-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية فرعون بقلم ريناد - الفصل الأول

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها رواية تزوجت طفلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الأول من رواية فرعون بقلم ريناد (رينووو) .

رواية فرعون بقلم ريناد - الفصل الأول

إقرأ أيضا: قصص قبل النوم 

رواية فرعون بقلم ريناد

رواية فرعون بقلم ريناد - الفصل الأول 

 كان يامكان ياساده ياكرام ولا يحلى الكلام الا بذكر الله والصلاه على المصطفي (عليه الصلاه والسلام )في بلد صغيرة على النيل وسط الطبيعة الخلابه والحياة الهاديه والناس الطيبه والوشوش البشوشه


اللى مفيش فقلوبهم لبعضهم الا الخير والحب .


في بيت صغير قريب من النيل بيحاوطه الزرع الاخضر من كل مكان بتسكن عيلة بسيطه

الزوج :طاهر ٣٧سنه رب الاسرة بيشتغل اجير باليوم عند المزارعين

الزوجه :جنه السن ٣٠ سنه تشتغل فى البيوت بتخبز مع ستات البلد مقابل مبلغ صغير لكنه بيساعد فى المعيشه ، لكن الفلوس مكانتش هى السبب الوحيد لشغلها لانها كانت بالشغل دا بتضيع ساعات النهار الطويله اللى بتعدى عليها بطيئه وهي لوحدها فى البيت اثناء خروج طاهر جوزها للشغل ، لان ربنا مرزقهمش باطفال يملو وقت فراغها .


ولكن سبحان رب العالمين العاطى الوهاب اللى استجاب اخيرا لدعواتها ودعوات طاهر جوزها بعد١٤سنه من الحرمان اكتشفت ان رحمها عَمر بنطفة صغيره بعد صبر طويل ودعوات لا تنقطع وبعد يأس تملك من القلوب، وكان خبر الحمل بالنسبه ليهم زي رجوع الحياه للجسد من بعد الموت،


قدام البيت قاعد طاهر علي المسطبه كعادته وعنيه متثبته علي الزرع الاخضر وهو بيتمايل قدامه مع نسيم الهواء العليل كأنه بيرقص مع دقات قلب طاهر اللي بتنبض بفرحه وهو بيتخيل ابنه وهو بيلعب قدام عينيه

وضحكته تملا الدنيا سعاده ويناديه.( ابويا )،


فأبتسم طاهر وهو بيمني نفسه بالراحه بعد التعب .

وكالعاده بص للسما وهو بيدعي ربه دعوته المعتاده

(ربي لا تذرني فردا وانت خير الوارثين )


ومرت الايام وعدت الشهور وجنه وصلت لشهرها التاسع

قاعده وكالعاده بتمسد بأديها علي بطنها العاليه بحنان وهي بتتكلم مع طفلها وتقوله اد ايه هي مستنياه بلهفه وشوق عشان تشوفه ،

ابتسم طاهر على منظرها لما شافها اول مادخل من باب البيت وراحلها قعد جمبها واخدها فحضنه مد ايده جمب ايدها يلمس ابنه معاها ةميل على بطنها وكلم ابنه وقلو اد ايه هو كمان مستني بلهفه عشان يشوفه ....

جات الليله اللى حست فيها جنه بألام الولاده وبالوجع بيقطع فى بطنها ،صرخت بعلو صوتها من الالم اتلمت جاراتها علي اثر صوتها العالي اللى فهمو منه ان جنه بتولد

لان الكل عارف انها فى شهرها والكل مستني يوم ولادتها عشان يساعدوها

ليها جميل فكل بيت من بيوت البلد وليها رصيد من الحب فكل قلب ان كان هى ولا جوزها طاهر

عدت ساعات وجنه بتصارع الالم والوجع وطاهر بره هيتجنن وعقله بيطير مع كل صرخه من صرخات جنه .

جنه :آاااااااااه مش قااااااااادره هموت ياخلق حاسه روحي بتطلع الحقووووووني

الدايه :معلش ياجنه يبتي اتحملي هي البكريه بتتعب ، وكمان انتي بيت الولد حداكي مش فاتح غير قيراطين ...ساعدي نفسك يابتي وساعدي العيل وخدي الحزقه لتحت يابنيتي وقولي يارب

جنه :آااااااااه يااااااااراب خلصني والنبي يااااارب مش قادره ....

صرخت جنه صرخات متتاليه خلت طاهر هيموت من الخوف على جنته فجأه الصرخات دى سكتت عشان تحل محلها صرخه بصوت صغنن ناعم بيأخد اولي انفاسه في الدنيا ،

ابتسمت جنه بتعب ونزل طاهر علي الارض ساجد لربه بعد ماكبر بصوت عالي ودموعه بقت تنزل عشرات علي خدوده وهو بيحمد ربنا

اتلقت الدايه المولود وقطعت الحبل السرى ونضفته والستات بقو يتسابقو على الدايه عشان يشوفو جنه ربنا رزقها بايه لكن الكل بعدو بسرعه بعد مابصو للعيل وكل وحده بصت للتانيه قدام جنه المستغربه من ردة فعلهم .

جنه :ايه ياخاله هو العيل معيوب ولا ايه ؟
الدايه :له يبتي الخلقه تامه والحمد لله وربنا عطاكي بت واديني هلفلفها واديهالك تخديها فحضنك ،
يلا يمره منك ليها نضفو جنه عشان تاخد بتها وترضعها السرسوب

وبعد ما قامو الستات باللازم قامت الدايه وادت البنت لجنه اللي اول ما بصت للبنت فتحت عينيها بصدمه وبصت للدايه وللستات وبلعت ريقها .

طبطبت الدايه علي كتف جنه بتواسيها ...مالك ياجنه فيكي ايه اوعي تكوني غضبانه عشان ربنا عطاكي بت ؟
اهم حاجه الخلقه التامه يبتي والبنات بسبع وشوش واللي اداكي البت دلوكيت يديكي الواد بس كله بأوانه يبنيتي ....هقوم انا والنسوان نسيبوكي تستراحي والصبح هاجي اطمن عليكي وعالبت وكمان عشان طاهر يشوف بته ويفرح بيها

جنه لنفسها :يفرح ايه بس ياخاله دا مش بعيد يرميني انا وهيه فالنيل لما يشوف شكلها ديه بصت للطفلة مرة تانيه وقالت :يمري ..طالعه اكده لمين انتي دنا وابوكي حلوين ؟

جري طاهر على للداية وهو شايفها خارجه من الاوضه ووقف قدامها بلهفه :هاه يخاله بشري

الدايه :الحمد لله ياطاهر ياولدي مرتك بخير وجاتك بت زي الق.....زينه جاتك بت زينه ياولدي تتربي فعزك يارب

مد طاهر ايده فجيبه وطلع المقسوم واداه للدايه ، ابتسمت وخرجت وهي بتدعيله بدوام العز وأن ربنا يرزقه بالولد عاجلا وليس اجلا ،.

خرجت الدايه هي والستات من بيت طاهر وكل وحده بتهمس فى ودن التانيه عن قبح الطفله ودمامة ملامحها وهما متعجبين ،
ازاى وحده بجمال جنه تخلف بنت بالقبح دا وخصوصا ان طاهر كمان ملامحه جميله والاتنين بشترتهم بيضه ؟

دخل طاهر لجنه و سعادة الدنيا كلها واضحه على ملامحه واتفاجأ بجنه بتبصله بعيون مليانه دموع لغاية قعد جمبها على السرير اتكلمت بصوت اشبه للهمس :
كان نفسي اجيبلك واد ياطاهر يكون سندك وعزوتك بعد طول الانتظار وخصوصا انك وحيد لا اب ولا اخ ولا عم ولا خال

ضم طاهر حواجبه باستغراب ورد عليها بنبرة عتاب :
طب ومجبتليش واد ليه

نزلت جنه عيونها بأنكسار و ردت :ربنا مأردش ياطاهر مش بيدي

فيكمل طاهر كلامه بعد ما اتغيرت ملامحه للابتسام مره تانيه :طب ومدام ربنا مأردش وهو اللي بيقسم الارزاق ومرزقناش بواد هنعترض احنا علي ارادته كيف ؟

وكمان هو انتي بيدك تجيبي واد ولا بت ؟ ثم انتي زعلانه اكده ليه ؟ وهي البت عفشه طب دنا حتي بحب البنات قوي ، دول كفايه حنيتهم وطيبتهم ،
وكمان ياستي جبنا المرادي بت المره الجايه ربنا قادر يدينا الواد هو احنا كنا طايلين واد ولا بت ....هاه مش هتوريني القمر اللي ربنا رزقني بيها بعد السنين دي كلها !

بكت جنه بصوت عالي وهي بتبص للطفله وبعدين بصت لطاهر اللي اتعجب من ردةفعلها وبصلها
بأستغراب

طاهر :مقلنا خلاص ياجنه هتتخبلي ولا ايه ؟ مقلنا دا رزق ربنا ولا اعتراض علي حكمه،
ناوليني البت خليني اكبر فودنها واسميها !

مد ايديه واخد الطفله منها و كشف الغطا عن وشها وبصلها بتفاجؤ وبص لجنه و الصدمه باينه على ملامحه وسكت شويه وبعدين اتكلم :

يعني مش انى كل يوم يبت الناس اقولك انتي طولتي فالحبلان ديه وحاسس انك حبلة من زمان قوي مصدقتنيش ! شفتي اهو كلامي طلع صوح اهو والبت قعدت جوا زيادة عن اللزوم لغاية لما اتحرقت يبت المحروق انتي !

زادت جنه بكا فحاول طاهر يخفف عنها فابتسم وكمل كلامه :خلاص متزعليش هيضروبها الهوا وتنشف ونقشرو الوش اللى اتحرق وهتوبقا بيضه وزي الفل

جنه :هي الحكاية حكاية بياض وسواد ياطاهر ؟ يعني منتاش شايف تقاطيع وشها وملامحها عامله كيف ؟دا لو عالسمار بس كان بقا هين .

وتكمل من وسط دموعها :انا مش عارفه بس البت دي طالعه علي مين !

بص طاهر لبنته وابتسم وهو بيتأمل شعرها الاسود بسواد الليل ورفعها باديه وقرب من ودنها وكبر وبعدين همس في ودنها :ليل ....اسمك ليل.. خدى ليل ياجنه يلا فحضنك ورضعيها ..خدى هدية ربنا لينا

اخدتها جنه منه بحنان وهمستلها بعد ماشافت ان شكلها مش فارق مع طاهر خالص :تعالى يا حته من قلبي ...

لكن فجأه ترجع للبكا مرة تانيه وتتكلم من وسط دموعها :بس شكلها عفش قوي ياطاهر استغفر الله العظيم 😭هوريها للنسوان كيف دي ؟ والله استحي منهم .وكمان رايح تسميها ليل ؟ دا الاسم مع الشكل هيبقي مسخره .

ياجنه استغفري ربك تستحي من خلقة ربنا دى ضناكي ؟ يعنى انتى المفروض اللي تبص لبتك بصه عفشه تاكليها بقشرها وترديها وتقوليلها دي عطية ربنا ليا بعد صبر السنين، وراضيه بيها كيف ماتكون .

مش تقوليلي استحي منها ؟ عاملي بتك زين عشان الناس كيف ماهيشوفوكي بتعامليها هيعاملوها

هتخليها ملكه الناس هتشوفها ملكه ، هتخليها ملطشه الناس وحتي الدنيا هتلطش فيها ياجنه ...فاهمه..؟ وبعدين انا سميتها ليل عشان جمال شعرها الاسود اللي كيف الليل ديه ، اني اول مره اشوف عيل ينولد بشعر طويل كيف اكده ونازل علي عيونه اكده

جنه :خلاص يابو ليل فهمت وبأذن الله ليل هتكون تاج فوق راس الكل واولهم اني وبعدين اهو الحمد لله طلع فيها حاجه زينه حتي لو كان شعرها بس

قرب منها طاهر وطبع بوسه على خدها بحب وقالها :شوفيها كلها حلوه عشان الناس هتشوفها فعنيكي الاول ياجنه .. هزت جنه دماغها بالموافقه على كلامه ضمها لصدره وهو بيدعى ربنا انه يخليله جنته ويحفظهاله هى وبنته .

**********
مرت الايام و ليل بتكبر وسط ابوها وامها وأسرت قلوبهم بدلعها وبوساتها واحضانها اللى بتوزعها عليهم من غير حساب ...

انكشف لونها شويه ولكنها لسه سمره بملامح دميمه اللى يشوفها من النظره الاولى يفتكرها ولد نظرا لملامحها الخشنه ،
وإن كان فيه صبيان اجمل بكثير من البنات
ولكن لما الناس يدققو فيها ويشوفو الحلق اللى فودنها يتفاجأو بانها بنت

وبالرغم من شعرها الطويل الا ان الشعر مش دليل علي نوع الطفل لان حتى الولد ممكن يمتلك شعر طويل احيانا ،

وبسرعه اتعرفت ليل فى أغلب بيوت القريه نظرا لشغل امها جنه اللي رجعتله اول ما ليل ابتدت بالمشي ،فرجعت امها جنه للشغل من تانى وبقت تاخد ليل معاها فكل بيت تروحه .

ومن هنا ابتدت معاناة ليل مع الاطفال الاكبر منها او من الاطفال اللى فسنها وهى بتشوفهم ينفرو منها ويحسسوها بأنها شخص منبوذا غير مرحب به بينهم وانها انسانه ناقصه ومش كامله

ومن هنا اتفرضت علي ليل الوحدة والعزله من نعومة اظافرها مش لعيب فيها ولكن العيب فعيون البشر والقبح في نفوسهم والسوء جوا عقولهم .

**********
في مكان آخر
في فيلا كبيره في القاهرة فى الجنينه بتاعت الفيلا ، قاعده ست وماسكه فاديها فنجان قهوه وبتشرب منه وعينها على اطفالها الاربعه،

ولدين منهم بيهزرو مع بعض والتالت بيلعب مع اخته الصغيره شايلها بالمقلوب وبيجرى بيها والبنت بتضحك بصوت عالى ،انظارها من بين الاربعه كانت متسلطه على الولد اللى بيلعب مع اخته ..

كانت بتراقب كل تحركاته بملامح قاتمه كالعاده... قرب الولد منها بعد مالاحظ نظراتها اللى بتخترقه هو بالذات دونا عن اخواته كالعاده

وقعد قصادها على الكرسى المقابل وهو مبتسم وسألها نفس السؤال للمرة المليون

*:ماما هو انتي علطول بتبصيلي ليه ودايما بحس بعنيكي محاوطاني انا بس ، وبحس دايما انك زعلانه مني مش عارف ليه ؟ هو انا زعلتك فحاجه ياماما

ثبتت سميه ايدها بفنجان القهوه قدام وشها واترست على وشها نفس الابتسامه اللى بيحتار الولد فى تفسير معناها ...هل هى ابتسامة رضا ولا حب ولا ابتسامة غضب وشر ...

نطقت سميه اخيرا بعد لحظات من السكوت بنفس الاجابه على نفس السؤال للمرة المليون ؛

سميه :انا عيوني مش بتقدر تفارقك ، مش بتشبع منك ، وهتفضل طول العمر محاوطاك ، عمري مهخليك تغيب عن عيوني ابدا ، ..لاني كل ماابصلك كأنى بشوف ماهر ابوك قدامى ، عشان انتا اكتر واحد فأولاده واخد ملامحه ، وعشان كده انتا اقرب حد فالاولاد لابوك ،...وليا انا كمان .....ركز الام عيونها عليه وهى مستمره فى شرب قهوتها ، فاجئها الابن بمسكة ايدها التانيه وقربها من بوقه وباسها بحب وهى سحبت ايدها وطبطبت على خده

وده حصل بالتذامن مع دخول عربية الاب من بوابة الفيلا فشاف الاب ابنه وهو قاعد قصاد امه وهى بتطبطب على خده . ابتسم ابتسامة رضا ، وبمجرد مانزل من العربيه كل الاولاد جريو عليه واتسابقو لحضنه ماعدا اللى قاعد قدام امه لانه مش بيقدر يقرب من ابوه الا بأذن منها

فضلت باصه للولد اللى كل مره تشوفه فيها بتفتكر اول يوم اتولد فيه وجه للدنيا ، اليوم اللى حياتها اتغيرت فيه رأسا على عقب ولا يمكن تنساه ابدااااا...

فلاشششش باااااك

صباح يوم جديد قاعده سميه على الكرسى بتاعها فى بهو فيلتها بتبدأ يومها كالعاده بفنجان قهوتها الصباحيه مستمتعه بالسكون والهدوء بتوع الفيلا وهما الاولاد لسه نايمين

الوقت دا هو احب وقت لقلبها وقت فنجان القهوه واغنيه لفيروز بتنسى العالم تغمض عيونها وهي تأخد رشفة بعد رشفه ببطئ واستمتاع بطقسها اليومي المحبب ..

لكنها فاليوم دا فاقت من عالمها الخاص علي صوت خطوات بتقرب منها بثبات ، فتحت عنيها وشافت قدامها ماهر جوزها ،

اللى كان واضح عليه علامات الارهاق الشديد، واللى بيعكسه مظهر ملابسه المهمله وشكله بيقول انه كان بيمر بليلة عصيبه

ولكن مش دا هو اللى لفت نظر سميه ... لانها شايفه حاجه غريبه جدا ..
شايفه جوزها شايل قماشه بيضه ملفوف جواها طفل حديث الولاده كان بيبكي بدون توقف فانتفضت واقفه واتقدت منه وهى بتنقل عنيها بينه وبين الطفل ضمت حواجبها وهى بتسأله
: ابن مين دا ياماهر اللي علي ايدك وكنت بايت فين امبارح وجاي شكلك كده ؟

بص ماهر لسميه من غير ماينطق بحرف لدقايق وهو مثبت أنظاره علي عينيها ..

حست برعب وهى تقريبا متوقعه ماهر هيقول ايه واللى اكد شكوكها انها شايفه توتره الواضح علي انفاسه التقيله و صدره اللى ابتدا يعلا ويهبط بطريقه ملحوظه ..

اخيرا اتكلم وقال :انا امبارح كنت مع اميره وهو بتولد ابنى ياسميه ..اكيد طبعا فاكره اميره ...وكمل ومهتمش لنظراتها الزائغه او اهدابها اللى بدأت ترفرف بشده معلنة عن قرب انغلاق عيونها ..

واللي علي دراعي دا ابني منها...واللي جبته هنا عشا...

وقبل ما يكمل جملته كانت هي بتوقع على الارض معلنة رفض عقلها وجسمها للاستماع لاي كلمه زياده ...

شاور ماهر لوحده من الخدامتين اللى كانو واقفين بيشتغلو لكنهم بطلو شغل لحظة دخوله من باب الفيلا بالولد فأيده فوقفو يعرفو الحكايه ايه ...
جريت الخدامه عليه بسرعه

شاور ماهر للخدامه بعنيه علي سمية الواقعه علي الارض ففهمت الخدامه ونزلت على الارض وابتدت تفوق فى الست سميه ..

راح ماهر ناحية الخدامه التانيه واللى اسمها داده سميره فمدلها الطفل وحطه بين ايديها ابتسمت الخدامه وصلت علي النبي وهي بتتأمل الطفل بحب وحنان وتدعى لماهر بيه ان الطفل يتربى فعزه ويحفظه له من كل شر

ماهر :من النهارده ياداده سميره الولد ده هيكون مسئوليتك وانتى هتكوني مسؤله قدامي عن كل كبيره وصغيره تخص الولد ومن هنا ورايح ملكيش شغلانه تانيه غير الولد وبس
فاااااهمه ياداده .وخدى اللبن دا كتبهوله الدكتور شربيه منه .

هزت سميره دماغها بموافقه اتنهد ماهر تنهيدت حزن وهو بيبص على الولد بصه اخيره وبعدها اخد طريقه على السلم للدور التانى
سميره اخدت الولد وراحت على المطبخ وعملت للولد رضعه بسرعه وحطتها فالببرونه اللى جايبها ماهر مع اللبن بعد ماقرت التعليمات وطريقة التحضير .

في الاثناء دى ماهر كان وصل لاوضته واول مادخلها ابتدا فى قلع ملابسه وهو بيمشى على الحمام وبيرمى الهدوم بفوضه على الارض ولما وصل جوا الحمام كان بيقلع فآخر قطعة ملابس لابسها وفتح الدوش ودخل تحت الميه وهو مستند بأيديه الاتنين على الحيطه ومنكس دماغه للارض ومغمض عينيه بأستسلام للميه اللى بتنساب علي جسمه متمني لو ان الميه ليها القدرة على انها تخلصه من جبل الحزن الى شايله فوق كتافه وانها تغسل روحه من اطنان الندم المتراكم جوا قلبه الملجوم، اللى كان قبل ساعات طاير من السعاده لكن ساعات قليله مرت عليه قلبت سعادته لتعاسه وفرحته لحزن .. تمر قدام عنيه احداث ليلته اللى فاتت فى صورة ومضات مؤلمه تخليه يزيد من قوة غلق عنيه من الالم مع كل ومضه .

فلاش باك لساعات قليله مضت :

دخل ماهرلمكتبة الصبح فى ميعاده كالعادة وبداء بتفحص البريد بأهتمام وتركيز لكن شتت تركيزه صوت جرس تليفون مكتبه وهو بيرن فرفع السماعه وجاوب بدون اهتمام عشان توصل لمسامعه اخر نغمة صوت ممكن يتخيل انه يسمعها فتنتبه كل حواسه وقلبه يكاد ينفجر من شدة ضرباته فى اللحظه دى


ماهر :سمعت صوت الانسانه الوحيده فى العالم اللي بكلمة منها تختل جميع موازيني وتُهدم حصوني ..ايوه هو ده صوتها ، الصوت اللى صحبته سابت علامه جوايا وغيرت فكرتي عن الستات ....اميره

اميره :الو ماهر بيه معايا

ماهر وهو بيتصنع عدم تمييزه للصوت :ايوه مين معايا
اميره :انا اميره ياماهر بيه ... تتنهد تنهيده عميقه وتكمل كلامها :لو سمحت ياماهر بيه عاوزه اقابلك ضروري ...
يتصنع ماهر عدم الاهتمام ويتكلم بثبات عكس دقات قلبه المتخبطه

:خير يااميره عاوزه تقابليني بخصوص ايه اظن اننا مفيش بينا مواضيع نتكلم فيها
اميره :لا فيه موضوع ياماهر ولازم نتكلم فيه
رد ماهر بفرحه لكنه كان حريص انها متبانش على نبرة صوته لاصرارها انها تقابله :ماشي يااميره قابليني فالمكان بتاعنا بكره الساعه ١٠ الصبح

اميره :لا مش هقدر اروح هناك قابلنى انتا فالعنوان دا ........ وانهت المكالمه بقفل السماعه ، ..قفل ماهر السماعه وهو مبتسم للزكريات اللى ابتدت تتوالي قدام عينيه ،وكأن احداثها كانت امبارح ومعداش عليها شهور ، سرت قشعريره في كل جسمه وغمض عنيه وهو حاسس كأنه لسه بيسمع انفاسها المتلاحقه الممزوجه برغبة جامحه وهي بين ايديه ، وعينيها الدبلانه وهي مثبتاهم على عنيه بتبعتله إشارة ودعوة مباشرة للاقتراب اكتر والارتواء من بركان انوثتها الثائر

تتوسع ابتسامة ماهر بأنتشاء للذكريات الجميله دي وهو بيكلم نفسه :ياتري ايه اللي فكرك بيا ياأميره ؟ ياتري اشتاقتيلي زي مااشتقتلك ؟ ياتري سامحتينى ؟ فكرتى فيا فكل ثانيه واحنا بعاد عن بعض زى ماكنت بفكر فيكى ؟ ياااااااه يااميره .

فاق ماهر بسرعه من زكرياته الجميله على زكرى بخرت كل زكرياته الجميله مع اميره عشان تحتل هى مكانهم وهى زكرى اخر يوم ليه مع اميره ، الكابوس اللى فضل عايش فيه شهور يتمني لو يرجع بيه الزمن لليوم ده عشان يغير كل احداثه ويرتبهم ترتيب تاني خالص


.يتجسد قدامه منظر اميره وهي في اعلي قمة انهيار ممكن يوصلها انسان ... قاعده على الارض والقزاز متكسر ومالى كل اركان الاوضه وهى بتهز دماغها برفض بتحاول تكدب اللى سمعته من لحظات على لسان اخر واحد فالعالم كانت تتوقع انه يقولها الكلام ده ...

الانسان الوحيد اللى وثقت فيه وسلمته قلبها بدون مقابل

افتكر عيون اميره وهى بصاله وبتسأله بصوت هستيرى بيرتعش من الخوف :ايه اللي انتا قولته دا ياماهر ؟ قول اني سمعت غلط ،

طب قول انك بتهزر معايا وانك متقصدش اي كلمة من الكلام اللي قولتهولي ده ....
طب بص بص قول انك متقصدش ..او قول آسف وانا هسامحك والله ..والله هسامحك ياماهر، عشان بحبك هسامحك ارجوك متدبحنيش ، متدمرنيش بالشكل ده حرام عليك دنا مليش حد غيرك فالدنيا ...دنا مصدقت لقيتك

افتكر نفسه لماصرخ فيها بكل صوته :
خلاص بقا يااميره متتعبنيش انا سبتلك بره فلوس تكفيكي وزيادة لغاية ماتدبري حياتك ...انا قطعت الورقتين العرفي وخلاص مبقاش فيه حاجه تربطنا بعد كده ....لو سمحتي لمي حاجتك واتفضلي فضي الشقه وادي المفتاح للبواب وانتي نازله ...وياريت ...ياريت تنسي انك قابلتي حد اسمه ماهر فيوم من الايام ...وكفايه عليكي اليومين الحلوين اللي عشتيهم معايا واعتقد اني مقصرتش معاكي فأي حاجه ... ، ولاخر مره هحذرك اوعي تنطقي اسمي بصوت عالي حتي بينك وبين نفسك ...سامعه

ماكان من اميره الانها ترفع ايدها وتمسح الدموع النازله من عنيها زى الشلال وهزت دماغها بالموافقه بمنتهي الضعف ورفعت عنيها بصت لماهر وشاف فيهم وقتها انكسار عمره ماشافه فعيون حد قبل كده ومع ذلك قرب وشه منها بمنتهى البرود وقالها بصوت اقرب للهمس:ايوه كده شااااطره .

اتحرك ماهر للباب ومشى بدون مايلتفت لاميره ولاحتى يبص بصه اخيره للعيون اللى متابعاه وهو بيبعد وهنا اميره اتأكدت يومها ان دى اخر مره هتشوفه فيها وان ايام سعادتها خلصت لحد هنا .

نزل ماهر بعدها ركب عربيته واتحرك بيها بسرعه وبعد عن المكان ليبدأ في جوله جديده يدور فيها عن ضحيه جديده يوقعها في شباكه ..

يتمتع بيها وبعدين يرميها ويرميلها شوية فلوس تعويض ليها عن انتهاكه لاغلى ماتملك... وطبعا متقدرش تتكلم لان كل حاجه بتتم برضاها ....
ويسيبها وهو منتشي بفوزه عليها زى مالمفروض انه يكون حاسس دلوقتى بأنتصاره على اميره.

ولكن ...ايه دا ؟ ايه الغصه اللى حاسس بيها دى ؟ ايه الاحساس بيحسه لاول مره فى حياته ده ؟ ليه بيحس بالالم وهو بيفتكر منظر عينيها المنكسره وهي بتبصله وملامحها مش بتغيب من قدام عنيه ؟ ليه هي من بين كل اللى سبقوها حس بعد ماسابها بكده ؟ دا حتى لما كان بيكون معاها كان احساسه معاها مختلف وقلبه بيدق بطريقه غريبه ، ايه اللى عملته فقلبه ؟ ليه حاسس بأنه ساب جزء منه معاها ؟ ليه حاسس بأنه مبقاش كامل من ساعة ماسابها ؟ ؟؟

فضل يسوق ويمشى بالعربيه ومش عارف يروح فين ..فضل ماشى فالشوارع يتلفت عالوشوش وكأنه تايه وميعرفش طريق الرجوع ..

وقف اخيرا قدام النيل ونزل من العربيه ووقف وهو مسنود عليها وايديه في جيوب بنطلونه باصص لقدام وسرحان ولاول مره بيواجه صراع يدور بين عقله وقلبه وكل طرف من اطراف الصراع له اسبابه القويه ليقاتل الطرف الاخر بإستماته وهو علي يقين بأن اسبابه هي الاقوي والاحق بالفوز ....

اتنهد ماهر اخيرا بعد انتهاء الصراع بفوز قلبه فابتسم وركب عربيته فورا

ساق وهو مرتاح لقرار قلبه وقرر انه يرجع للمكان اللى فيه اميرته وايقونة سعادته

هياخدها بين دراعاته ويوهمها ان كل اللى قالهولها مكانش الا هزار تقيل منه

ولكن كان للقدر رأي آخر

لما وصل ماهر للشقه فضل يدور عليها فكل ركن فالشقه زى المجنون ولكنه ملقهاش ،.. ملقيش غير الفلوس اللى سابهالها مرميه مع كل حاجه اشتراهالها على الارض مخدتش منه ولاحاجه مشيت بس بالهدوم اللى هى لبساها ...

قعد ماهر علي الكنبه منهار بعد ما أيقن انه خسر اميرته للابد
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من رواية فرعون بقلم ريناد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من القصص الرومانسية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة