-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد - الفصل الثانى والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المميزة ميار خالد , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الثانى والثلاثون من رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد .

رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد - الفصل الثانى والثلاثون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية مصرية

رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد

رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد - الفصل الثانى والثلاثون

 وصل كريم و ورد الي المستشفي و صعدوا الي غرفة العناية المركزة و لكنهم لم يجدوا عمر فيها ! سري القلق في أوصال كريم و سأل أحدي الممرضات

كريم : لو سمحتي المريض اللي كان في الأوضة دي فين ؟

الممرضة : اتنقل لاوضه عادية من نص ساعة

تنهد كريم بضيق : طيب شكرا

الممرضة : هتلاقيه في تاني اوضة ناحية اليمين في الممر

شكرها كريم و تحرك هو و ورد و ذهبوا الي الغرفة ليجدوا عمر مستلق على سريره و لم يستعد وعيه حتي الان و ريم و بسملة جالسين أمامه بترقب ، اتجهت ورد الي ريم و قالت

ورد : مفيش اخبار .. هو مفاقش لحد دلوقتي ليه ؟

ريم بقلق : مش عارفين .. المفروض أنه يفوق على الأقل يفتح عينيه بس

و في تلك اللحظة دلف الطبيب الي الغرفة و اتجه الي عمر حتي يفحصه و قالت بتعجب

الطبيب : غريبة هو مفاقش لحد دلوقتي ليه

ثم فحصه مرة أخرى و قال : كل الأجهزة الحيوية شغاله تمام .. مفيش مشكلة عضوية هو حاسس و سامع كل حاجه بس مش عايز يفوق

كريم : ليه طيب

الطبيب : حقيقي انا مش عارف و بكده يكون دوري خلص .. حاولوا تتكلموا معاه هو سامعكم

قال الطبيب تلك الجملة ثم خرج من الغرفة و تركهم في حالة يرثى لها من القلق ، نظرت له ريم و قد تذكرت رد فعله عندها امسكت يده فتنهدت بضيق و اتجهت الي ورد و كريم

ريم : هو مش عايز يفوق بسببي .. مش كده

كريم : و انتي ذنبك ايه

ريم : عشان بيعاقب نفسه علي اللي عمله .. عمر تعب اوي يا كريم و انا عارفه ده .. هو آذاني اه بس ليه حاجات كتير حلوة معايا و انا مش قاسية للدرجادي

نظر لها كريم بتمعن و قال : يعني انا مسمحاه .. هو كان عايزني اسامحه و انا بجد مسامحاه يكفي اللي عمله مع بسملة و أنه ضحي بحياته عشانها

كريم : افهم من كده انك موافقة ترجعوا

ريم : احنا مكناش مع بعض اصلا عشان نرجع يا كريم .. هو كان عايزني اسامحه و انا مسامحاه خلاص

ثم تحركت من أمامه و ذهبت الي عمر لتجلس أمامه ثم امسكت يده و تنهدت بكل الضيق الذي يحمله قلبها و فجأة شعرت و كأن عمر قد حرك يده قليلا ليتمسك بيدها أكثر ، نظرت إلي كريم سريعا و قالت

ريم : عمر حرك ايده !

اتجه إليه كريم و ورد بلهفة و قبل أن يتكلموا أحسوا بباب الغرفة الذي يفتح عليهم .. التفت كريم ليجد سحر والده مروة أمامه

سحر : عايزة اطمن علي ابني

كريم : مين ابنك ده .. ورد انتي تعرفي مين ابنها اللي بتتكلم عنه ؟

صمتت ورد لتقول سحر بدموع : انا عارفه اني غلطت في حقه و أنه في المكان ده بسببي انا بعترف

نظر لها كريم بغضب لتكمل هي : بس والله مكنش قصدي يتأذي كده والله العظيم انا كنت بنفذ كلام مروة ما هي بنتي و مكنش هاين عليا أشوفها في المكان ده

كريم : مع انك عارفه أن بنتك غلط برضو قررتي تسمعي كلامها !! صحيح هستغرب ليه ما انتي اول واحدة شجعتيها علي جوازها مني و الكابوس اللي كنت عايش فيه بسببها .. و عايز اقولك حاجه .. أمي مش مسمحاكي علي اللي عملتيه في حياتي ولا انا مسامحك !!

سحر : طيب هطمن عليه بس و همشي علي طول

كريم صاح بها : قولت لا !! اتفضلي من هنا

ظلت سحر واقفة مكانها حتي تحرك كريم من مكانه و امسك يدها و خرج بها من الغرفة و خلفه ورد و عندما خرج قال

كريم : اتمني تنفيذي كلامي و من النهاردة ملكيش دعوة بعمر ! كفاية اوي لحد كده

ورد امسكت يده و نظرت له برجاء و قالت

ورد : خلاص يا كريم .. هي في الاخر أم حتي لو غلطانه و كويس أنها راجعت نفسها العتاب ملهوش لازمه دلوقتي

نظرت لها سحر بتعجب بسبب كلماتها تلك .. أنها ليست بهذا السوء كما كانت تظن و لكن يجب أن تطمئن علي ابنها الان

سحر : طيب هطمن عليه و همشي علطول

كريم : لا .. مش دلوقتي علي الاقل .. اتفضلي

نظرت له سحر بحزن ثم خرجت من المستشفي ، طالعته ورد بقلة حيله ليقول لها

كريم : صدقيني اللي انا بعمله ده هو الصح .. لو عمر عرف أن هي اللي ورا اللي حصله ده مش هيقدر يسامحها .. و انا بحاول امنعه أنه يعرف

ورد : انا فاهماك .. بس بلاش تقسي عليها هي في الأول و في الاخر أمه

كريم : خلاص يا ورد اقفلي الموضوع ده عشان بيعصبني

عند عمر ..

حرك عمر يده ليتمسك بيد ريم فانتبهت هي إليه .. فتح عيونه ببطئ و اخيرا و نظر إلي سقف الغرفة للحظات و حاول أن يتذكر اي شئ حتي تذكر اخر وجه قد رآه ليقول بتعب

عمر : ريم ..

ريم : انا هنا جمبك .. انت كويس

حرك عمر رأسه بتعب و اردف : حصل ايه

ريم : متشغلش بالك بأي حاجه .. المهم انك بخير و بس

ابتسم عمر بتعب و قال : معلش بقى مليش نصيب اموت المرة دي .. اكيد اضايقتي

ريم : متبطل كلامك ده ! بعد الشر عليك و هضايق ليه اصلا

عمر : يعني .. بما انك بتكرهيني و كده

ريم : طيب بطل كلام كتير انت لازم ترتاح

تنهد عمر بضيق و قال : كريم عرف بلي انا فيه ؟

ريم : انت في المستشفي اللي هو و ورد فيها اساسا عشان كده عرف

ابتسم عمر بتعب و قال بمزاح : ايه العيلة اللي كلها كوارث دي !

ضحكت ريم بسبب كلماته تلك فقال هو

عمر : والله ايه ده بجد .. الحمدلله علي كل شئ

ريم : الحمدلله .. مش عايزة اتعبك اكتر عن اذنك

و جاءت لتتحرك و لكنه امسك يدها فوقفت مكانها

عمر : ريم .. انا اسف

ابتسمت ريم و قالت : شد حيلك بس و لينا كلام كتير

عمر بمزاح : اطمن يعني

ريم : أيوة اطمن .. بس لو اتكلمت كتير كده هغير رأيي

عمر : لا خلاص انا مصدقت

اتجهت إليه بسملة و قالت : أبيه عمر .. انت كويس

عمر : انا كويس .. مالك بتعيطي ليه

بسملة بدموع : عشان انت تعبان و انا السبب

عمر : معقول بتحبيني للدرجادي

بسملة : أيوة مش انا طلعت بحبك .. ده انت محظوظ اوي خلي بالك

ضحك عمر بتعب و قال : كده كتير عليا

ثم نظر إلي ريم بطرف عينيه و قال : عقبال ما حد تاني كده يحبني

ابتسمت ريم بخجل و قالت بسملة

بسملة : أيوة و تقوم بالسلامه كده عشان نتخانق سوا

ابتسمت ريم ثم خرجت من الغرفة لتجد كريم و ورد واقفين بصمت و جاءت لتتجه ليهم و لكنها توقفت حين قالت ورد

ورد : طيب احنا هنعمل ايه دلوقتي

كريم : هوصلكم البيت و انا هرجه لعمر لحد ما يتحسن

ورد : هنروح الفيلا ؟

كريم : أيوة اومال فين .. ما انا فهمتك كل حاجه انكم هتفضلوا موجودين في الفيلا الفتره دي عشان خايف مروة تعمل حاجه .. دي تتوقعي منها أي حاجه

نظرت له ورد للحظات ثم قالت بحزن : يعني عشان كده و بس ؟

كريم بتردد : أيوة

ورد بحزن : طيب يا كريم .. صحيح انا نسيت أن مهمتي خلصت خلاص

ريم : مهمة ايه ؟؟

التفتت لها ورد سريعا و كذلك كريم لينظروا إليها بصدمة

كريم : ريم .. عمر عامل ايه دلوقتي فاق ولا لسه ؟

ريم : أيوة فاق الحمدلله .. مهمة ايه اللي ورد بتقول عليها

كريم : يا ستي دي بتهزر بس متشغليش بالك

ابتسمت ورد بتوتر لتأكد علي كلامه و لكن ريم لم تقتنع بكلامهم ، دخل كريم الي الغرفة ليطمئن علي عمر و ترك ريم و ورد معا و بعد لحظات اتجهت لها ريم

ريم : انتي مخبيه عني حاجه يا ورد ؟

ورد : لا مش مخبيه

ريم : اومال ايه اللي انا سمعته ده .. مهمة ايه اللي قصدك عليها

ورد : كنت بهزر يا ريم زي ما قالك .. صحيح نسيت اقولك أن كريم طلق مروة خلاص

ريم بفرحة : بجد !! يعني كده انتي بس اللي في حياته صح

ورد ابتسمت بحزن و قالت : تقريبا

ريم : ايه تقريبا دي

ورد : مش عارفه ما يمكن يسيبني زي مروة كده

ريم : نعم .. و هو انتي بتشبهي نفسك بلي اسمها مروة دي .. دي كانت عينيها بتطلع نار .. غير كده كريم بيحبك مستحيل يسيبك اطمني

ورد : ليه بتقولي كده

ريم : عشان باين اوي عليه يا ورد .. كل حاجه بيعملها بتثبت أنه بيحبك

ورد : بس كلامه لا

ريم : انتي ليكي بالكلام ولا الأفعال ؟ الأفعال طبعا ركزي مع دي و بس و سيبي كل حاجه على ربنا

ورد : و احنا لينا مين غير ربنا عشان نتوكل عليه .. ماشي يا ريم .. بس انتي ايه اخرة حكايتك مع عمر دي

نظرت لها ريم بتوتر و قالت : ايه ! حكاية ايه مش فاهمه

ابتسمت ورد بخبث و قالت : والله

ريم : أيوة

ورد : طيب هتعامل معاكي انك هبلة و مش عارفه .. عمر بيحبك يا ريم

ريم : أيوة اعمله ايه يعني

ورد : انتي ايه ؟

ريم : انا ايه ؟

ورد صاحت بها : ريم مش عايزة استعباط

ريم : و بعدين معاكي يا ورد انتي لسه مصممة تحرجيني

ورد : افهم من كده انك انتي كمان بتحبيه يعني ؟

صمتت ريم و لم تجاوبها فقالت ورد

ورد : بتكرهيه يعني ؟

قالت ريم سريعا : لا طبعا

ورد ابتسمت بخبث و قالت : طيب يا ستي خلاص .. يشد حيله هو بس و نفرح بيكم .. بس اتلمي معاه شوية بقى

ريم : ايه كل ده انا لسه موافقتش علي فكرة

ورد : جدعة .. روحي كده و قوليله الكلمتين دول و شوفي رد فعله هيكون ايه

ضحكت ريم بسبب كلماتها تلك و رجعوا جميعا الي غرفة عمر

_________________________________

وصلت مروة الي بيتها بعد ما فعلته في امير لتجد والدتها جالسة علي أحدي المقاعد و علامات الحزن علي وجهها فاتجهت إليها

مروة : بابا فين ؟

سحر : راح علي شغله .. اطلعي خدي دش و ريحي شوية

مروة : انا هطلع اخد دش و ارجع علي الفيلا !

سحر : تاني !! و هترجعي بصفتك ايه بقى .. طليقته

مروة : هروح اخد حاجتي اللي هناك و انتي فاكرة اني هسيبها كده ليهم

سحر : بلاش انتي تروحي نبعت اي حد

مروة : ليه يعني مروحش عايزاهم يفتكروا اني خايفة ولا ايه

سحر : انا ميهمنيش كل ده

مروة : ولا انا و هروح برضو .. عن اذنك

ثم صعدت الي غرفتها و أخذت دش لوقت طويل حتي تزيل تلك الذكريات عنها و خرجت لترتدي ملابسها و قد عادت لأناقتها القديمة ، خرجت من الغرفة و من البيت بأكمله و قد تجاهلت كل محاولات أمها حتي تمنعها ، استقلت سيارتها و اتجهت الي الفيلا و بعد وقت وصلت لها .. ترجلت من سيارتها و دخلت إليها فلم تجد اي شخص و عندما رأتها فتحية اتجهت إليها

فتحية : مروة هانم .. تؤمريني بحاجه ؟

مروة : لا .. روحي شوفي شغلك .. ابعتيلي هنا تساعدني في كام حاجه

فتحية : بس هنا بتذاكر دلوقتي

مروة بحدة : كلامي يتسمع بلاش جدال !

فتحية : امرك يا هانم

ثم اتجهت الي المطبخ و أمرت ابنتها أن تساعد مروة و بالفعل قد صعدت معها و لملمت مروة اغراضها و عندما انتهت قالت لهنا

مروة : خدي حاجتي و وصليها عند الباب تحت

هنا : حاضر

ثم اخذت حقائبها و نزلت بهم .. خرجت مروة من غرفتها بحزن ممزوج بعصبية مكتومه وتجولت في البيت لوقت حتي اتجهت الي غرفة صابر ! دلفت إليه لتجده جالس علي كرسيه في الشرفة ينظر الي السماء

مروة : عاش من شافك

نظر لها صابر للحظات ثم أعاد نظرة الي السماء بعدم اهتمام

مروة : شكلك لسه متعرفش .. وإلا كانت نظرة الشماته هتظهر في عينيك اوي ما تشوفني

نظر لها صابر مرة أخرى بعدم فهم فقالت

مروة : كريم طلقني ! و ست ورد هي اللي انتصرت عليا .. يلا افرح

نظر لها صابر بصدمة و عدم تصديق و لكن سرعان ما تسربت السعادة الي ملامح وجهه ليحتقن وجه مروة بشدة

مروة : يبقي فعلا مكنتش تعرف .. يلا مش مشكلة اديك فرحت مرة علي الاقل .. اصل اللي جاي صعب اوي

نظر لها صابر و قد اختفت تلك الابتسامة من علي وجهه

مروة : و انت فاكر اني هخليهم يتهنوا كده .. مستحيل .. هي كسبت كريم اه .. بس انا هخسرها حياتها !

صابر انفعل قليلا لينتفض من على كرسيه و ضحكت هي بشر ثم اقتربت من أذنه و همست له

مروة : و مش هقتلها بطريقة غريبة لا .. هقتلها بنفس الطريقة اللي قتلت بيها زهرة ! هقتل ورد و برضو انت مش هتقدر تعمل حاجه زي يومها !

نظرت لها صابر برجاء و قد ظهرت بعض الدموع في عيونه ، مسحت مروة دموعه باستفزاز

مروة : لا وفر دموعك .. معقول بتعيط من دلوقتي طب استني لما اقتلها .. مش عايزة أطول عليك بقى .. سلام يا عمي

ثم خرجت من الغرفة و تركته يبكي بحزن بعد أن تذكر زوجته زهرة

في المستشفي ..

انهي كريم اوراق خروج عمر و الذي أصر عليهم بشدة أن يخرج من هذا المكان رغم تعبه الشديد و لكن قرر كريم أن يحضر له ممرضة حتي تعتني به و كل شئ سوف يحتاجه حتي يتحسن ، استقلوا سيارة كريم و لكن عمر جاء في سيارة الإسعاف .. و بعد لحظات وصلوا جميعا الي البيت و تم نقل عمر الي غرفته و ظلت ريم و بسملة معه و خرج كريم و ورد مع الغرفة و اتجهوا الي غرفة صابر الذي و ما أن رآهم حتي انتفض سريعا من علي كرسيه لتخونه قوته و يقع علي الارض !

ورد : عمي صابر !!

ثم جرت نحوه سريعا و لكن كريم كان أسرع منها ليحمله و يضعه علي سريره

ورد : انا اسفه والله عشان اختفينا فجأة كده .. كان غصب عننا انا اسفه اني قصرت معاك كده

نظر لها صابر بدموع و امسك يدها سريعا و ظل ينطق بكلمات غير مفهومة لتنظر له ورد بصدمة

كريم : انا نسيت اقولك .. بابا بيحاول يتكلم و ده كفاية عليا بجد .. الحمدلله أنه بيتحسن كده

نظرت له ورد بابتسامة حنونه ثم احتضنت صابر بفرحة و حاول هو أن يهدأ قليلا .. و بعد لحظات استأذنت و خرجت من غرفته و اتجهت الي غرفتها بتعب و فتحتها لتتسمر مكانها عندما ترى ما فيها !!

و كانت جدران الغرفة بأكملها ملطخة باللون الاسود و كل ما فيها قد تحطم .. جالت بنظرها في الغرفة حتي وجدت ورقة علي سريرها اتجهت اليها و فتحتها لتجد مكتوب فيها " ايامك اللي جايه نفس لون الحيطة .. خليكي مستنيه القلم ! " .. ظلت واقفة مكانها بصدمة حتي شعرت بيد كريم التي توضع علي كتفها و ظل ينظر هو الي الغرفة بصدمة

ورد : مين اللي عمل كده !

كريم : مش عارف

و هنا جاء صوت من خلفهم و كانت هنا ابنة فتحية

هنا : تلاقيها مروة هانم .. اصلها جت من شوية

كريم : جت تعمل ايه ؟

هنا : جت تلم حاجتها و بعدين قالتلي انزلي انتي و فضلت تلف في البيت شوية بعدين خرجت

كريم : طيب يا هنا روحي ذاكري انتي

هنا : امرك يا بيه

ثم خرجت من الغرفة و تركت كريم و ورد ، تنهدت ورد بضيق و قالت

ورد : هي كل ما تتعصب تكسر في الدنيا كده .. و اوضتي مالها طيب

كريم : اكيد من غيظها عملت كده

ورد : يلا مش مشكلة .. المهم اني مش هشوف وشها تاني

كريم : مش عايزك تضايقي نفسك .. بكرة بالكتير هتكون الاوضه اتظبطت

ورد : و انا هفضل فين لوقتها

كريم : تعالي

ثم سحبها من يدها و اتجه بها الي غرفته و التي كانت في الأساس لمروة .. دلفوا اليها ليجدوها فارغة تماما

كريم : ممكن تفضلي هنا لحد ما الاوضه بتاعتك تتظبط

ورد : لا .. مش عايزة افضل هنا

كريم : ليه طيب .. عشان كانت اوضة مروة ؟

ورد : لا بس مش هعرف افضل هنا .. هتخنق والله .. ممكن افضل في اوضة الضيوف .. خليك انت هنا دي الاوضه بتاعتك في الأساس مش مشكلة

كريم : خلاص اللي يريحك خليكي هناك

ثم اتجه بها الي غرفة الضيوف لتظل بها و ذهب هو الي غرفتها مرة أخرى و حاول البحث عن أي شئ سليم بها حتي وجد بعض الملابس فأخذها و رجع بها الي غرفتها

كريم : لحد بكرة بس و كل حاجه هتتظبط

ورد : طيب ماشي

تحرك كريم و نظم الغرفة و خصوصا تلك الأريكة الجانبية فنظرت له ورد بتساؤل

ورد : انت بتعمل ايه ؟

كريم : بعدل الكنبه اللي هنام عليها

ورد : و تنام عليها ليه اصلا .. اقصد إن مروة مبقتش موجودة خلاص و هي كانت سبب تواجدك معايا في الاوضه

كريم نظر لها بتردد و قال : أيوة ما انا عارف .. بس عشان ريم يعني مش عايزها تحس بأي حاجه خصوصا بعد اللي سمعته النهاردة

ورد : طيب .. هنمشي امتي ؟

كريم : للدرجادي مستعجله علي المشي

ورد نظرت له بخيبة أمل و قالت بصوت خفيض. : انا بقولك كده عشان تمنعني

كريم : قولتي حاجه ؟

ورد : لا ولا حاجه .. انا هروح اطمن علي عمر

و جاءت لتتحرك من أمامه و لكن كريم امسك يدها ليمنعها

كريم : هسمحلك تروحي تطمني علي عمر بس بشرط

ورد : شرط ايه ؟

ابتسم لها كريم ثم خرج من الغرفة و اتجه الي غرفته و فتح دولابه ليخرج منها صندوق و كان يضعه في الخفاء حتي لا يراه أحد ثم رجع إليها مرة أخرى و مد يده لها بهذا الصندوق لتنظر له بتعجب

ورد : ايه ده ؟

كريم : انا عارف انك تعبانه .. بس ممكن بعد ما تطمني علي عمر تلبسي الفستان ده و نروح نتعشي سوا في أي مكان .. في كلام كتير لازم تعرفيه

نظرت له ورد بدهشة نوعا ما و أخذت منه الصندوق و فتحته لتجد فستان رقيق جدا من الحرير ذو لون قرمزي .. نظرت له ورد بأعجاب شديد و قد اعجبها بساطته

كريم : عجبك ؟

ورد : جدا ده تحفة .. بس شكله غالي اوي كلفت نفسك ليه

كريم : مفيش حاجه تغلي عليكي

ورد : طيب انا هروح اطمن علي عمر دلوقتي

ثم خرجت من الغرفة و اتجهت الي غرفة عمر حتي تطمئن عليه .. وجدته نائم في سريره و بسملة و ريم بجانبه

ورد : نورت بيتك يا عمر .. كده تقلقنا عليك

و عندما سمع صوتها فتح عيونه و ابتسم لها

عمر : والله لو اعرف ان الضربة دي هتصلح حاجات كتير

ثم نظر إلي ريم و اكمل : كنت اتضربت من زمان

ريم : والله ؟

ثم ضربته في كتفه بخفه ليتأوه هو بضحك و ابتسمت ورد بسبب انسجامهم هذا و أرادت أن تترك لهم الفرصة فقالت لبسملة

ورد : بسملة مش يلا بقى عشان تنامي شوية .. انتي تعبتي اوي اليومين دول

بسملة : ماشي يلا .. انا هسيبك يا أبيه ترتاح بقي

عمر : كده من غير حضن صغير حتي

ابتسمت بسملة و اتجهت اليه لتعانقه بخفة ثم اخذتها ورد و خرجت بها من الغرفة و اتجهت بها الي غرفتها ، دلفوا اليها و وضعتها ورد في سريرها و قبل أن ترحل قالت لها بسملة

بسملة : ورد .. انا فرحانه اوي

ابتسمت ورد : بجد .. يارب دايما فرحانه كده

بسملة : عارفه انا فرحانه ليه

ورد : ليه

بسملة : عشان بقى عندي عيله .. حاسة اني عندي ماما اللي هي انتي و بابا اللي هو أبيه كريم .. حتي أبيه عمر بحبه اوي .. عارفه زمان مكنتش بقولك عشان متضايقيش بس مكنتش بحس أننا عيلة كنت حاسة أننا برضو ناقصين حاجه .. لكن دلوقتي لا .. اوعديني يا ورد انك هتفضلي مع أبيه كريم علطول

نظرت لها ورد بصدمة بعد أن سمعت كلامها هذا و لكنها ابتسمت رغما عنها و قد ظهرت بعض الدموع في عيونها

ورد : انا اهم حاجه عندي انك تكوني مبسوطة يا بليه

قبلتها بسملة في وجنتها ثم غطت في النوم سريعا ، خرجت ورد من الغرفة و ذهبت الي غرفتها حتي تجهز نفسها

في غرفة عمر ..

ظل الاثنان صامتين حتي قال عمر

عمر : انتي تعبتي اوي اليومين دول روحي ارتاحي شوية

ريم : مش هينفع تفضل لوحدك كده افرض احتاجت حاجه

عمر : هتكون الممرضة جت

ريم : دي لسه هتيجي بكرة .. ولا انت مش عايز تشوفني ؟

عمر : ادي الغباء بعينه بقى

ريم : ما تتلم بقى .. انت نسيت اني المعيدة بتاعتك ولا ايه

عمر : لا يا ستي منسيتش

ريم : عموما عايزاك تشد حيلك كده عشان الامتحانات قربت خلاص

عمر : اتصدقي انا نسيت موضوع الكلية ده اصلا

ريم : طيب اديني بفكرك اهو

صمت عمر للحظات ثم نظر لها بتمعن و قال

عمر : انتي لسه زعلانه مني ؟

ريم : مش وقته الكلام ده .. لما تقوم بالسلامة

عمر : لا وقته .. جاوبيني

ريم : مش زعلانه منك يا عمر

عمر : يعني مسمحاني علي اللي عملته

ريم : أيوة .. انت ليك مواقف كتير حلوة معايا قدرت تمحي اللي انت عملته .. بس اديني جاوبت

عمر : طيب و حبي ليكي ؟

ريم : مش فاهمه

عمر : انا بحبك يا ريم .. انتي سامحتيني علي اللي عملته .. بس مدتنيش فرصة

ريم : عايز تعرف اللي في قلبي

عمر : اكيد

ريم : يوم ما تنجح و تعدي السنه دي .. هتعرف

عمر : ريم متهزريش معايا انا مش هفضل مستني كل ده !

ريم : مليش دعوة بقي .. يوم ما تتخرج هتلاقيني جايه بقولك اللي في قلبي .. إذا كان موافقة أو لا

عمر : انتي مصممة تطلعي عيني يعني

ابتسمت ريم بخبث و قالت : اعملك ايه بقي

عمر : ماشي يا ريم

في غرفة ورد ..

كان كريم يقف أمامها ينتظرها حتي تخرج و بعد لحظات فُتِح باب الغرفة لتخرج هي ، ظل ينظر لها للحظات و قد فُتِن من جمالها .. و لأول مرة يراها بهذا الشكل .. شعرها الذي أطلقته للعنان و لأول مرة يراه بهذا الترتيب .. ملامحها الهادئة الخجولة أنه قد تعود علي حبيبته المجنونه تلك .. و قد وضعت بعض لمسات من مستحضرات التجميل الرقيقة .. فملامحها لا تحتاج لاي شئ فزادها جمالا

كريم بدهشة : ورد فين ؟

ورد : يوه .. ما انا قدامك اهو

كريم : اول مرة اشوفك كده .. طالعة زي القمر

ابتسمت ورد و قالت بمزاح : في شوية حاجات كده متشاله للحبايب

كريم : و هو انا وقعت من شوية

ورد : وقعت فين ؟

كريم : لا ولا حاجه .. يلا نمشي

ابتسمت ورد : يلا

ثم خرجوا من البيت و استقلوا سيارة كريم لينطلق بها

ورد : رايحين فين ؟

كريم : مفاجأة !


ريم : طيب انا هسيبك ترتاح شوية

و نهضت من مكانها ليقول هو

عمر : معلش ممكن تجبيلي مياه

ريم : اكيد

ثم خرجت من الغرفة و اتجهت الي المطبخ و أخذت كوب من المياه فاتجهت إليها فتحية

فتحية : ريم .. معلش استأذنك بس هروح اطمن علي اختي احسن تعبانه اوي و هاخد هنا معايا

ريم : اكيد طبعا روحي و متقلقيش انا هنا

فتحية : الله يخليكي يا بنتي .. والله كنت عايزة اروح اطمن عليها من كذا يوم بس انتي كنتي شايفة الوضع

ريم : عارفه .. روحي و متقلقيش يلا

ابتسمت لها فتحية ثم اخذت هنا و خرجت من الفيلا و اتجهت الي بيت اختها .. أخذت ريم كوب المياه و صعدت الي عمر مرة أخرى

ريم : اتفضل

حاول عمر أن ينهض و لكنه لم يستطيع فاتجهت إليه ريم سريعا و جاءت لتساعده و لكن رغما عنها قد سكبت كوب المياه عليه ليغرقه تماما و خصوصا مكان الجرح .. تأوه هو بألم

ريم بقلق : انا اسفه جدا والله

ظل عمر يصرخ بألم بسبب المياه التي انسكبت علي جرحه و قد أفسدت الضماد بالكامل

ريم : انت لازم تغير علي الجرح ده دلوقتي .. ثواني هروح اجيب علبة الاسعافات و جايه

عمر : تمام بسرعة بس

ريم بقلق : حاضر

ثم خرجت من الغرفة سريعا و نزلت الي الأسفل و ظلت تبحث عن علبة الاسعافات الاولية حتي وجدتها .. اخذتها و اتجهت الي السلم حتي تصعد إليه و لكن فجأة انقطع النور لتتسمر مكانها !!

أغمضت عيونها بخوف و تمتمت

ريم : لا مش وقته .. مش وقته عمر محتاجني .. بس انا مش هقدر .. مش هقدر اتحرك

جلست مكانها علي الارض و هي تتمتم بتلك الكلمات .. انتفض عمر من مكانه عندما انقطع النور و قال

عمر : ريم ! اكيد حصلها حاجه

و حاول أن ينهض من مكانه و لكنه لم يقدر فصرخ بألم و قد سمعت ريم صرخته تلك

ريم بدموع : عمر

و في تلك اللحظة قد قامت حرب في رأسها جانب يريد منها الاستسلام و جانب آخر يريد المحاولة حتي قالت ريم في نفسها

ريم : و لحد امتي هتفضل دي نقطة ضعفك .. انتي اقوي من كده و شوفتي حاجات كتير بلاش تبقي ضعيفة .. عمر محتاجك يلا قومي

و في تلك اللحظة ظهر عمر في رأسها و هو يبتسم لها و كذلك ورد و كأنهم يشجعونها علي النهوض .. أخذت ريم نفسا عميقا ثم نهضت من مكانها و مازالت عيونها مغلقة حتي فتحتهم ببطئ و هدأت نفسها أكثر و ظلت تكرر

ريم : مفيش حاجه متخافيش .. كملي مفيش حاجه تخوف

و صعدت علي السلم و صورة ورد و عمر لم تذهب من امامها .. حاول عمر أن ينهض مرارا و تكرارا و لكنه يفشل كل مرة و لكن لم يكن أمامه أختيار اخر .. استجمع قوته و نهض من مكانه بتعب و ظل يسير بخطوات بطيئة حتي وصل الي اخر السرير و للحظة اختل توازنه و قبل أن يسقط جاء شخصا ليسنده و في تلك اللحظة عاد الضوء في المكان مرة أخرى .. نظر لها عمر بصدمة و قالت : ريم !!

_________________________________

كريم : مفاجأة

صمتت ورد و تنهدت بحماس فقال كريم

كريم : لو عايزة تشغلي ميوزك براحتك عادي

ورد : مبعرفش اشغل البتاع ده

ضحك كريم و قال : خلاص يا ستي انا هشغله

و ضغط عليه لتصدع اغنية لآمال ماهر و قد سرح الاثنان في كلمات الأغنية التي كادت أن تكون مؤلفة لهم مخصوص ..

يا عطر ورد بتوه معاه 🎶

و عشت همساته و مناه 🎶

متقولش نبعد تاني لا 🎶

ده انا عمري وياك ابتدى 🎶

انا حبي ليك 🎶

انا روحي فيك 🎶

و خلاص عرفت الدنيا بيك 🎶

شوفت بعينيك 🎶

شوفت الحياة 🎶

اديني وقتك ثانيتين 🎶

اشرح شعوري بكلمتين 🎶

انت اللي بحلم اكون معاه 🎶

انا حبي ليك 🎶

انا روحي فيك 🎶

ابتسم كريم و نظر لورد ليجدها تنظر في جميع الاتجاهات بتوتر و خجل .. اطال النظر بها حتي قالت له بتوتر

ورد : في ايه بتبصلي كده ليه

كريم : ولا حاجه .. حلوة الأغنية مش كده

ورد : اه جميلة

كريم : بتفكرني بحد كده

ورد : احم .. طب ركز في الطريق الله يخليك

كريم : طيب حطي دي على عينك

ثم مد يده لها بقطعة من القماش سوداء اللون

ورد : ليه

كريم : غطي عينك و بس

أخذتها منه ورد و بالفعل وضعتها علي عيونها و بعد فترة طويلة وصل كريم الي المكان و انزلها و وقف بجانبها و اشاح القطعة عن عيونها و قال لها

كريم : افتحي عينيكي

فتحت ورد عيونها ببطئ لتنصدم بشدة عندما تنظر امامها !

*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثانى والثلاثون من رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات رومانسية
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة