-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية كاملة جديدة للكاتب عمرو عبدالحميد والمليئة بلإثارة والغرائب والخيال فتابعونا علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثلاثون من رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثلاثون

اقرأ أيضا: روايات إجتماعية

تابع من هنا: رواية أرض زيكولا كاملة

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد

رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد - الفصل الثلاثون

كانت ساعه واحده قد مرت بعد حلول الليل حين ابصر جندي حاد البصر يقف اعلي سور زيكولا نيران بعيده بصحراء زيكولا تتوهج بين ظلام الليل الحالك لم تكن الا شعلا حمالها الجنود الاماريتيون المتدافعون ف طريق زيكولا الرملي والذين توقفوا للمره الاولي بامر من قائدهم لينالوا قسطا من الراحه بعد مسيرت النهار باكمله ... اما الذين عبروا المنخفض الصخري فلم يتوقف سيلهم وكانت الالواح الخشبيه قد صنعت خمسه من الجسور بين الحافتين صنع كل جسر من ثلاثه الواح متجاوره تربطهم احبال سميكه فاحكمت تلاصقهم دون ترنح وعبر الخياله مترجلين يجرون خيولهم بيد ويحملون شعلا بيدهم الاخري غير مصابيح ثبتت مشتعله ع جانبي الجسور فاصبحت معها الرؤيه اكثر وضوحا وكان جرير وخالد قد اسرعا عبر الطريق الثعباني بين الجبلين العموديين خلف فرسان حملو شعلا اضاءت الطريق المتعرج امامهم واندفع من وراءهم من عبروا جسور المنخفض يحملون شعلهم واكملت جيادهم طريقها ركضا يتجاوز اثنان او ثلاثه منهم بكل صف ينظر بعضهم الي ارتفاع الجبلبن بالاعلي حيث تظهر نجوم السماء عبر الفرجه بين قمتيهما ومضت ساعات اخري واصلوا معها تقدمهم الي الشمال ... وكان الفجر ع وشك الطلوع فتحركت عربه العجوز الخشبيه تحمل اسيل واياد وقمر ومني الي المنطقه الوسطي بين عربات اخري تحركت جميعها لتشهد المحاكمه العاجله لملك اماريتا وانتشرت اخبار بين المسافرين ان حاكم زيكولا قد وعد بتوزيع وحدات خزينه كامله من الذكاء ع حضور تلك المحاكمه فعزم الكثيرون ع السفر الي المنطقه الوسطي حتي ان الحانات التي ازدحمت كل مساء اصبحت تلك الليله خاويه يسودها السكون وصار الطريق الرملي بين المنطقه الشماليه والمنطقه الوسطي صاخبا مثله مثل باقذ الطرق التي تتجه الي المنطقه الوسطي تتناثر به العربات والخيول والبغال والسائرون رجالا ونساءا واطقالا يصبون لعناتهم ع ذلك الملك الذي ظن يوما انه يستطيع هزيمه بلادهم وغنوا ف جماعات متباهين بقوه بلادهم لا يعلمون ان اجساد جنودهم قد بدأت ف ارتجافها خوفا بعدما ابصروا المجانيق الاماريتيه تمضي قدما ف طريقها اليهم تجرها خيولها دون توقف خلف الاف من الجنود زادت ضربات اقدامهن بالارض كلما اقتربوا من وجهتهم المقصوده ارض وحدات الذكاء
ع مقربه من نهايه الطريق الثعباني توقفت الخيول الاماريتيه وترجل خالد وجرير وسارا الي نهايته يواريان جسديهما وراي من امامهما سور زيكولا شاهقا ع بعد قرابه ثلاثمائه متر من سهل رملي واشار خالد امامه وقال جرير :
هناك يقبع الباب الارضي حسب وصف الملك تميم
وتابع وهو يبصر جندي يقف اعلي سور زيكولا
هؤلاء القوم لايفكرون ع الاطلاق خوفا من فقدان ذكائهم
ثم عادا الي فرسانهم فقال خالد لهم :
ايها الساده اريدكم ان تخلعوا خوذتكم
فنظروا الي جرير فبادرهم وخلع خوذته فخلعوا خوذتهم فمر بينهم لمسافه امتار ينظر اليهم ثم صاح بصوته الي فارس شاب ابصره بصف بعيد كي يتقدم نحوه كانت راسه حليقه يشبه جسده حارس القاضي وقال له حين اقترب ووقف امامه مترجلا:
ما رايك ان تكون اول من يدخل زيكولا ؟
فضرب الفارس بقدمه الارض ووضع قبضه يده ع صدره فابتسم خالد وقال وهو يركبه جواد الحارس الابيض :
لقد قطعنا كل تلك المسافه وعرض ملكك حياته للموت من اجل هذه اللحظه
لاتنظر خلفك فقط اندفع الي السور واثقا
لا يستطيع احد بهذا الارتفاع ان يحدد ملامحك انت من هذه اللحظه حارس كبير قضاه زيكولا
فملا الشاب صدره بالهواء واخرجه ببطء فضرب خالد مؤخره حصانه فانطلق ف طريقه يعبر السهل الرملي يترقبه خالد وجرير اللذين توارا وراء نتوءاثين صخريتين تدق قلوبهم غير احد الرماه الذي صوب سهمخ مشدودا عن اخره الي الاعلي تجاه الجندي البادي وكانت عين خالد تتحرك بين الشاب ع الحصان امامه وبين الجندي بالاعلي ثم قلل الفارس من سرعته واقترب من السور فلم يحدث شئ فنظر خالي الي الجندي بالاعلي لم يبد اي رد فعل فوجد الفارس يدور بحصانه وجعله يشب ع قوائمه الخلفيه ويصهل عاليا صهيلا متتاليا فانفرجت اساريره حين سمعت اذناه صريرا استمر للحظات انطلق معه الجندي الي داخل الارض يميل عبر باب ارضي فتح مائلا عن اخره فضرب كتف الرامي برفق فانطلق سهمه الي اعلي السور ليخترق جسد الجندي ويسقطه من اعلي الي السهل لتندفع الخيول بفرسانها يتقدمهم خالد وجرير نحو باب زيكولا الجديد ... كان الباب الارضي المائل يؤدي الي نفق واسع تستطيع عربتين كبيرتين المرور به متجاورتين علقت ع جانبيه ع مسافه متساويه مصابيح ناريه مشتعله علت معالمه واضحه كان يشبه ف تصميمه سرداب فوريك غير ان جدرانه الصخريه لم تكن منقوشه وظهرت بسقفه قوائم حديديه افقيه تدعم صخوره ... وركضت الخيول يعلو صهيلها بعدما ضرب جرير بسيفه الحاد زوجا من السلاسل الحديديه كانت مثبته بباذن الباب الارضي السميك وتمتد منه الي مجري صخري لتلتف حول اسطوانه حديديه كانت مصدر صريره استقامت منها السلسله الي اعلي عبر فرجه مربعه بسقف النفق ليتحكم بالباب جندي السور وكان ثمه سلم حديدي قائم يتدلي عبر الفرجه ذاتها وتعددت فتحات النفق بسقفه بالامتار الاولي منه ثم ظهرت جماعه من جنود زيكولا لم تزيد اعدادهم عن بضع عشرات حصدت سيوف الاماريتين رؤوسهم ف طريقها واكملت الخيول طريقها بالنفق تتدفع بهم الارض مائله الي اسفل ... كانت الحشود ف تقدمها من الطريق الثعباني الي النفق الارضي عبر السهل الرملي تشبه اسراب النمل المسرعه الي حجرها ف صفوف طويله لا تنتهي ثم ابصر خالد عربات اصطفت قابعه ع جانب النفق فتذكر السيده الاكتاريه وحديثها عن نقل فقراء بلادها ف عربات كانت صوامعها اقفاص من قوائم خشبيه وكانت الخيول قد قطعت ما يزيد عن اربعه اميال حصدت به رقاب عشرات اخرين من جنود زيكولا حين انتهي النفق بباب خشبي مفتوح ع مصراعيه الي ردهه كبري دائريه كان قطرها يقارب السهل الرملي امام السور بتفرع منها ممرات ضيقه لا يزيد عرضها عرض الممر الواحد عن خمسه اقدام ع امتداد محيطها بينهما ممرين واسعين احدهما يمينا والاخر يسارا يصل عرضهما الي عرض النفق الذين دلفوا منه ... وظهر بالافق جنود اخرين كانت ع
وجوهم المفاجاه والخوف كان مصيرهم الاعتقال ثم هبط خالد عن جواده ومعه جرير وامسك بجيادهما جندي وتقدما مع بعض الجنود الي احد الممرات الضيقه كانت المصابيح الناريه المعلقه ع جدارنه مضاءه لتظهر ابوابا حديديه متجاوره مغلقه ع امتداد جانبي الممر بين كل باب واخر بضع امتار فضرب جرير قفلا كبير كان يغلق اقرب الابواب اليه وركل الباب بقدمه وفتحه كانت غرفه مظلمه تفوح بها رائحه كريهه ما ان دلف اليها خالد حتي سمع جلبه مفاجئه وهمهمات مكتومه فاقترب بشعلته خطوات بداخلها فظهرت ملامح لوجوت سقيمه تشبه ملامح سيده اكتارا واقترب اخرون من خلفه بشعلهم بينهم جرير فظهرت من امامه اجسادهم عاريه متكدسين مكبله اطرافهم بسلاسل حديديه والتفت حول اعناقهم سلاسل اخري موصوله بحلقات كانت مثبيته بالحائط كانت اعينهم تظهر مع ضياء المشاعل خائفه ترتعد اجسادهم فاقترب منهم اكثر كانت وجوهم شاحبه شحوب يعرفه شحوب فقراء زيكولا وظهورهم مجروحخ ممزقه ف خطوط من اثر السياط كان عددهم بالغرفه يتجاوز خمسين ف غرفه لا يتجاوز طولها او عرضها عن بضع امتار بينهم اطفال لايتجاوز عمرهم عشر سنوات لم تفلت ظهورهم من اثار جلدها فدق قلبه ف ذهول هو وجرير الذي بم يصدق ما يراه وامر جنده بان يفتحوا كافه الغرف بالممرات
كان عدد الممرات ع حواف الردهه الدائريه اثنا عشر امتدوا منها كاشعه الشمس بكل ممر ثلاثين غرفه ع جانبيه يتكدس داخل كل غرفه عشرات من العرايا شاحبين حليقي الراس نحيلي الجسد تلتصق جلودهم بعظامهم غرف اخري امتلات بفتيات شاحبات لم يتجاوز عمرهن عقدهن الثاني حلقت رؤوسهن مثل غيرهم من الذكور تغطي اجسادهن فساتين باليه ممزقه كانت تظهر اكثر ما تستر كان خالد يتنقل بغرفه وراء اخري بشعله ف ذهول كانت الجلبه ذاتها تحدث مع فتح كل باب جلبه خائفه النظرات ذاتها نظرات الذعر والقهر من عيون مكسوره مستسلمه تنتظر موتها
وبدا الجنود يضربون سلاسلهم واغلالهم بسيوفهم ثم جاء جندي الي القائد جرير واخبره عن غرف بالممرات الشرقيه تختلف عن باقي الغرف التي وجدوها كانت غرفا متسعه نظيفه تعلق مصابيح ناريه ع حوائطها بالغرفه الواحده عشره اسره يرقد عليها رجال ونساء ملامحهم زيكوليه نائمين موردين الوجوه مثبته باذرعهم انابيب معدنيه مثل التي ثبتت لاسيل من قبل
كان خالد يتحرك بين اسرتهم ويتنقل من غرفه لاخري ومن ممر لاخر غير مصدق عينيه ثم انتبه الي الطريقين الشرقي والغربي كان بارضيه كلاهما زوج من القضيان الحديديه وتتوقف بكل طريق عربه من صندوق عميق يستند ع اريعه عجلات حديديه صغيره اطرها مقعره تلائم القضيان الممتده فاقترب من عريه الطريق الغربي فوجد بها جثث عاريه شاحبه مبلله ومكدسه الي منتصف صندوقها كانها تنتظر ان تمتلئ عن اخرها لتبدا ف تحركها فابعد عينيه عنها
وكان النفق قد امتلا عن اخره بجنود اماريتا حين تولت مقدمتهم امر بعض الجنود كانوا مختبئين بغرف بنهايه الممرات واسروهم مع اخرين يرتدون ثيابا زيكوليه لم يكونوا جندا وجمعوا ف منتصف الردهه خائفين بينهم شاب لم يكف عن الارتعاد وحاول الفرار الي الطريق الشرقي فامسك به فارس وعاد به الي القائد جرير فصرخ الشاب ف خوف :
لست الا طبيبا اجبر ع العمل هنا
فاشار جرير الي فارسه بان يعيده الي وسط الردهه مع الباقين والتفت الي العرايا الذين يخرجون ببطء من الغرف واحد تلو الاخر يتلفتون حولهم ف ذهول ويتحسس بعضهم رقبته فتتقلص وجوهم الشاحبه من الالم كانت الاغلال قد تركت اثارها ع اعناقهم ومعاصمهم فباتت جلودهم متاكله متقرحه كانت نظراتهم زائغه ينظرون الي بعضهم البعض وهم يخرجون من الابواب المفتوحه متثاقلي الارجل تحدق اعين الواحد منهم بوجوه واجساد غيره كانه يتاكد ان كانوا هم من عرفهم من قبل وخرجت الفتيات عبر ابواب غرفهن كانت ايديهن تحاول ان تغطي اجسادهن المكشوفه وتتحسس بعضهن رؤوسهن الحليقه للمره الاولي بعد فك اغلالهن فسالت دموعهن دون توقف
حتي امتلات الممرات ووقفوا ينظرون باعين متحجره الي جرير وخالد من امامهم صامتين ثم تقدم احد القاده الي القائد جرير بعد قليل من الوقت وقال :
هناك غرف كثيره اخري خاليه لم يعد احد بالغرف عدد الفقراء ثلاثه الاف
فاقترب خالد ممن قال خائفا انه طبيب بوسط الرذهه وساله :
اين الباقون ؟
قال الشاب وهو يجثو ع ركبتيه واضعا راسه بين ذراعيه خوفا :
لقد سلكوا طريق الموت واشار الي الطريق الغربي حيث وقفت العربه ذات الصندوق العميق واكمل :
لم تتحمل عقولهم نقل ذكائها بالكامل الي الخزائن
واشار براسه نحو الغرف النظيفه المتسعه وتابع :
ومن تحمل عقولهم ذلك لم يعد له قيمه فترك ليموت جوعا
ثم قال وهو ينظر الي الفقراء العرايا بالممرات
ان هؤلاء لم يؤخذ ذكائهم بالكامل بعد
فهبط خالد ع ركبتيه امامه وساله ف ذهول:
يقتلون من اجل ذكائهم ؟
ههز الشاب راسه ايجابا ف خوف وقال :
نعم يمتلك الاكتاري الواحد ع الاقل عشر الاف وحده ذكاء
فقال خالد :
لابد ان يكون هناك مقابل للذكاء ماهو المقابل الذي ينالونه ان كان الموت حتميا ف النهايه ؟
فقال الطبيب :
الذكاء مقابل الرحمه
فضرب خالد راسه بيده ودق قلبه وهو ينظر الي اجسادهم الممزقه بالسياط وهمس الي نفسه :
مقابل الرحمه
ثم ساله :
كم مات منهم؟
اجابه:
ياتي لنا كل عام عشرون الف اكتاري ع مرتين منذ اربعه اعوام
فقال خالد شاردا:
ثمانون الف فقير لم يتبق منهم الا ثلاثه الاف مسلوب ذكائهم
فتابع الشاب متوسلا:
اننا اجبرنا ع العمل هنا لانامه الخزائن وامدادهم بسوائل مغذيه ومنومه وغمر الموتي بسائل اخترعه عالم زيكولي لمنع انتشار رائحه جيفهم نحن اسري مثلنا مثل الخزائن لم يسمح لنا الجنود الرحيل ابدا منذ قدومنا
فنظر جرير الي الجنود الاسري بجانبه ونطق الي كبيرهم :
هل جاءت اخبار عن ملك اماريتا ؟
فنطق متباهيا:
سيحاكم ظهيره اليوم وسيقتل
فدس فارس اماريتي من خلفه سيفه ف مؤخره عنقه فسال جرير جنديا اخر واشار الي الطريق الشرقي :
الي اين يؤدي هذا الطريق
فاجابه مرتعدا:
ينتهي بباب ارضي الي متطقه جبليه قريبه من المنطقه الوسطي وقرب نهايته يوجد ممر الي قصر خزائن الذكاء التابع للمجلس الزيكولي
فساله خالد :
والطريق الغربي ؟
قال الجندي :
تلقي الجثث خارج سور زيكولا
فامتطي جرير جواده وصاح برجاله
لنذيق هؤلاء القوم عقاب فعلتهم
فصاحوا جميعا بينما امتطي خالد جواده واتجه الي الطريق الاخر وحين نظر اليه جرير قال:
هناك امر ع ان اتحقق منه اولا
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثلاثون من رواية أماريتا عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع من هنا: جميع فصول رواية دمار قلب بقلم كنزى حمزة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة