفسرها ما ان فتح من الاسفل الي اعلي حتي اندلعت ع وجهها الدهشه بعدما استحالت صحراء الشاطئ خلفه الي ساحات شاسعه من الخضره والبساتين ع الجانبين بينهم طريق واسع ممهد امتد الي مبان بدت اكثر تناسقا مما راته ف اي بلد اخر
وسار الجميع ورحيق زهور البساتين ينعش صدورهم لوحه من الجمال رسمتها خضره البساتين والطيور المحلقه فوقها اكتملت بالمباني التي تلونت بالوان مبهجه اما اعينهم واهل تلك المدين الذين خرجوا الي جانبي الطريق يرحبون بهم ترحابا كان مفاجئا فكان الجميع يلوحون اليهم باياديهم وما ان تقع عينا سجين ع احدهم حتي يسرع بقوله " مرحبا " وامتلأت النوافذ برجال ونساء واطفال كانوا يصيحون مرحبين ما ان تمر المسيره امام بيوتهم ثم يسرعون الي الشارع ليسيروا بجانبهم فبدات الابتسامه تظهر ع وجوه بعض السجناء وبينهم قمر التي تعجبت من تهامس فتيات تلك المدينه واشارتهن الي بعض رجال بيجانا ثم بدات الموسيقي تدوي ف الارجاء بعدما انضم عازفون الي مسيرتهم وتراقصت معها بعض من فتيات اماريتا وبدات ف الغناء مرحبين بالسجناء ...كان الجميع يتحركون سويا لا يفصل بين غرباء بيجانا واهالي اماريتا الا قله من الفرسان تواجدوا من اجل تنظيمهم فقط دون اغلال او قيود يقودهم القائد الشاب ع جواده امامهم ... اما اسيل اختفت بسمتها بعدما جال بذهنها تشابه تلك اللحظات مع يوم زيكولا الذي طالما بدأ بالغناء والرقص وانتهي يذبح احدهم ثم قاطعت شرودها قمر حين حدثتها بصوت عال: انظري واشارت امامها الي قصر ضخم ذي شرفات عده لمعت واجهته الرخاميه مع اشعه الشمس امامه ساحه واسعه احيطت بسور من الواح رخاميه رفيعه تراصت بين اعمده صخريه نحتت ع مسافات متساويه كانت المسيره ف طريقها اليه
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث من رواية أماريتا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة